هايكو

سانتوكا تَنيدا: الراهب

مجموعة من نصوص الهايكو (2)

للشاعر الياباني سانتوكا تَنيدا

ترجمة: نزار سرطاوي

***

26

ساقاي المتعبتان –

هبط اليعسوبُ

على إحداهما.

27

ثوبُ الراهبِ

بالٍ هكذا

بذورُ العشب.

28

خلفَ الصخور

يقينًا ثمّة ينبوع.

وجدتها وجدتها!

29

ألقتْ تلك السُّحبُ بأمطارٍ غزيرة.

أنا مبتلٌّ

 من رأسي إلى قدميّ.

30

ها قد حلَّ الخريف؛

أجلسُ

على الحشائش.

31

الماءُ لذيذٌ جدًا،

يتدفق

في كل مكان.

32

وصلتُ إلى القرية

مع صوتِ الماء.

33

لا غيومٌ إطلاقًا،

لقد خلعتُ قبعةَ البَرْدي.

34

ثَمِلٌ أنا،

وجدتُ نفسي

أنام مع الصراصير.

35

صوتُ قطرات المطر

أنت تتقدمُّ في العمر

 أيضًا.

36

لم تبقَ أبوابٌ للتسول،

غيومٌ فوق الجبال.

37

في وعاءِ التسوّلِ الحديدي

سقطتْ

كراتُ البَرَد.

38

بلدتي الأصلية

نائيةٌ نائيةٌ جدًا –

أشجارٌ مزهرة .

39

الخروجُ من حمامٍ منعش

إلى ضوءِ القمرِ الساحر.

40

بين الأشجارِ المزهرة

الطيورُ الآن

تغني

41

سقط شيءٌ

على قبعتي المنسوجةِ من البردي

زهرةُ كاميليا.

42

في رياح الخريف

ألتقط حصاة.

43

المطرُ يتساقط في بلدتي.

أمشي حافيًا.

44

بعد أن انتقلتُ واستقرَّ بي المقام،

تحيطُ بي زهورُ الشاطئِ المقابل

زهورُ الاعتدالِ الخريفيّ.

45

مجدُ سماءِ الصباح

يُبشّر بقدومِ المطر.

عليّ أن أزرعَ بذور الفجل.

46

أزهارُ الشايِ تتساقط

بلا توقف –

فلتسقطْ كما تشاء .

47

ها قد حلَّ الشتاء.

عِصِيٌّ من الخشب

عِصِيٌّ من الخيزران.

48

ها قد طلع القمر

لست انتظرُ أحدًا

ولا شيئًا

49

ثمّةَ ما نأكل،

هذا وذاك –

الريحُ تعصفُ طوالَ اليوم.

50

صوتُ الماء

أنا حقًّا مُستَقِرٌّ

 ومُسترخٍ

***

.......................

نبذة عن الشاعر

سانتوكا تَنيدا هو الاسم المستعار للكاتب والشاعر الياباني شويْتشي تَنيدا، الذي يُعَدَّ واحدًا من أهم شعراء الهايكو في اليابان في القرن العشرين. عرف بأسلوبه البسيط والمباشرالذي يعكس إحساسًا بالسلام والرضا حتى عند مواجهة الشدائد. كما عُرف بنهجه غير التقليدي في التعامل مع الهايكو. إذ أنه كان يكسر العديد من القواعد والأعراف التقليدية لهذا الجنس الأدبي. وعلى سبيل المثال، فإن العديد من نصوص الهايكو التي كتبها تتألف من سطرٍ واحدٍ أو سطرين. وفي هذا خروج واضح عن الشكل الأساسي لنصّ الهايكو، الذي يتألف من ثلاثة أسطر و 17 مقطعًا – 5-7-5.

ولد تَنيدا في إحدى قرى مقاطعة هاغي في اليابان عام 1882. قضى حياته راهبًا وشاعرًا متجولًا. وقد اتّسمت حياته بالفقر، لكنه على الرغم من ذلك كان يتمتع بإحساس روحاني عميق. وتعكس قصائده ارتباطه العميق بالطبيعة ونظرته إلى الحياة باعتبارها عابرةً مصيرها إلى زوال. إلى جانب ذلك فقد عُرف عنه زهده بالثروة المادية. وقد أكسبه نمط التجوال، الذي اتخذه أسلوبًا في الحياة، لقبَ "سيد الهايكو المجنون."

كان تَنيدا شاعرًا غزير الإنتاج، ظل يكتب القصائد طوال حياته. وقد تمّ جمع تلك القصائد ونشرها بعد وفاته.

توفي تَنيدا في عام 1940، وذلك أثناء سيره على طول ساحل اليابان. وبعد وفاته ظل يحظى بإعجاب القراء، ويعتبر رمزًا لروح شاعرةٍ متجولة.

 

 

في نصوص اليوم