أقلام حرة

الى الفقهاء الافاضل: ارجوكم اعلنوا ان النفط ليس مجهول المالك

يتداول كثيرون فتوى دينية تقول ان النفط مورد مجهول المالك ويجوز لكل شخص ان يأخذ منه مايشاء مثله مثل مياه المطر!!

وهذه فتوى خطيرة جداً وتمهد لكل انواع الفساد.

المطر يختلف عن النفط ولايجوز تشبيهه به .

النفط ملك المجتمع وتعتمد عليه الدولة في تسيير امورها واداء واجباتها.

النفط يختلف عن المطر فيما يلي:

- ماء المطر يسقط على الجميع، الغني والفقير ومن يحتاج الى ماءه يستطيع ان يأخذ منه ويجمع الكميات التي يحتاج اليها.

- النفط لايسقط على الجميع وليس في متناول الجميع ثم انه لايخرج تلقائياً ومجاناً مثل المطر، بل هو يحتاج استثمارات ضخمة ومعدات معقدة . لذلك يجب ان يباع مقابل سعر معين يضمن استرداد تكاليف الانتاج. فهل يجوز ان يقوم شخص بثقب انابيب النفط ويسرق منها مايشاء؟ هل هذا عدل ونزاهة وشرف؟

- النفط سلعة اقتصادية نادرة ولها سوق وعليها طلب ولديها زبائن، في حين ان ماء المطر لاقيمة سوقية له، بل قد يحتاج اليه البعض ممن يعيشون في اماكن قاحلة فقط ويقومون بجمعه في احواض او ماشابه.

- ماء المطر ينزل على الجميع ويستطيع الجميع الحصول عليه، اما النفط فلايستطيع الحصول عليه سوى اللصوص الذين يستطيعون ثقب الانابيب ونقل النفط والتنسيق مع بعض الخونة الفاسدين في الاجهزة الأمنية والارتباط بعصابات التهريب داخل وخارج البلد.

فكيف يستطيع الفقير ان ينال حصته من هذا النفط مجهول المالك كما يزعم، كذباً، بعض رجال الدين؟؟

- اذا كان هذا النفر من الفقهاء لايؤمنون بشيء،اسمه الملكية العامة للاشياء، فهل يجيزون السطو على بيت المال او اموال العتبات المقدسة لانها لاتخص شخصاً بعينه؟

انهم يعلنون دعمهم للدولة وانهم يدعون الى مساندتها، ولكنهم يجيزون سرقة مصدر قوة الدولة واستمرارها.

***

د. صلاح حزام

في المثقف اليوم