أقلام حرة

بحيرة سد الموصل على وشك الجفاف فماذا سيشرب العراقيون في الصيف القادم؟

بحيرة سد الموصل على وشك الجفاف وظهرت فيها الآثار الغارقة، فماذا عن مشروعي سد بخمة وتحلية مياه الثرثار؟ لكي لا نتهم بالإدمان على (النحيب على الأطلال) من قبل المثبطين ودعاة اليأس والتيئيس نطرق اليوم موضوعا يتعلق بالحلول الممكنة لتفادي الكارثة المحدقة بالعراق وانهاره. يعتمد العراق في توفير مياه الشرب والقليل جدا من ري البساتين، فزراعة الحبوب قد انتهت أو على وشك الانتهاء، يعتمد على ما تبقى من خزين مياه لا يتجاوز ثمانية مليارات متر مكعب في جميع سدوده كما قال وزير الموارد نفسه قبل أيام قليلة، واكبرها خزين يوجد في سد الموصل الذي انخفضت مياهه بنسبة الثلث وربما الآن بنسبة النصف أي أنه لا يحتوي ربما على أكثر من ستة مليارات متر مكعب من المياه، وهو الذي يعتمد عليه العراقيون الآن في توفير مياه الشرب في الصيف القادم. لقد فرطت الدولة العراقية بمشاريع سدود كانت كافية لإنقاذ الوضع من حدوث مأساة. ومن هذه المشاريع سد بخمة وسعته سبعة عشر مليار متر مكعب، الذي وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى ثلاثين بالمئة قبل الاحتلال الأميركي وتوقف العمل فيه مع فرض الحصار الغربي على العراق وحين جاء نظام المحاصصة الطائفية والعرقية أُلغي المشروع ونهبت معداته وبيعت الى دول الجوار من قبل زعامات المليشيات والاحزاب النافذة الحليفة للاحتلال والسبب هو أن مسعود البارزاني رفض اكمال هذا المشروع لأنه كما زعم يقسم الاقليم الى نصفين ويضم اراضي عشرة برازان، رغم انهم استلموا تعويضات مجزية عن هذه الأراضي التي ستغمرها مياه السد من قبل النظام السابق.

وهناك مشروع تحلية مياه منخفض الثرثار بالفائض من مياه دجلة، والثرثار يحتوي على ما يعادل ايرادات مياه دجلة والفرات معا لسنة كاملة، وهذا المشروع لو نُفذ لكان سيُخرج العراق نهائيا من الارتهان المائي التركي الإيراني، ولكنه أهمل ولم يكتمل انجازه ايضا بسبب الحصار ايضا، وهكذا ضاعت الفرصة بسبب تقاعس الحكومات العراقية الفاسدة قبل وبعد الاحتلال.

فهل مازلت الفرصة قائمة اليوم لتنفيذ هذين المشروعين أم ينبغي الاستسلام للعدوان التركي الايراني على مياه انهارنا وتوديع دجلة والفرات والالتحاق بدول الخليج العربي التي تعيش على مياه البحر المحلاة؟

معروف ان ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي لها وجهان: الجفاف من جهة والأمطار الطوفانية والفيضانات والسيول من أخرى. وهذه الحالة تجري أمام أنظارنا حتى في العراق. ولذلك ينبغي الاستعداد للوجه الثاني منها واستكمال مشروعي سد بخمة وتحلية الثرثار وربع أموال التبادل التجاري شبه الاجباري مع تركيا وإيران والبالغة اربعين مليار دولار سنويا كافية جدا لتنفيذ هذين المشروعين وغيرهما. وسأعيد نشر مقالتين مطولتين هما فصلان من كتابي "القيامة العراقية الآن" الصادر قبل عشرة أعوام حولهما خلال الأيام القادمة، اضافة الى تنفيذ مشاريع سدود وخزانات صغيرة في المحافظات لجمع مياه الأمطار والفيضانات والسيول المحتملة ومنها سد متحرك على شط العرب ومحطات لتحلية مياه الخليج في البصرة..مع التذكير بالحل الفوري المتمثل بتدويل مشكلة الرافدين وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن والمحاكم الدولية وقطع التعامل التجاري مع دول المنبع التي تحتجز مياه الرافدين وروافدهما.

ان من لا يشارك اليوم في معركة الدفاع عن الرافدين ومواجهة خطر زوالهما ليس من حقه ان يبكي من العطش غدا، وكما قال الراحل العلوي: "إذا سمح العراقيون لتركيا وايران بإزالة دجلة والفرات من الوجود فسيكونون أهون على الله من بعوض المستنقعات"!

وأخيرا، ومما يوضح حجم الكارثة المحدقة بالعراق وشعبه فقد قرأت على مواقع التواصل قبل أيام الخبر المعبر أدناه عن الوضع الحالي في بحيرة سد الموصل:

أدى انخفاض منسوب مياه سد الموصل إلى أكثر من 30% "من سعته التخزينية هذه الأيام الى ظهور مدرسة أثرية ومقبرة ومزار بازيد المعروفة للإيزيديين في ناحية خانكي.

هذه المنطقة الأثرية غمرتها مياه سد الموصل واختفت في عام 1985 اي قبل 38 عاماً" .

***

علاء اللامي

في المثقف اليوم