روافد أدبية

مريم لطفي: عراقيةٌ.. دُفعةُ بابل

عراقيةٌ والنور ينقشُ عالجبين

عشقُ أرض الرافدين

شقراء من ربوة شمسٍ

جذوها حب العراق

وشموسي كسرت طوق الدجا

عراقية أنا أخت الرجال

أخت من ذلّت له حتى الجبال

قد رضعت العنفوان من أمي العقيلة

وورثت الحرف طيرا سابحا بالملكوت

سليلة الخنساء ملحمة الاباء

زوادتي الصبر وزادي الكبرياء

فرحاً تناديني الملاحم والرزايا

زهوا ألوك النوائب والمنايا

أنا بنت أبطال الوغى

وأم ملحمة الخلود

وإن عجفت بيَ الاقدار يوماً

إلتقمتُ الصبر خبزا ووسادة

وارتشفت الماء من عرق الشهادة

سليلة اللوح وعنوان الحضارة

أميرة بابلية عزا وإمارة

ومازلت تسأل وتجادل من أنا

أنا غنية عن الكنى

وهويتي عراقية الجدين من أرض السنابل

سليلة العروش والحرف والنقوش

أميرة بابلية بلا رتوش

تاجي مسلة جدنا

حمورابي مَن العالم له انحنى

قد طوع العدل بميزان الحياة

وألبس الجاهل جلباب الثراء

أطوي الملاحم كطي الشموس للسنا

وجنائني فخر عجائب الدنا

ومازلت تسأل من أنا

من جبيني أبصر الحرف الوجود

وظلال تسقي لليل سجود

وصباح تستحم الشمس فيه بين أسوار الخلود

ونخيل في عيوني يتهجد

وفرات يكتحل من ليل دجلة

وظفائري لخيوط الشمس قبلة

منبري حب العراق

وروافد في شغاف القلب تجري

تستقي منها الضفاف

ومواسم لربيع تزدهي

تعزف الالواح أوتار الحضارة

وينابيع شموخ في زمان تنتهل منه البوادي

ونخيل باسق يتعالى في بلادي

فلا تسل من أنا

أميرة بابلية أنا

أنا الخلود إذا الدهر فنى

وأنا.. من التأريخ إلى أرضي رنا

فلاتكلف نفسك العنا

فشمس الشرق أدرى بالشعاب

فهل عرفت يامن تسأل من أنا

عراقية بابلية أنا

***

مريم لطفي

 

في نصوص اليوم