أقلام حرة

ملك المغرب.. وملف القدس

ملك المغرب منزعج من حزب العدالة والتنمية والسبب ” دولة بني صهيون “لان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قد أعربت في بيان أصدرته قبل أيام عن استهجانها لما قالت، أنه مواقف أخيرة لوزير الخارجية “يبدو فيها وكأنه يدافع عن الصهاينة في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية.

الانزعاج اتى ضمن بيان صادر عن الديوان الملكي الذي يذكر المغاربة واحزابهم السياسية أن “السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص الملك المغربي، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية. وتابع البيان ان موقف المغرب من القضية الفلسطينية لا رجعة فيه، وهي تعد من أولويات السياسة الخارجية لجلالة الملك ورئيس لجنة القدس، الذي وضعها في مرتبة قضية الوحدة الترابية للمملكة، وهو موقف مبدئي ثابت للمغرب، لا يخضع للمزايدات السياسية أو للحملات الانتخابية الضيقة”.

ترى ما هي الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد؟ هل في فتح السفارات وتدشين خطوط النقل الجوي ومخالة تلميع تصرفات المحتل والعمل على ان يكون هناك تطبيع شعبي؟ ماذا ستجني المملكة من التطبيع؟ بالتأكيد اوامر عليا من أمريكا بهدف دمج الكيان المحتل في شعوب المنطقة ومن ثم شراء اسلحة صهيونية؟ ترى هل المغرب في حاجة ماسة الى التسليح؟ ا لا توجد مصادر أخرى لشراء الاسلحة ان كانت ولا بد؟ هل ستستخدم الأسلحة في سبيل ارجاع السيطرة على جيبي سبتة ومليليه من الاسبان ام في ضرب الشعب الصحراوي الاعزل؟ الذي ينهب المغرب خيراته ويعيش في خيام بمساعدات من الامم المتحدة. ام في اثارة المشاكل مع الجارة الجزائر ليكون شمال إفريقيا ساحة صراع؟

وختم البيان، أن استئناف العلاقات بين المغرب و"إسرائيل" تم في ظروف معروفة وفي سياق يعلمه الجميع، ويؤطره البلاغ الصادر عن الديوان الملكي بتاريخ 10 ديسمبر 2020، والبلاغ الذي نشر عقب الاتصال الهاتفي بين الملك المغربي والرئيس الفلسطيني، وكذلك الإعلان الثلاثي المؤرخ في 22 ديسمبر 2020. نحن كجمهوري مغاربي نعلم جيدا تلك الظروف التي ادت الى التطبيع، وهي ان لم يطبع هؤلاء الحكام فان الأمريكان سيرفعون ايديهم عنهم ويتركونهم وشانهم للجماهير التي حتما ستقتلعهم من جذورهم، اما بشان الحديث مع الرئيس الفلسطيني بالخصوص، فماذا بإمكان الرئيس الفلسطيني ان يفعل، ان كان جل الحكام العرب يسعون الى إرضاء العم سام لأنه ولي نعمتهم وسبب بقائهم في السلطة؟.

اوكل الزعماء العرب، ملك المغرب ملف القدس، المدينة التي تشهد طرد سكانها ومحاولة تهويدها، على مرأى ومسمع العالم الحر المتحضر، أما الحكام العرب فليس لديهم سوى الشجب والاستنكار والادانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ترى ما الذي فعلته لجنة القدس برئاسة امير المؤمنين؟ لقد اصبح عدد الصهاينة بالمدينة ما لا يقل 150 الف مستوطن ضمن مشاريع استيطانية تلتهم كل القدس لتصبح عاصمة موحدة ابديه لدولة الصهاينة، واكثر من 500 الف مستوطن بالضفة الغربية.

لقد افسد حكامنا كل شيء وجعلونا اذلة نستجدي حقوقنا وكأنها منّة منهم، ونقبل اياديهم المرتعشة امام الاعداء، ماذا نتوقع من هؤلاء غير مزيد من التفريط في المقدسات وسلب الخيرات وتجويع شعوبها لإخضاعها فتساق كالقطيع؟.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم