أقلام حرة

صور بلا رقابة

نُمسك الهاتف وندخل إلى حساباتنا في "السوشال ميديا".. فنرى عالماً من المحتوى الصوري والفيديوي منه الصاخب والساخر والتافه، ونسمع ونستمتع بمتابعة رسائل متنوعة ومختلفة في قيمتها وأهدفها.. لكن أصبح الهدف الأهم منها هو " الترند".

قمّة الترند هي التي تجمع الإعجابات والمشاهدات  بغض النظر عن قيمة وأهمية ما تقدّمه للناس، بل أن التفاهة هي أفضل ماتقدمه اليوم للمجتمع لتجمع الدولارات، لأن التفاهات هي بضاعة حديثة يطرحها ويسوّق لها بعض أصحاب الصفحات الإلكترونية المؤثرة لكي يستفيدوا منها في جمع أعداد هائلة من المتابعات.

يقول المثل  "كل شي يزيد عن حده ينقلب ضده " ويحدث ذلك مع غياب الثقافة والرقابة وحب الشهرة والمال، وأصبحت بعض التفاعلات تأتي عن طريق الخروج عن المألوف في التعبير والتصوير والإباحية والتسقيط  ومهاجمة الآخر، وبدأت تبالغ بعض البلوكرات في الإعلانات عن البضائع فتصدّر نفسها بضاعة، أما جلسات التصوير فقد إختلفت عن صبغتها وإنحرفت عن مسارها وتأثرت بعالم التفاهة.. لتكون أيضاً مادة دعائية للشهرة والترويج للذات وسط مجتمع يتلّقى الفضائح والقيل والقال برحابة صدر وينتقد المحتويات السخيفة لكنه بذات الوقت ينشرها! هذا ماشجّع البلوكرات والفاشينستات وغيرهن ممن لا عمل لهن أن يطلقن على أنفسهن لقب إعلاميات لكي تصبح إحداهن معروفة عَبر المحتوى الصادم الذي تقدمه الفاشينستا بكلامها أو ملابسها أو جلساتها التصويرية فصارت كما نقول بالعراقي "بلا ملح".. وتطورت الجلسات من أماكن الطبيعة والبحر والأستوديو إلى المقابر و نصب الشهيد وساحة التحرير بالملابس العسكرية !.

هذه المشاهد وغيرها أثارت غضب الكثيرين لكنها تنّبهنا لنرى مدى هبوط مستوى وعينا و تدني ثقافتنا مع تطور العالم الإلكتروني وتراجع النظام الرقابي الذي من شأنه أن يضع حداً للمشاريع الدعائية والترويجية الصفراء ويكافح المجتمع من أثرها الوبائي.

***

ابتهال العربي

في المثقف اليوم