نصوص أدبية
القرآن
- التفاصيل
- كتب بواسطة: د. ريكان ابراهيم
تَصوّرْكَ تجهَلُ مَنْ ألّفَهْ
وحاولتَ أنْ تَعْرفَهْ
فهل تستطيعُ الصمودَ أمام البلاغةِ
فيهِ لكي تكشفَهْ؟
كتابٌ يَدلُّ عليهِ أسمُهُ فهو يُغريْ
بكُثْرِ قراءتهِ ،لا يُمَلُّ ولا يُستعانُ
عليهِ بتُقيةِ جِنٍّ ورُقْيةِ سِحْرِ
كتابٌ تقالبَ في سِرّهِ بين مبنى ومعنى
فكفّى ووفّى وأغنى
غريبٌ على جاهليهِ،قريبٌ الى عاشقيهِ،
يهزُّ الجبالَ ومافيهِ من سُوْرةٍ للجبَلْ
ويبدأُ فيهِ جَلالُ الخطابِ بأُنثى البقَرْ
وللنحْلِ والنمْلِ فيهِ مقالٌ فما عابَهُ
أن يصيرَ البهيمُ ويُمسي الصغيرُ دليلاً
على حكمةٍ تُعتَبرْ
كتابٌ بفُصحى ولكنَّ فيهِ من الأعجميِّ
قليلاً...كمائدةٍ بعضُ تُفّاحِها من
غريب الشجَرْ
وهذا دليلٌ على انَّهُ دعوةٌ للقراءةِ
بين جميعِ البشَرْ
كتابٌ يُثيرُ العجَبْ
هَدّيةُ ربِّ الى العالمينَ، ولكنّهُ
بلسانِ العَربْ
يُسمّى كتاباً ولكنَّهُ مُعجْزةْ
فلا كاتبٌ صاغَهُ،
ولا شاعرٌ أرجزَهْ
فقد أعجزَ الشعراءَ ،وقد أفحمَ الخُطباءَ
ودانتْ له الجاهليةْ
فإنْ جادلوهُ بمبنى تضخَّمَ معنى،
وصار الحِوارُ قضيّةْ
اذا قرأوهُ بصمتِ تسرّبَ سِرّاً الى
الجُمجمةْ
وإنْ رتَلوهُ بصوتٍ غدا صوتُهُ مَرْحَمةْ
وإنْ بينَ بينَ أماطَ اللثامَ عنِ
الدُرِّ فيهِ ،فما أكرمَهْ
تَعلّمتُ منه أصولَ لساني
وحُلْوَ بياني
فلا لغَةٌ بعْدَهُ لو يزولُ فأَعجمُ نُطْقاً
ولا أستعين عليَّ بعلمٍ يُسوِّي
بناني
كتابٌ له حصةٌ في الحضورْ
فإنْ منعوهُ،وانْ مَزّ قوهُ،وإنْ حَرّفوهُ،
فإنَّ مكاناً أميناً له في الصدورْ
***
د. ريكان ابراهيم
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.