أقلام حرة

الأدينة تفرقنا!!

من الظواهر التي لم تشد إنتباه الكثيرين، ولم يتحقق تحليلها بعمق، أن دولة لا علاقة لها بالإسلام، ويمكن القول أنها دولة لا دينية، رعت ونجحت في لم شمل دولتين مسلمتين.

دولتان الدين الواحد فرقهما واللادين جمعهما، فكيف يُفسَر هذا السلوك؟

أ ليس هو دليل على أن الأديان تفرّق؟

بل أن الدين الواحد يكون مصدرا للفرقة والتصارع الشديد!!

لو تأملنا مسيرة الإسلام لتبين أن أبناءه تقاتلوا بعنفوان وقسوة، وتفرقوا وأصبحوا ألف فرقة وفرقة، ومنذ إنطلاقته.

فالفرقة الدينية في الإسلام ليست جديدة، وسببها التأويلات والتفسيرات الداعية لتأليف سلطة فردية ذات أتباع خانعين، ينفذون أمر مَن سيَّدوه عليهم، وصاروا بضاعة تجارية في يديه.

آلاف الآلاف من المسلمين قتلوا بسبب هذا الرأي أو ذاك، ولا تزال نواعير الإتلاف الذاتي والموضوعي تدور بسرعة متزايدة، خصوصا بعد توفر أدوات القتل السريع بأنواعها.

فالسيف قتل مئات الآلاف من المسلمين بواسطة المسلمين، فكم ستقتل منهم أسلحتنا المعاصرة؟

أ ليس من الغريب أن لا تتمكن أي دولة مسلمة إصلاح العلاقة بين دولتين مسلمتين؟

ومن المخجل أن تأتي دولة لا ناقة لها ولا جمل بالإسلام، وتدعو دولتين مسلمتين للتعاون والتآحي!!

فلينظر المسلمون إلى أحوالهم، ولا يتذرّعوا بأسباب خارجة عن عاهاتهم السلوكية الفاعلة فيهم.

فالمسلم عدو المسلم وليس أخوه!!

المسلمون يتمترسون في رؤى وتصورات وإدّعاءات، وكلٌّ يحسب أنه يمثل الإسلام الصحيح، الذي يتممه بقتل المسلم الآخر الذي لا يرى مثلما يرى.

وبعض المسلمين لا تسمع في خطب رموزهم آية قرآنية، بل توجهات شخصانية، وتأليهات لرموز آدمية، حتى صار الفرع البعيد والقريب يتقدم على الأصل.

وتلك محنة الإسلام بالمسلمين، وعاهة التفاعل العدواني ما بين أهل الدين.

فأين الإسلام يا أمة وأرسلناك رحمة للعالمين؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم