أقلام حرة

على شاكلته!!

"قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا"

عليك أن ترى ما ترى، وأرى ما أرى، فلا تحشر نفسك فيما أرى، فلكل منا عقله ومداركه، وعقولنا كبصمات أصابعنا لا تتشابه أبدا.

ولا تقل أنك عارف بالدين وغيرك يجهل وعليه أ يتبع ما ترى وتقول، وتعطي لنفسك حق الإفتاء فغيرك ليس ملزما بما عندك، فالذي يعبد ربه يعرف كيف يقوم بذلك، ولا يحتاج إلى وسيط من أمثالك، فهذا تشويه للدين وإستعباد للتاس أجمعين.

فالتقليد إستعباد وتعطيل للعقل، والإرتماء في أحضان القطيع من أفظع التفاعلات التي تدعو إليها رموز المتاجرة بالدين، فكل ما هو مؤدين مدنس بنوازع النفس الأمّارة بالسوء.

عندما يتساءل البشر لماذا أنا موجود، فأنه يقر بإرادة الإختيار، ويستحضر ما عنده من الطاقات ليعبر عن وجوده الذي يراه وفقا لمنظومته الإدراكية المنبثقة في مدارات عقله المتفاعل مع دماغه.

فالإنسان المتخلف عقليا أو الذي فقد قشرة دماغه، بلا قدرة على إستجلاء خياراته وتقرير مساره ومواضع خطواته.

اما أن يتم مصادرة عقل البشر ورهنه بعقل فرد ما، فممارسة إستعبادية إضطهادية تنفي وجوده كأنسان، وتؤكد تحويله إلى شيئ أو بضاعة والبعض يراه رقما بلا جدوى.

إن الإعتراف بوجود العقل الآخر من ضرورات البقاء الإيجابي، والتفاعل الإنساني المطلوب لصناعة الحياة الحرة الكريمة، وبدون التكافل الفكري والتعاون المعرفي لن تتقدم البشرية، التي وفقا لتفاعلات عقولها الحرة أنجزت ما لديها من الإبداعات المادية والمعنوية.

فهل يجوز لنا النظر بغير عقولنا؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم