روافد أدبية

سهيلة مسة: على أوتار التشيلو

سهيلة مسةعند ثُلمة النسيان ... أقف هناك

حيث ربيع فردوسي المفقود

الذي علمني أن أعيش على فتات الصبر

وأحيا على ضفاف الذكريات

أنغمس في تأمل صفحات الخلود

التي توقِف دائرة الزمن

أعيد تأسيس مركزها

أدحرجها في اتجاه يعاكس رياح الأحقاد .

ما بك يا تشيلو.. تستدرجني كلما دقّ الغروب ؟!

فهناك أقف ...

أبحث عن نفسي السّادرة في منظومة الزمن

التي أبَت أن يكون لها تاريخ ميلاد ومكان ازدياد

لعلي أرتوي من غدير أفانين الأشعار

المنحوتة على برّ الوجود بين الحياة والموت .

هناك.. تلك القامعة للنهايات ...

التّواقة للولادة من جديد

أراها تبتسم لاستهزاء اللحود

تلوّح للنائبات بكفوف مخضوبة

تتمايل ومعزوفات ... على أوتار التشيلو

عند النقر على أمعاء الذكريات

تلفظها الذات قبل أنفاق الأنفاس

بين القوس والوتر ... بداية ونهاية

وبين السقوط والوقوف ... فردوس الأحياء .

أنا وأنت يا تشيلو

يوحدنا ميثاق الصوت على حبال الحنين

بعدما صِرتُ لحنا خالدا

مكتوبا على إسْفين التنقيب في جوف الأنين

يخترق نوافذ ربيع الماضي

يُغريني لأختلي بأطلال الفردوس .

ومع كل مطلع للعزف الماجن

يصدح الخواء المتغطرس

يسكن في أخاديد هيكل الحب

هناك ... أنا أقف . 

***

بقلمي سهيلة مسة - المغرب

 

في نصوص اليوم