هايكو

علي محمد القيسي: هايكو طريق مشمس

طريقُ مشمسٌ؛

إلا الأفعى لا يستطيلُ

ظلها .

*

طريقُ الكنيسة

بين كومة الحصى

حبةُ بلوطٍ

*

أول الصباحِ ؛

عبر زجاج ملونٍ تتشكلُ

حبةُ ضوءٍ

*

وجعي الصباحي؛

أتساءل كيف نام كلَ هذا

أهل الكهف

*

بلاطةُ المحطةِ؛

دون توقيع أقدامكِ

احتفي بالرحيل

*

ليلُ الرٌيف؛

لأهازيجِ القرويات

ينبحُ كلبٌ سائبٌ

*

باحةُ الخزاف؛

قواريرً تكسرَت قبلَ

أن يسعفها الماءُ

*

رخامُ الشاهدةَ؛

يتحدثُ عن الحياةِ

بيتً يتيم

*

طريقُ المقبرة؛

عن اسم آخرِ وجبة

اسألُ دودةً

*

طريقُ المقبر ِ

انا وقبرً لا اعرفهُ أتقاسمُ

زجاجةَ ماءٍ

*

بأي لغة

تحدًث قبلَ أن يموتَ

الغريقُ؟

*

الشجرةُ وحدها

تتقن تجاهلَ ضجيجَ

العصافيرِ

*

زجاجةُ فودكا

الأحلام تخرجُ من

المعدةِ

*

تفاحةُ نيوتن،

تقضُم قبرَها

الدودةُ

*

قميصُكِ

من الجيبِ الحريري

مرارًا تطلُّ الحلمةُ

*

انكسارُ الضوء؛

حتى الماءُ يحاولُ

خداعي

*

بلسانِ الموتِ

تكملُ حديثَها

الرصاصةُ

*

يكملُ موتَه واقفًا

الجدارُ الذي اخترقَتهُ

رصاصةٌ

*

حفلُ زفافٍ

موسيقاهُ تصدَحُ بغرفتِي

لشخصٍ آخَرَ

*

كلانا يقتُلُ الوقتَ

كلبٌ ينبحُ السابلة

وأنا أكتبُ عنهُم

*

صاحبُ الجلبابِ

كم كانَ ضخمًا حتى

غادرتهُ الرّيحُ

*

كلُّ يومٍ

يرتحلُ برفقةِ الكهلِ

غصنُ السنديانةِ

*

الخنافِسُ المضيئةُ

تحتَ عمودِ الإنارةِ

مضيعةٌ للضوءِ

*

لوحةُ اللّيلِ

النجومُ مجردُ عبثيّةِ

الفرشاةِ

*

مساءٌ خريفي

ليستْ وحيدةً كما تظنّ؛

شجرةٌ أعلى التّلةِ

*

طريقُ القريةِ؛

صوتُ الدراجاتِ

نباحٌ نباحٌ

*

زرار ؛

تمنعُ سقوطَ نهدكِ

آخرُ نجمتين

*

اخاديدُ الجلدِ؛

على ظهرِ الكهلِ

حيرةُ المَاءِ

*

هدأةُ الرّيح

آخرُ صفقات النوافذِ

بالتصويرِ البطيء

*

يومٌ قائظٌ

لبرهةٍ تنسيني الحرّ

تنورةُ النّادلةِ

*

بعيونٍ جامدةٍ

ترقبُ سرقةَ الريحِ لقبعَتها

الفزاعَةُ

*

حرفيًّا بقدمٍ

راسخةٍ في الأرض تقفُ

الفزاعةُ

*

لأهربَ من أفكاري

انتظرُ أحدَهم

يلقي التحيّةَ

***

علي محمد القيسي

 

في نصوص اليوم