أقلام حرة

صادق السامرائي: ماهية الكتابة!!

أظن أن مَن يكتب لا بد أن تساءل يوما: لماذا أكتب؟!

وكم تساءلت: هل الكتابة موهبة، مرض، عادة، إدمان، صنعة، هواية، أم ماذا؟

ولا أعرف الجواب الأصوب!!

في الإعدادية والكلية كتّابي المفضلين، عباس محمود العقاد، توفيق الحكيم، يوسف إدريس، طه حسين، ومن ثم محمد حسنين هيكل، وأكاد أجزم بأني قرأت جميع ما كتبوه !!

ومن الشعراء أبو تمام، البحتري، إبن المعتز، أحمد شوقي والجواهري.

وما تأثرت بكاتب عراقي، مما يثير إستغرابي وحيرتي!!

قريبي كاتب مولع بجمع الكتب وأحسبه مصاب بوسوسة الكتاب!!

وزميلي يؤلف كتبا ويهديني واحدا كلما أنجز طبعه، وعندما أسأله وماذا تفعل بهذه الكتب، يجيبني بأنه يكدسها في سرداب المنزل!!

فقلت له ذات يوم: أنت مدمن على الكتابة!!

فكأنني أيقظته من غفلته!!

ومن الكتّاب الذين أثاروا إنتباهي عباس محمود العقاد الذي علم نفسه القراءة والكتابة وإنقطع للقراءة والتأليف، وأجاد صنعة الكتابة، وهنا ينهض السؤال هل أن قوة كامنة فيه أخذته بهذا الإتجاه؟

مرة سألت أحد العلماء الكبار لماذا يختار الإنسان طريقا ما، فقال إنها إرادة الجين (الموروث) الكامنة فيه.

ومن الشعراء أبو تمام، وكأنه ولد يكنز دواوين شعر، وبلع ذروته دون الثلاثين، ومات في بداية العقد الخامس، وهو من أكثر الشعراء التي شُرِحَتْ قصائدهم وكتب عنهم.

وعندما أنظر إلى زهير بن أبي سلمى وإبنه كعب والعائلة وما فيها من الشعراء، ينهض سؤال الوراثة في الإبداع والكتابة.

وحينما أسأل نفسي لماذا أكتب، أجدني أتأرجح بين المرض والإدمان والوراثة!!

ولا زلت لا أعرف لماذا يواصل الإنسان تكرار سلوك لا ينفعه بل يضره في أكثر الأحيان؟!!

فهل أن الكتابة مرض مزمن أو إدمان غير قابل للشفاء، أم أن الكاتب قيس والكتابة ليلى؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم