أقلام حرة

أحاديث نبوية في التنمية البشرية (2)

الحديث الأول: نعمة الأمن في استقرار الفرد والمجتمع

فقد روى الإمام الترمذي في سننه من حديث عبيدالله بن محصن الخطمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"«من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»

وفي رواية بحذافيرها..

يقول مولاي البرجاوي في بحث له " الهدي النبوي في التنمية ": "لقد سطر حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم -وحيًا من ربه- أروع المؤشرات والمعايير لتحقيق تنمية متكاملة من خلال حديث نبوي شريف جامع ومانع: "مَن أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، مُعافًى في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذَافِيرها"؛ إذ يشمل ما يلي:

1- نعمة الأمن:

الأمن لغة: مصدره (أمن)، الأمان والأمانة بمعنى، وقد أَمِنْتُ فأنا آمن، وآمنت غيري من الأمن والأمان ضد الخوف

واصطلاحًا: هو اطمئنان النفس وزوال الخوف، ومنه قوله تعالى: {وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ} [قريش: ٤]، ومنه الإيمان والأمانة، وضده الخوف. ووقع من أسمائه الحسنى المؤمن في قوله تعالى: {هو اللَّهُ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23]. ومعناه أنه هو المعطي الأمان لعباده المؤمنين حين يؤمنهم من العذاب في الدنيا والآخرة. وينقسم الأمن إلى قسمين:

أمن في الدنيا: وهو يتحقق على الصعيد الفردي والاجتماعي بمختلف الأشكال الحياتية (سياسية، وعسكرية، واقتصادية، وتعليمية، واجتماعية).

وأمن في الآخرة: وهو الاطمئنان بعدم عذاب الله في جهنم، وهو خاص بالمؤمنين الذين عملوا الصالحات: {الَذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].

2- الأمن الغذائي: ويعرف بعض الباحثين الأمن الغذائي المطلق يعني إنتاج الغذاء داخل الدولة الواحدة بما يعادل أو يفوق الطلب المحلي. أما الأمن الغذائي النسبي فيعني قدرة دولة ما أو مجموعة من الدول على توفير السلع والمواد الغذائية كليا أو جزئيا.... وبالتالي فإن المفهوم النسبي للأمن الغذائي يعني تأمين الغذاء بالتعاون مع الآخرين..

3- الأمن الصحي:

وحسب وكيبيديا " يعَد الأمن الصحي مصطلحًا أو إطارًا لقضايا الصحة العامة التي تتضمن حماية السكان على الصعيد الوطني من التهديدات الصحية الخارجية كما في الجوائح.

هناك أربعة أنواع للأمن تؤخذ بعين الاعتبار في هذا السياق: الأمن البيولوجي، وأمن الصحة العالمية، والأمن البشري، والأمن القومي..".

فما أعظم هذا الحديث النبوي الشريف كلمات موجزة ومعان كثيرة لا تسعها المجلدات..

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم