نصوص أدبية
عبث التكرار
- التفاصيل
- كتب بواسطة: د. جودت العاني
نظرة في عبث التكرار الوجودي
العبث .. !!
التكرار العابث في المنفى
وقضبان الوقت السارح
تبدو سيان ..
في دوامة هذا الكون
الغارق في الضوضاء
وفي الصمت ،
هو ألأسر ألأبدي
يتقبله الإنسان ..
كالعبدِ
مطحوناً
بين الليل وبين الفجر..
يأكل ، يشرب ، يتناسل ،
يمضي من جوف الرحم
إلى القبر ..
**
الى المنفى الأبدي،
والمنفى يقبع في التكرار
الغائر بين تلابيب الوقت
الصارم والمهدور
الكائن مقبور ..
في أقبية اللآمعنى ،
وبين العبث الماثل
والمخفي عن الآنظار
هو لمحة ، تفرضها الأقدار..
تترامى خلف دهاليز الوهم
وتحت النرد ومزامير الإسفار..
**
من يوقف هذا التكرار؟
من يجعل غيم البرد بلا أمطار؟
من يوقف سيل الأنهار؟
من يطفئ شمس الكون
ويمسح من وجه الأرض الأشجار؟
**
جزءٌ لا يقوى ، من كلٍ،
هو الإنسان..
والكلُ ، يفقه معنى العقل
والجزء ، يعيش العبث المجاني
ولا يدري ،
ان المنفى هو المنفى
منفاه ،
كان وحيدا في رحم الغيب
ثم ، تلاشى وحيداً
في جوف المنفى
لا يحمل شيئاً
لا يملك شيئاً
غير الإشهار..
يمخر في بحرٍ وشموسٍ
وقلوبٍ وزمانٍ
ممتد بفضاءٍ ، يعرفه العقل
الغارق في بحر الآمعنى
وبحور العبث المجاني
بلا جدوى ، أمام المنفى الأبدي
الغارق في بحر الملكوت..!!
***
د. جودت صالح
26/02/2021
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها.