أقلام حرة

بغداد 2.. الخوف من العراق لا الخوف عليه

عقد المؤتمر بالأردن حضرته 12 دولة غالبية الدول ساهمت وبشكل مباشر في ايصال العراق الى وضعه الراهن، ظاهره اعادة اعمار العراق ومساعدته في انتهاج لغة الحوار بين ابنائه ،ولكن السبب الرئيس لاجتماعهم خوفهم على انظمتهم القبلية والعشائرية، واولئك الذين يعتقدون انهم ظل الرب في الارض،انهم يخافون من تنامي قوة داعش الاجرامية التي صنعتها امريكا وبتمويل عرب النفط لإحداث بلبلة في دول المنطقة، والاستفادة من الاسعار التشجيعية للنفط العراقي، على عهد صدام لم يكن هناك تنظيم اجرامي تحت أي مسمى، فكان بلدا امنا مطمئنا، لم تجرؤ أي من دول الجوار على التطاول عليه، على مدى عقدين من الزمن اراضيه مستباحة والرافدين نضب ماؤهما واوشك مجراهما على الجفاف بفعل كثرة السدود  التي أقامها الاتراك خلال الفترة الماضية، العراق اليوم لم يعد قادرا على تامين حدوده والجام الفصائل المناوئة للنظامين الايراني والتركي المقيمة على اراضيه ما جعل الطائرات الايرانية والتركية تخترق اجواءه، بحجة ملاحقة التنظيمات المسلحة المناوئة للنظامين الايراني والتركي.

الاعراب الذين يذرقون عل العراق دموع التماسيح ساهموا وبكل ما اوتوا من قوة عسكرية واموال نفط في تدمير البلد، وبدلوا جهودا مضنية في سبيل دلك وسخروا مؤسساتهم الدينية لإصدار الفتاوى بوجوب استقدام القوات الاجنبية بقيادة امريكا في شن الحرب عليه ودعموا الحصار الخانق على الشعب العراقي مما ادى الى مقتل مئات الالاف شيوخا واطفالا ونساء وها هي النتائج ماثلة امام انظار الجميع لما فعلته الانظمة العربية والغربية.

انهم السبب الرئيس فيما وصل اليه حال العراقيين الى الان؟ لمادا لم يعمل العرب خلال ازمة الكويت على حلها عربيا بدل استدعاء الولايات المتحدة التي كانت تنتظر الفرصة للنيل من العراق الذي دخل عصر التصنيع الحربي، خدمة للكيان المغتصب لفلسطين؟ العرب واسيادهم الغرب هم من مهدوا لإيران بالتدخل في الشأن العراقي، يريدون ابعاد ايران عن العراق ويتناسون ان حلفاء ايران هم من يسيطرون على مقاليد الحكم في العراق، رئيس الوزراء العراقي الحالي، السوداني ينتمي الى الاطار الشيعي الموالي لإيران.

غالبية الدول العربية التي تتحالف مع الامريكان، نجدها تقيم علاقات واتفاقيات وتطبيع مع الكيان الصهيوني ضمن اتفاقية ابراهام، تأتيها الاوامر والتوجيهات من البيت الابيض في علاقاتهم مع جيرانهم ومع الدول الاخرى، للأسف الشديد العرب ليسوا اسياد انفسهم انما تُبّع للسياسة الامريكية المتعجرفة. التقارب السعودي الايراني ممكن  بشرط عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.

لن ينهض العراق طالما تواجد نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، ويتم التستر على كل من اهدر المال العام واثرى على حساب الشعب العراقي الذي يعيش ازمات اقتصادية متتالية. والعمل على فك الارتباط مع كل القوى الاجنبية التي تقوض استقلال العراق ،وبناء جيش وطني عابر للطوائف والمذاهب قادر على حماية حدود البلد، بدلا من الاتكاء على الميليشيات المؤدلجة، حفظ الله العراق واهله.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم