أقلام حرة

صورة انجلينا جولي

يبدو أن المؤامرة التي تقودها الإمبريالية ضد تجربتنا الديمقراطية الرائدة تتخذ أشكالاً جديدة، فبعد محاولات فاشلة للحصول على خبرة عباس البياتي في الاستنساخ، ومحاولة البرلمان الاوربي الدنيئة لسرقة حذاء عالية نصيف الذي قذفته داخل قبة البرلمان، قررت الدوائر الإمبريالية إرسال الممثلة "الكافرة" "أنجلينا جولي" للتجول في قضاء سنجار والجلوس مع عوائل الإيزيديين والاستماع إلى معاناتهم، ولم تكتف بذلك؛ بل أصرت على أن تلتقط صوراً وهي تتحدث مع أطفال فقدوا عوائلهم .الممثلة "اللعينة" تريد أن توهمنا بأنها صاحبة رسالة إنسانية، لكن الحقيقة أنها تغار من نوابنا الذين يثبتون كل يوم أنهم في واد والشعب المسكين في واد آخر.

إذن المؤامرة تحاك في الظلام ضد هذا الشعب، والبعض يريد أن يصوّر للعالم أنّ سياسيينا "الأفاضل" ومسؤولينا "الأكارم" ونوّابنا "الأجلّاء" عاجزون عن الذهاب إلى سنجار، وهم الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل عيون هذا الشعب "الناكر للجميل".

بالفعل، تتعرض تجربتنا الديمقراطية إلى مؤامرة كبيرة، تشارك فيها قوى دولية، ومشاهير هوليوود، وإعلام لا يخاف الله، ينسى أن يلتقط صورة للنائبة حنان الفتلاوي وهي تتجول مع النائبة وحدة الجميلي وسط قرى سنجار وهما تذرفان الدموع.

المؤامرة كانت حاضرةً في تغاضي المدعوّة أنجلينا جولي عن الإشادة بملفّ مهمّ وخطير وأعني به ملفّ الإعمار الذي تفوّقنا به على سنغافورة، وملفّ التعليم الذي تحسدنا عليه اليابان. نعم هي مؤامرة لا يكفي معها تكذيب واعتذار، بل أن تكفّر أنجلينا جولي عن ذنبها وتترك أبناء سنجار الذين يحظون برعاية يحسدهم عليها أطفال السويد.

مع هذه الصورة للممثلة التي "للأسف" لا تلبس الحجاب ولا تكتب على صفحتها أهازيج ثورية، تذكر كيف يرفض مسؤولونا "الأفاضل" أن يراهم الناس في لحظة صدق بشري.. فكيف يمكن لمن حصل على الكرسي من خلال مزاد عقده أبو مازن، أن يجلس على الأرض تحيط به عوائل شهداء الانتفاضة؟!

سيدتي أنجيليا.. من هذه البلاد المليئة بالأسى والموت والكذابين، أرفع إليك التحية والتقدير، أليست اللمسة الإنسانية، أعظم من الصوت الفارغ؟ أليست يد حانية نضعها على رأس طفل مهجَر ويتيم، أطيب عطراً من كل شعارات الإرادة وهلوسات الكتلة الأكبر؟

مرة أخرى من هنا، من هذه البلاد المليئة بسقم الساسة وتهتكهم، أرفع لك التحية، لأنك شجاعة وامرأة صدق ومحبة وإنسانية، وحدهم الأنقياء يتجاوزون الخوف على مصالحهم وحياتهم، من أجل الخوف على حياة الضعفاء والمستضعفين.

ايها السادة ..المشكلة لم تكن في صور انجلينا جولي، ولا في معاناة اهالي سنجار، بل في الشعارات التي تملأ قاعة البرلمان العراقي والتي يطلقها البعض. وفي خداع الناس مرة ومرتين وعشراً .

***

علي حسين

في المثقف اليوم