روافد أدبية

مريم لطفي: آلاء الهدى

قد دعاني الله يومًا

لصلاة الفجر بزغًا

فترامى الكون صوتًا

يستقي غيث الرجاءْ

بانبلاج الصبح يعلو

ثم يعلو ويرتلْ

سورةً لام الكتاب

فيها صوت الحق أوّابًا تهادى

فيها تأبين الذنوب

فيها وأد للخطايا

وطريقٌ يرسم الاعراف

في قسط الصراط

هل تهاوى البحر يبسًا

درة بيضاء كفًا

آية من بعد آيةْ

تتلاقف كل أفاك كفور

أم برى الأبرص جلدا

وتسامى الطين طيرًا

وقبور تبعث الاموات أحياءً باذنهِ

أو هدى الهدهد يومًا

لسليمان الطريق

فتدارى النمل جيشًا وعساكر

صوتها في قومها كالطبلِ يهدر

إحذروا فتك الجنود

أم تراءى  لفريق الجن عرشًا يتهاوى

وسجودًا لشعاع الشمس حينا

ولبلقيس بحار تتلجلج

في دياجير الظلام

وملوك الجان تركع

لبقايا منسأة

خصّها الله لتبقى صامدة

ذاك صوت الملكوت

قد يكون الصوت فجرًا

أو يكون الصوت وحيا يتلقاه نبي

في فجاج الكهف يسجد

أو نسيجا واهنا يرتدع منه شقيا ومنافق

أو يكون الصوت شمسا تتزاور

تحرس الاجساد خلسة وتغادر

أويكون الصوت جبّا يستغيث

عابرا  يأتي ويمضي ويعود

لأسير الدلو يرنو بالبشائر

تختفي  منه العجاف

تتهيب منه حسنا وتغامر

ثيبات وأبكارا

وأميرات القصور

غاية في نفسه أضمرها

كاتمًا صوت الخيانة

فتسامت ساجدات له أقمار السماء

بقميصٍ يفقد النور ويبصر صابرا

أو يكون الصوت فرضًا لصلاة

وولي يتهجد

يبلغ البحرين عدوًا ويصلي

بين مرجين تضادّا

وأبا اقترانًا وحبورا

أو يكون الصوت نارًا خصّها الله

لتغدو زمهريرًا دافئًا

فتعالى الحق في لب صبي

حطّم الاصنام ومن آزرهم*

أو سفينًا في رمالٍ

تسجر التنور موجًا هادرًا

أو أبابيل تحلّق وتحلّق آية

بحجارٍعاصفٍ ترمي بقومٍ كافرٍ

أو يكون الصوت ترحابا لمدفع

يرتقبه صائما

حيث تحبو الشمس حبوًا

لملاقاة التقاة

وسقاة الطلّ أرواح تسامت

برياض الله ترنو للخلود

يا تسابيح الطيور بالغبش

لسماء الشمس تجري باحتساب

أو مساء بسراجٍ يتمادى فيه عدل وبيان

تلك أكمام النخيل يتقاطر منها شهداصافيًا

عسلا الهمها رب العباد

في فؤاد النحل علم تستحي منه العقول

كل الوان المروج  وثمارا يانعات

فيها أطياب الجنان

ولألئ ترتدي الأكوان نجمًا ساجدًا

بسما الرحمن يرفل

برحيق الورد عينان تباهت

بجنان تتهادى

ورفوف من حرير ونمارق

ومصابيحَ تدلت

نورها يغشي البصر

نشأة من بعد نشأة

وسماوات طباقا

تلك آلاء الهدى

برياض النور تربو لينة

يرتزق منها العباد

وحياة أصلها في الارض ثابت

وفروع في السماء

يتعالى العدل ميزان التقاة

قسطه في كلمة

جلّها لام وهاء..

(لاإله إلا الله)

*

مريم لطفي

..........................

*باشارة الى آزر والد النبي ابراهيم عليه السلام الذي كان يصنع الاصنام.

في نصوص اليوم