أقلام حرة

ارحموا العراق وشعبه الجريح؟!

لا ابالغ لوقلت ان التناخر مستمر بين الاحزاب والكتل السياسيية منذ عام 2005 ولحد اليوم رغم اختلاف بعض الوجوه السياسية وغياب كتل منهاعن العمل السياسي ممن يدعون الاصلاح والديمقراطية سواء كانوا نوابا اوكتل وتيارات سياسية وغيرهم الذين يسعون حسب ادعائهم لوضع الامور في نصابها الصحيح او معالجة القضايا المتراكمة، او وقف هدر المال العام ومعالجة الفساد المستشري في اغلب مؤسسات الدولة التي يروح ضحيتها عادة الشعب العراقي المظلوم الذي بات يعيش في حالة قلق مستمر وترقب لما ستؤول اليه الامور رغم ان هناك منهم من لايرى املا بجميع الحكومات المتعاقبة التي تقول اكثر ما تفعل! بعد ان انكشف امام الملاء انه لم يتوقف سيناريو افتعال الازمات وتمرير الصفقات واختلاق الصراع والتناحر والتخبط . وهنا نتساءل: ماذا قدموا للعراق وشعبه الصابر المحتسب طيلة 20 عاما؟ ماذا اصحلوا وعمروا وشيدوا وأنجزوا؟ اين التنمية وتسخير الميزانيات الانفجارية التي اصبحت حلم يراودنا ولكنه سرعان ما يتلاشى عندما نصحو على واقعنا المرير؟ّ!  واليوم نسمع عن سرقة القرن وتهريب النفط من قبل قوات حكومية" امنية ومدنية". يضاف اليها فضيحة البنوك والمصارف، وكشف مئات الالاف من الموظفين الفضائيين عسكريين ومدنيين اضافة الى الاف من الذين يتقاضون رواتب مزدوجة تابعوا ما يحدث من سرقة اموال العراقيين من اناس ينبغي وبموجب القانون انهم حماة تلك الاموال، هل هذه الديمقراطية التي يتشدقون بها و صدعوا بها رؤوسنا التي جاءت بها امريكا راعية الديمقراطية؟ ام ماذا نسمي مايحدث من فرض ارادات الاحزاب بالتشكيلة الحكومية؟ هناك من المروجين والمداحين واصحاب المصالح الخاصة الذين نراهم على وسائل الاعلام يرون ان من الطبيعي ان تشهد الديمقراطية كل ذلك ومن الطبيعي ان يحدث كل  ذلك، لكنهم تناسوا ان كل ذلك انعكس على الشارع العراقي الذي مل سماع هذه الاسطوانة المشروخة التي يرددها ببغاوات الاحزاب،نتمنى ان ترسخ كل مفاهيم الديمقراطية وفق ثقافة الإصلاح الحقيقي ومنع الفساد كلنا اليوم نردد ونكرر سؤالا واحدا: أين هؤلاء الذين حملوا على أكتافهم الدستورالعراقي ويتبجحون بالالتزام به والنهوض بمجتمع ديمقراطي واع؟! ولكن لا مجيب. العلاج لا يتوقف عند شارع متهالك، وتفشي ظاهرة الجريمة و النزاعات العشائرية ولا بتجارة وتعاطي المخدرات ولافي السطو المسلح وضح النهار والعلاج لا يسجل في فواتير المخالفات المرورية على اصحاب سيارات الاجرة والتكاتك فقط ولا بنقل هذا الموظف واقصاء ذاك، إنما العلاج ينتظر من البعض تطهير أنفسهم من آثام المحاصصة والطائفية والعشائرية والحزبية في المواقف والعمل من أجل العراق وشعبه أولا وأخير. وان يتحرر الساسة ويتخلصوا من مرض المحاصصة والطائفية ونهب المال العام الذي أصبح فيروسا منتشرا  بعد ان اوصلوا بعض البسطاء بتقديم النذور وطلب المراد من الخروف وعمود الكهرباء والجرار الزراعي ونحن في الالفية الثالثة ونعيش عصر التحول الرقمي.!!

***

د. شاكر كريم القيسي

في المثقف اليوم