روافد أدبية

محمد العربي: عَدُوٌّ بَيْنَ جَنْبي

محمد العربي حمودان يا عَدُوٌّ بَيـْنَ جَــنْبي

                ياعَدُّوٌ لَمْ يــَزَلْ بـــي

قَدْ أَرَانِي مِنْ هَوانِي

               مَا بَرَانِي إِي وَرَبِّــــي

لاَ يَنِي يُغْرِي بِسوءٍ

              مُذْ صِبايَ بَلْـهَ شَـــيْبي

وَكِلانَا فِي سِـــــجالٍ

           هَلْ حَياةٌ دونَ حَـــــرْبِ!؟

إِنْ أَقــُلْ لَهُ أَلاَ مَــه ْ !

               صَاحَ: خَلِّ عَنْكَ ثَوْبِي

لَمْ يَقُلْ سَهْوانُ* فِي بَدْءٍ

               رَجيــــمٌ مـَنْ رَمَى بِي

بَلْ أنا مَنْ قَدْ أَسَـا يَا

                لُطْفَـــكَ اللّهُمَّ رَبــــِي

وَكَذا قَالَ الّذِي فِي

               سَقَرٍ: الذّنــْبُ ذَنـــــْبِي

وَغَوَى إِبْليسُ قَبْلاً

              ثُمَّ قَالَ: لَيْسَ كَـــــسْبِي!

مُرْجِفًا أًنْ رَبُّهُ قَدْ

              سـاقَـهُ وَخــــيــمَ درْبِ

حَذْوَهُ يا مَنْ تُسيءُ

          الظّنَّ بي، فَاحْذَرْهُ، ثِقْ بِي

وَبِعَقْلِكْ، فَاعْتَصِمْ تَنْــــــــــ

ــــــــــــــــجُ نَــجَــاةً دونَ رَيــــْبِ

وَجِدالي عَنْكَ دَعْهُ

            ذاكَ نُصْحِي وَهْوَ حَسْبِي

***

محمد العربي حمودان

.....................

* وهو آدم عليه السلام حين عهد إليه فسها ونسي.

** كثيرا ما نتورط في مستنقع "التفكير التبريري" فَنَعْزو سَبَبَ أَخْطائِنا إلى غيرنا، مُتَمَلِّصينَ من تحملنا المسؤوليةَ عمَّا يصدر عنا من قصور أو فشل..... وهو منهج في التفكير مُدَمِّرٌ للإنسان فردا كان أم جماعة، وبالتالي فهو مُدانٌ نَقْلا وعَقْلا، شرقا وغربا.... حول هذا المعنى تحوم هذه القصيدةُ، وإليه تُشيرُ وَلَوْ مِنْ بعيدٍ بعيد..

 

 

في نصوص اليوم