روافد أدبية

حيدر المشكور: صبر كفيف

حيدر جاسم المشكورابدئي أنتِ وأضرمي نار البداية

من هنا تُحكى إذا شئتِ الحكاية

أنا اكرهُ كل البدايات

أتلكؤ كثيراً بالمقدمات

فلنتفق ونستهل الكلام

عليك البداية وعليّ النهايات

ومسك الختام

قد تريني اكتب كثيراً

هذا دليلٌ آخر على انطوائي بين دفاتري

ونديم بنات أفكاري

وحجرتي المنزوية بعيداً عن الشمس

اعتصر الليلَ حرفاً بعد حرف

وأفتشُ في قاموس هواكِ عن كلمةِ "نعم"

قولي نعم، أنا احبكَ أيها المعذّبُ بي

يا من كتبتني بالعمر والدم

يا من نزفتَ لأجلي السنينْ

وهدَّكَ الشوقُ ودكّكَ الحنينْ

ابدئي يا سيدتي..

وقولي أحبُّكَ

فأنا استحق منكِ الكثير

ملأتُ الدفاتر صراخاً وشجونْ

والكراريس قلوبَ عشقٍ مخرومةً بالسهام

لأني أعشقكِ على أملٍ عفيف

صبرتُ على البعدِ والجفاءِ صبر كفيف

يرى الدنيا بقلبهِ محض سجونْ

أن كنتِ تخجلين البوح

اكتبي ذلك في جناح المراسيل

واهمسي في أذن قصيدة

أعرفكِ تجيدين الشعر

وأنفاسكِ كلها سِحر

وتزرعين في كلِّ بسمةٍ سنابل عشق

يانعات الوعود

أما حان القطاف بعد

قبل ذبول العمر

وأشواقنا المكلومة تعزف عن هوىً

وتعتزل الغناء

***

حيدر جاسم المشكور

العراق/ البصرة

 

 

في نصوص اليوم