هايكو
فتحي مهذب: عناقيد

** شيبة شيبة
يقترب العجوز
من السماء.
**
على الفراشة
اقترحت أن تكون شريكتي
في السفر.
**
ربيعا
تغني الضفادع
صيفا تشرع في النباح.
**
دبور نافق
عرس جماعي
في خلية النحل.
**
نهاية الحصاد،
من سيؤنس
الفزاعة؟.
**
مسماريات،
بالتجاعيد يعج
جبين الشحاذ.
**
حتى ظلي
يبدو بصحة جيدة
أولى صباحات هذا الصيف.
**
شجرة ضاربة في السماء،
قرد يحلم
باختطاف القمر.
**
إلى أين تحملك
العاصفة الهوجاء
يا قارب المهجرين؟.
**
بشكل دائري
خمس عاملات يرقصن
أيام الحصاد.
**
إمرأة عاقر،
بعد مداعبتها
تعود الإبتسامة للدمية .
**
ليلة صيفية،
الموسيقى صاخبة جدا
في بيت الأرمل.
**
داخل كأس الشاي
تضع حدا لحياتها
ذبابة.
**
حالة طوارىء،
مطوقة بالأسلاك الشائكة
فراشة.
**
وحده في الظهيرة الحارقة
تسيل دمعة من عينيه
يسقط.
**
بعدما افترسه القط
أنثى الصرصور
تعلن الحداد.
**
مشهد صباحي،
عجوز يحمل شاهدة
باتجاه المقبرة.
**
تحت أنقاض بيته،
يكتشف العجوز
عش حمام.
**
مطلع الفجر،
هناك بجعة
تشرب الألوان.
**
أمام شجرة السرو
يكتفي الضرير
بمسح نظاراته.
**
هبوب الرياح،
لا يمنع مالك الحزين
من الطيران.
**
سياحة جبلية،
في عين حصاني
دمعة متجمدة.
**
في الحديقة
الأزهار المتهدلة
مصابة بضربة شمس.
**
رائحة البرتقال
في الخلوة
أبحث عن شفتيك .
**
كل شجرة
كل إنسان له ظل،
بداية كل صيف.
**
بمغزل هش،
معطفا جميلا
ينسج العنكبوت.
**
على الغصن،
من الأول سيطير
الفراشة أم الدوري؟.
**
وراء زجاج الشباك،
شيء يتحرك
أذنا قط.
**
مع الغروب
تسقط الشمس في البحر
تاركة حمرة غامقة.
**
على المشجب
يتدلى معطف العجوز
مزدحما بالتجاعيد.
**
شقشقة مفاتيح السجان،
مع الفراشات
يعود إلى البيت.
**
جرس مدرسي،
ما يزال يرن
في ساحة الروح.
**
فتحي مهذب