أقلام حرة

شهر رمضان يجمعنا والمسلسلات التاريخية تفرقنا!

رغم كون شهر رمضان المبارك ثقيل على الكثير من أمثالي.. ولكن هناك من يترقبه بسبب المسلسلات المتنوعة او العاب كرة القدم المسائية او لعبة المحيبس المعروفة... وانا شخصيا أصوم اغلب شهري رجب وشعبان بكل سهولة ويسر مقارنة مع التوتر الذي يرافقني في شهر رمضان... برايي أن السبب الرئيسي لذلك هو كونه واجب وعليه حساب و هو أحد فروع الدين بعد الصلاة لذلك نقلق خشية ان نخل بصيامه ونكون بذلك قد دخلنا في المحظور والعقاب.

في حين صيام بقية الاشهر مستحب ويمكن أن نفطر في اي لحظة دون عقاب... والسبب الثاني هو عدم استحضار ثوابه بشكل عملي. بمعنى ان هناك من يعمل للدنيا عملا شاقا يستغرق معظم اليوم ولكنه يتمنى ان لا ينتهي اليوم لا لشيء الا بسبب الأرباح التي يجنيها من عمله مما تجعله ينسى كل تعبه.

نعم ان استحضار الثواب بأنواعه يحتاج إلى تواصل وفن وابداع في تعامل مع النفس لأقناعها بالأجر العظيم في شهر رمضان... ومع ان السلف الصالح لم يبخلوا في هذا المجال الا اننا نحتاج اكثر من ذلك ليعم الخير للجميع.

المسلسلان الأكثر إثارة لعواصف الجدل حتى قبل عرضهما، فهما "ابتسم أيها الجنرال" و"معاوية بن أبي سفيان"، إذ يعرض الأول –وفقا للترجيحات– قصة وصول الرئيس السوري الراحل (حافظ الأسد 1930-2000 إلى الحكم من خلال "الحركة التصحيحية"، وما تلاها من أحداث حول سيطرة عائلته على مفاصل الدولة السورية، وخلاف ابنيه لاحقاً،

فيما يذهب الثاني لفتح ملف الخليفة الأموي (معاوية بن أبي سفيان 602-680) من وجهة النظر الأخرى، عبر تناول أحداث الفتنة الكبرى بعد مقتل الخليفة الراشدي الثالث (عثمان بن عفان656-576)، وهو ما يُتوقع أن يلاقي اعتراضاً شيعياً واسعاً، مجموعة "MBC" الجهة المنتجة، قالت إن العمل ما يزال قيد التحضير وسيعلن عن موعد بثه لاحقا، وهو من كتابة الصحفي المصري خالد صالح، الذي لم يسبق له أن كتب مسلسلاً، ومن إخراج طارق العريان، وبطولة لجين إسماعيل بدور معاوية، وممثلين مصريين ومغاربة.

ورغم أن هناك أعمالا عديدة جسدت سير شخصيات لا تحظى باتفاق المذهبين، مثل مسلسل "عمر بن الخطاب"، إلا أن شخصية "معاوية" تعد محل خلاف حتى بين بعض أئمة السنة باعتباره أول" من بدل نظام الخلافة الإسلامي، فحوله إلى نظام وراثي".

كانت نيلي وشريهان تجمعنا بفوازيرهما، واليوم معاوية وأبي لؤلؤة الفيروزي يفرقانا بسيفهما الملطخين بالدماء... فهل من مدكر؟.

***

شاكر عبد موسى / العراق

في المثقف اليوم