هايكو

فتحي مهذب: ورقة وحيدة.. متتاليات

فتحي مهذب** ورقة وحيدة

في ذؤابة الغصن

تؤبن جمهرة من الأوراق.

**

الرضيع يعول

الغيمة إقتربت كثيرا

مثل نهد.

**

غابة ثلج،

آثار أيائل

تدل على صومعة القس.

**

بعصاه

يتقرى أسرار الطريق

الضرير.

**

كف المطر

غير أن مطريتي

لم تزل تذرف الدموع.

**

الحياة قصيرة جدا،

هكذا يصرخ الزيز

طوال الليل.

**

على شجرة اللبلاب

يسرد مغامراته

طائر الوقواق.

**

خجولا

يظهر بين شقوق الغمام

القمر.

**

الريح تطرق الباب

يا للخسارة

يعسوب نافق!.

**

الناقوس المدرسي،

أرواح التلاميذ القدامى

خارج الصف.

**

الملابس ذاتها

يتقاسمها الليل والغراب

في المقبرة.

**

ليرة تركية،

تتلامع في صحن البيت

يراعة الليل.

**

النظارات

التي يرتديها الأعمى

مكسوة بالغبار.

**

إياك أن تقتربي أكثر

أيتها البومة

من بيت الصياد.

**

بعد العاصفة

معزون كثر

أمام شجرة الدردار.

**

في حذاء التمثال

يحدق مليا

جامع القوارير.

**

ندف ثلج،

موجع بقاؤه خارج البيت

عمود الإنارة.

**

وراء جنازة البستاني

يطلق عقيرته بالصياح

الجدجد.

**

بعد سقوط الصاعقة

تؤبن الفزاعة

عصافير الدوري.

**

سنرفع شكاية بالريح

ليس من حقها

قطع أعناق الأزهار.

**

تتبعنا السحب،

غير أن السماء صافية

في عيون ريتا.

**

المطر قادم

هذا ما صرح به الدوري

فوق شجرة الزنزلخت.

**

بعد هبوب العاصفة

سأشتري قبعة جديدة

للفزاعة.

**

بصوت متقطع

يحصي الزيز

أيام الشتاء القاسية.

**

بأصابعها المتمردة

تصنع طائرة ورقية

لقصف الفراغ.

**

أمام المدفأة

تشاركني الجدران

الإحساس بالعزلة.

**

الأوراق تتدافع

لحضور صلاة

الجنازة.

**

معتم

هذا المنحدر

شكرا أيتها اليراعة.

**

هذا الصباح البارد ،

يبدو أن القمر

سيسقط في  البلكونة.

**

يا للعتمة!

مصابيحك كابية

يا نبات القراص.

**

أمام المدفأة،

للقط يعرض كوميديا

الحياة الساخرة.

**

في المرآة العاكسة،

الكثير من الغيوم

يا حفار القبور.

**

رغم غزارة الأمطار

لم تزل ثياب الليل

ملطخة بالسواد.

**

يا لطقطقة حذائك،

الأسلاف مستاؤون جدا

أيها الجندي.

**ا

يا سوء الحظ!

على حافة رداء الراهب

ذبابة متجمدة.

***

فتحي مهذب

 

 

في نصوص اليوم