روافد أدبية

في الغـربـَة

ميسون نعيم الروميفي الغربه .. ينام الوجع..

تهدأ الجراح..

تهرب الذكريات مختبأة بين اوراق الشجر

او تعود خلسة تحت جنح طائر مهاجر

تطوف حول بغداد الحزينة

تحتضن الشطآن المتعبة

تقبل الوديان والأنهر

تحوم حول دارنا الكئيبة

اين حديقتنا الغناء

والورد والأشجار

اين الرازقي والشبوي

اين عطر أمي .. اين ضحكة أبي

ارى اغراباً غزوك يا دار

قطعوا أصابع أمي..

موشومة كانت على الورد وفي كل الزوايا

داست اقدامهم الثقيلة كل ما كان مزهرا وجميلا

وحتى على بقايا عشب زاه اشقر

اغتصبوا دارنا .. اغتصبوا حلمنا الأخضر

أودعك دمعة ساخنة يا دارنا .. وارحل

**

تجولت يا بغداد .. في شوارعك الجريحة

هنا شارع الرشيد ..

 رمز الحضارة .. رمز التمدن

اعجوبة التارخ عنوان التقدم والفن

يا ويح نفسي ما جرى..

مذبوحا أراه .. يحتضن اشلاء ممزقة

وبنايات نازفة باهته

جموع من المضطهدين ..

اصبحت سكنة له وسكانا

اقبل وجهك النازف ..

يا شارع الرشيد.. وارحل

**

آه .. يا شارع ابو نؤاس

يا ملتقى العشاق والأحباب

ورسائل حب ترددها..

مياه دجلة وقت الغروب والسحر

تحرسها نجوم سمائك الزرقاء والقمر

ماذا أرى وماذا اسمع ..

للمارقين اصبح ملجا ومرتع

هنا وهناك بقايا بائسة متبعثرة  ..

بصمت تستغيث وتنحب

تستذكر ماضيا جميلا وتهدأ

ترى هل ستشرق الشمس فيك يوما

ويصالحك القدر

استودعك تمثال (ابو نؤاس)-

مقطوعة يده وأرحل

**

ماذا اقول يا بغداد .. يا وجعي

ياوجع الشعر ويا غصة القصيدة

ياحلوتي الجميلة يا مهد الطفولة

حين غادرتك يا حبيبة..

لم يكن معي كباقي المسافرين..حقيبة

ولا مودعين ولا حتى اية فيزة

فقط بعض دولارات وجواز سفر

ودمعة ساخنة بين اجفان متقرحة

ومعطف وعباءة غريبة

عندما غادرتك يا بغداد لم اكن اعرف ..

انك وحدك أنت الحب..

وانك انت الحبيبة

اليوم وبعد ثلاثة من العقود..

اعترف واقول انت الحب وانت الحبيبة

يا بغداد انت .. الحبيبة

***

ميسون نعيم الرومي - ستوكهولم

4/تشرين الأول/2020

 

في نصوص اليوم