أقلام حرة

دفع الشبهات عن حياة سيد الكائنات (4)

الشبهة الرابعة

تكاد تُجمع المصادر التاريخية المتواترة أن عمر النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه هو خمس أو ست وعشرين سنة حين تزوج السيدة الجليلة سيدة نساء العالمين خديجة بنت خويلد عليها السلام إلا أن الاختلاف والخلاف في عمر السيدة خديجة حيث تراوحت المصادر والروايات التي قدرت عمرها الشريف بين ( 25-45) سنة وهل كانت بكرا أو ثيبا هنا آراء المؤرخين والرواة كالآتي.

- قال أبن عباس رضي الله عنه 28 سنة.

- قال أبن إسحاق أن عمرها 28 سنة.

- قال أبن كثير نقال عن البهيقي عن الحاكم أن عمرها تراوح بين 25-35 سنة.

- قال أبن الأثير 25 سنة.

- وذكر كثيرا من رجال الدين وكما تناقلته الكتب والسير القديمة أن عمرها حين بنا بها رسول الله صلوات الله عليه هو 40 سنة حيث أنها ولدت قبل عام الفيل بثلاث سنوات وأنها عاشت 15 عاما قبل البعثة المباركة وعشر سنين بعد البعثة النبوية.

وأختلف المؤرخون في عمرها حين توفيت بين 50-52-64-65سنة وتوفيت في السنة العاشرة من البعثة كما ذكر البلاذري وأبن شهر آشوب أن السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام كانت عذراء على العكس من كثير من كتاب السيرة والأحاديث والمرويات التي تصدت لهذا الأمر وهم كتاب متأخرين عن الحدث حيث أن

- محمد بن إسحاق المطلبي توفي سنة 151 هجرية.

- النيسابوري توفي سنة 405 هجرية.

-البهيقي توفي سنة 458 هجرية.

-أبن كثير توفي سنة 774 هجرية.

أن الرواة وكتاب السيرة لم يذكروا لنا دين السيدة خديجة بنت خويلد بوضوح وهل كانت من الموحدين والحُمس القريشيين أم كانت نصرانية على دين أبوها وعمها وأبن عمها ورقة بن نوفل ولو استعرضنا حياة السيدة الفاضلة خديجة وزواجها من النبي المصطفى تواجهنا كثيرا من التساؤلات والشبهات التي دسها الرواة والكتاب المحسوبين على السلطة و ذلك يستوجب الوقوف أمامها لاستبيان الحقائق المستخلصة منها ومن هذه الشبهات هو عمرها حين تزوجها النبي وهو ال 40 سنة وقد أنجبت له كما تذكر المصادر ولدان وثلاث بنات علما أن هذا السن الحرج لا يسمح للمرأة بالإنجاب عقلا وفسيولوجيا لجسد المرأة.

وهناك سؤال يدور في الأذهان كيف لفتاة بكر كبيرة في العمر كما يدعون تتزوج من شاب في مقتبل العمر (25) سنة كان راعيا للأغنام فقيرا أميا لا يقرأ ولا يكتب ومن قوم ضعاف من وسط بني هاشم مقابل مكانتها المرموقة اجتماعيا وماديا ودينيا حيث أن أباها خويلد سيدا في قومه وأبن عمها ورقة بن نوفل بمرتبة الأنبياء الفترة من الديانة الحنفية وفي مجتمع قبلي قاسي لا يقبل هذه الفكرة كما أن ليس هناك مبرر على أن يتزوج النبي محمد صلوات الله عليه من سيدة ثيبا تكبره في العمر بعد زوجين قبله كما يزعم المؤرخون ولا مصلحة سياسية ولا اجتماعية ولا مادية في زوجه عليها السلام تزداد عليه الوجاهة في المركز الاجتماعي والمالي خصوصا نحن نعلم أن السيدة الفاضلة ليست ببعيدة عن بني هاشم ولا عن ديانتهم التوحيدية الحنفية وصلتها المقربة من النبي حيث تلتقي به عند جده الأعلى قصي بن كلاب وهذا دليل على معرفتها به ومعرفته بها جيدا وهذا صعب التصديق لما نقل عن هذا الموضوع حيث أن النبي الكريم يعرف أنه حامل لواء مشروع الرسالة السماوية للناس جميعا كنبي مرسل من الله تعالى لقومه وللأمة العربية والزواج بهكذا طريقة سوف يسبب إحراجا وتهما من أعدائه على أنه إنسان وصولي ومادي وانتهازي واستغلالي لأموال زوجته مستغلا حبها وهو نقصا نفسيا ومثلبة وموضع انتقاد في المستقبل للنبي الأعظم وخصوصا بعد إعلان دعوته الإسلامية. فلماذا كل هذه الضوضاء والأحاديث عن زواجه الشريف والمتاهات التي رسمها كتاب السيرة النبوية حول عمر السيدة خديجة وأشبعوها بالصور والآراء التي ضاع في ممراتها المسلم والغير مسلم الباحث عن الحقيقة فهناك الكثير من علامات الاستفهام لهذه المقاصد والغرض منها واضحا وهو ضياع سيرة النبي محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه والإساءة له في كل شيء وما زال العالم الإسلامي يدور في فلك الرواة والإخباريين القدامى المصرين على دفن الحقائق.

***

ضياء محسن الاسدي

في المثقف اليوم