أقلام حرة

صادق السامرائي: زميلي كطير الفينيق!!

إنقطعت أخباره، فسألت أحد الأصدقاء عنه، فأدهشني بأنه بدأ مشوارا جديدا وكأنه في مطلع شبابه بكامل حيويته الإبداعية.

قال لي: أنه يعمل بجد ونشاط متحديا صولات المرض وطعنات الوجع، وكأنه إنتصر على ما أصابه من مرض عضال.

قلت لصديقي: إنها الروح، فالبشر من بدن وروح، ومهما تهاوت أركان البدن، فالروح طاقة تبقى متدفقة متصلة بمنبعها الأصيل.

نعم إنها الروح التي تتوطننا!!

قال صديقي: لقد حيرني زميلك!!

قلت: أن روحه ستنتصر على بدنه الهاري، وإن إنطفأت طاقة البقاء البدني، فالبقاء الروحي خالد سرمد.

هذه ظاهرة فاعلة في الحياة لا نراها لكنها حاضرة فينا، فالموت الحقيقي للروح، والعديد من البشر يتحرك بلا روح ولا همة على الإقدام والتحدي.

وجوهر الحياة التحدي والصمود، وبغيرهما لا تستحق تسمية حياة.

زميلي يتحدى ويقهر علل البدن، ويحاول أن يبث روح الحياة في أعماق الآخرين من مرضاه، الذين يحجون إليه للتزود من معين الإقتدار على مقارعة الخطوب، ومبارزة النوائب والفوز بالضربة القاضية على عدو الحياة.

أمثال زميلي قدوات ومشاعل لتنوير وجودنا، ورسم معالم دروبنا في رحلة مرهونة بالسقوط في حفر الإنتهاء، وعلينا أن نؤسس فيها لمحطات إنطلاق متجددة ذات مسافات واضحة.

فهل نقتدي بالأقوياء الألباء، أم نتبع المقلدين أولياء نعمة السمع والطاعة، والخنوع لدجال رجيم، يحسب أنه لوحده بالدين عليم، وتلك محنة الحياة برسالة الدين القويم.

والدين حمال تفسيرات وتأويلات وتصورات وإدّعاءات لها ألف تبرير وتعزيز أثيم!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم