الرئيسية

حوار مفتوح مع الشاعر يحى السماوي (1)

في البدء

حين يتحول رفيفُ الكلمات الى تأملاتٍ من البوح، تنتشل اللحظةُ وترتبُ الحنينَ صوب القادمِ من الأمل تفتحُ القصائدُ تفاصيل نوافذها لأبجديةِ القلق ويتأبطُ الشاعر انتظارَ غيابهِ مُستريحاً على أبديةِ الحزن ناسجاً من المسافات قصائدَ لابتكار المعنى عند محطاتِ الذاكرةِ و صيرورةِ التجلي...هي استجابةُ الروح لفطرتها  نثارٌجميلٌ حتى آخر الكلام أو آخر الأحلام...سكرةُ العاشقِ في حضرة المعشوق  مُضاءً بخلود إبداعه تراتيلَ لإصرار الثائرِ ونُبل الشاعر ... السماوي  المتوحدِ بطقوس الشعر سلاماً  وعشقاً وهياما

 هناك بين الوطن والمنفى تتفتقُ اللحظةُ عن نسيجِ الشعرِ المُشع بأطياف ألوانه  نهرانِ وسماءُ نخيلٍ وامرأةٌ ووطنٌ وقضية ..هكذا  هيَ قصائدُ الشاعر الكبير المبدع يحيى السماوي الذي التقيناهُ متفيئاً عناقيدَ قصائدهِ وخضرةَ إبداعهِ حيث طرحت عليه صحيفة المثقف  سؤالاً وادب المثقف سؤالاً اخر اً اجاب عليهما مشكورا  ويسرنا أن نغتنم  هذه الفرصة لدعوة جميع السيدات والسادة الافاضل لتوجيه ما يرغبون به من الاسئلة الى الشاعر  ليجيب عليها  عبر هذه الصفحة مع الشكر الجزيل.

خلود المطلبي

 ...........................

   

س1: المثقف: رغم تعدد الكتابات حول سيرة الشاعر يحيى السماوي، هل ثمة جوانب اخرى بقيت مسكوتا عنها؟ وكيف يقدم الشاعر نفسه لقراء صحيفة المثقف في يوم تكريمه؟

ج : من المنطقي أن تكون في حياة كل انسان، مناطق مُحَرّمة يحرصُ على جعلها خارج أفق الرائي، يُخبّئ فيها ما سبق وارتكب من حماقات وأخطاء ونزق ـ كحماقة سرقتي كتاب "ميزان الذهب" من مكتبة ثانوية السماوة حين كنت طالبا في الصف الرابع الثانوي ... فقد نصحني مدرس اللغة العربية بقراءة كتاب  "ميزان الذهب في صناعة شعر العرب" تأليف الشيخ أحمد الهاشمي ... بحثت عنه في مكتبة العم "مطشر جبر" بقصد شرائه فلم أوفق في الحصول عليه ... وكانت نسخة منه في مكتبة المدرسة .. وفي أحد دروس المطالعة داخل المكتبة، حددت موقع الكتاب، وحين خرج الطلاب شغلت نفسي بتنظيف المكتبة وإعادة الكتب إلى الرفوف ومن ثم بدأت بكنس الغرفة ـ متعمدا إثارة الغبار ـ لأحمل مسؤول المكتبة الأستاذ " ابراهيم تويس " على مغادرة الغرفة فأنتهز الفرصة لدسّ الكتاب تحت سترتي ... الأستاذ ابراهيم شكرني كثيرا ... ومدرس اللغة العربية شكرني أيضا ... ومدير المدرسة علّق صورتي واسمي في لوحة الطلاب المتميزين (وجميعهم لايعرفون أنني كنست غرفة المكتبة محبة ً بكتاب ميزان الذهب وليس بنظافة المكتبة) ... الحقيقة الذنب ليس ذنبي ... إنه ذنب إدارة المدرسة التي كانت حددت مدة استعارة أي كتاب ثلاثة أيام ـ لذا  قررت استعارته استعارة دائمية ... لكنني حين تعينت مدرسا في نفس المدرسة بعد سنين، تبرعت للمكتبة بالكثير من الكتب ـ بل وكنت أهدي للطلاب المتميزين كتبا من مكتبتي ... هذه واحدة من حماقات أمسي البعيد  التي لايعرفها سواي ...

 أما كيف أقدم نفسي لقراء المثقف في يوم تكريمي، فإنني لا  أمتلك اللغة الضوئية القادرة على نقل مافي أعماقي من مشاعر امتنان وشكر لفلاحي بستان  المثقف ـ أعني الأخ الأديب أبا حيدر والأخت الشاعرة خلود المطلبي ـ والأحبة المتوضئين ببخور المحبة من رواد أفيائها (وأنّى لابن أم ٍ قروية وأب ٍ كان يبيع البرتقال على أرصفة المدينة، باللغة الضوئية هذه في زمن  بات صعبا ً فيه التمييز بين لحية " الحرّ الرياحي " ولحية " عبيد الله بن زياد " ؟

 

س2: ادب – المثقف: اكد باحثون ومختصون في الادب الابداعي بأن الزمن الآن هو زمن الرواية لا سيما الخيالية منها وان زمن الشعر قد انتهى بلا رجعة فماذا تقول انتَ وكيف يستطيع الشعر استعادة مكانته برأيك؟

ج : أما عن كونه  زمن الرواية فرأي مصيب ... وأما عن كونه زمن انتهاء الشعر فرأي يجانب الصواب ..

 هو زمن الرواية لأن فجائعية العالم في ظل عولمة الجريمة، والمصادرة الكيدية لحقوق الشعوب في الحرية والحياة الكريمة، والحروب العبثية، واتساع الهوة بين الأثرياء والفقراء ـ قد  جعلت من مساحة القصيدة أصغر من أن تستوعب هذه التراجيديا، وبخاصة أننا نفتقر لوجود شعراء لهم نَفَس ملحمي ـ لذا اضطلعت الرواية بهذا الدور  نظرا لمساحتها الشاسعة قياسا بالقصيدة .... ومع ذلك : سيبقى الشعر حاضرا ولن ينتهي دوره طالما وُجِدَتْ أمٌّ  تهدهد طفلها، وعاشقٌ يتمنى أن ينسج أهدابه  وشاحا ً لحبيبته، ومناضل سجينٌ يفتح في خياله نافذة يُطِلُّ عبرها من زنزانته على الأفق ... كل الأمهات يهدهدن أطفالهنّ بالشعر ... كل العشاق يطرّزون رسائلهم بزهور من ياسمين الشعر .. كل الحزانى يمسحون دموعهم بمناديل من الشعر ... سيبقى الشعر طالما بقي شعور الانسان بالفرح والحزن .

 أما متى يستعيد الشعر مكانته، فأعتقد : حين ينحسر نهر الدم الانساني المسفوح هدرا، وحين تشيع ثقافة المحبة لا ثقافة الحروب العبثية والضغينة ـ وعند ذلك تغدو الحياة نفسها قصيدة شعر .

 

س3: هيام الفرشيشي (قاصة وناقدة / تونس): بين وجع الشعر ووجع المنفى يبزغ شعر يحيى السماوي كسبائك النور من لجة الظلام، لا يحفل بشكل فني خاص، فهل يتلون ايقاع القصيدة حسب التيمة، أم يختار الشاعر يحيى السماوي شكل القصيدة قبل الشروع في كتابتها؟

 ج : الشاعر والصيّاد توأمان سياميان ... كلاهما ينصب فخاخه وشِباكه ويبقى متحفّزا محدّقا بالأفق  ـ باستثناء فرق واحد بينهما، فالصياد هو الذي يصطاد طريدته، أمّا بالنسبة للشاعر فإن الطريدة هي التي تصطاده . ..

 الشعر حصان أصيلٌ عنيدٌ كثير الإعتداد بنفسه، وبسبب أصالته وعناده واعتداده بنفسه فإنه يُصرّ أن يختار ـ هو وليس فارسه ـ وقت الركض وشكل الميدان ونوع الركض ...

 حيت أكتب القصيدة، أكون أنا الحصان،  والشعر هو الفارس ... هو الذي يملي شروطه عليّ .

 

 س4: هيام الفرشيشي: "عيناك لي وطن ومنفى": عنوان هذا الديوان استعارة للشعر الذي يجد الشاعر عبر صوره مكان وجوده ووطنه الحقيقي الذي ارتحل عنه؟ وبين الوطن والمنفى، هل ثمة حلم ينعتق عن أرض الشاعر نحو لحظة شعرية مدهشة؟

ج : تأكيدا لرأيك المصيب، أقول : كان اسم الديوان قبل طبعه " وطنٌ من رماد الحروف " ... لكنني لسبب ما، غيّرت اسمه إلى " عيناك لي وطن ومنفى " .. قصائده فعلا تتحدث عن وطن ٍ هو جنتي وجحيمي معا ..

 الغريب سيدتي أنني خلال وجودي في العراق كنت أحلم بالمنفى ... وحين وصلت المنفى بقيت لا أحلم إلآ بالعراق . .. فهو وطني ومنفاي في ذات الوقت .

 

س5 خلود المطلبي (شاعرة ومترجمة ورسامة / انكلترة): لقد اُتُهمَ ادباء المنفى بأنهم ظلوا اسرى لذاكرتهم الذاتية وثقافتهم التي نشأوا عليها ولم يستفد اكثرهم من ثقافة وتجارب بلدان المهجر فما هو رأيك بذلك؟

ج : أعتقد أن العراقيين من أكثر شعوب الدنيا تشبثا بأوطانهم ، لذلك فهم حين يغادرون الوطن هربا منه فإنهم يحملونه معهم !!!

قبل شهور كنت في دمشق لغرض طبع كتاب في دار التكوين في منطقة الحلبوني وسط دمشق ... زوجتي أوصتني بشراء كتاب فقيل لي إنه يتواجد في مكتبة في السيدة زينب ... ذهبت إلى السيدة زينب لغرض شراء الكتاب ... وقبل سؤالي عنه في المكتبة سمعت أحد  سائقي سيارات النقل يصيح " نفر واحد للسماوة " فإذا بي أدخل السيارة حتى دون الرجوع إلى الفندق لأخذ حقيبتي وملابسي وجهاز اللاب توب ...

 

س6: هيام الفرشيشي: حين يتحول الوطن إلى منفى، وحين يتحول المنفى إلى وطن الشاعر الذي يحقق فيه حريته، ويتحول إلى مرفإ للإبداع والانعتاق من الخوف ومن الملاحقة، كيف يحقق الشاعر يحيى السماوي لحظة التوازن عبر الذات في غياب هذا التوازن مع الواقع؟

ج: من عيوبي أنني رجلٌ بكّاء ... أعني أن تحت عباءة كهولتي يختبئ طفلٌ شديد التعلق بدميته الوحيدة ... لذا يمزّق في كثير من الأحيان عباءة الوقار ليخرج منها  فيبكي كالملدوغ حين  يجد أنّ دميته ليست معه على وسادته حتى حين يقدم له ذووه دمية أخرى ربما تكون أجمل من دميته تلك ... قد لا أكون مبالغا إذا قلت لك إن هذا الطفل يطرب لثغاء شاة أو نباح كلب في بستان من بساتين السماوة، أكثر مما تطربه موسيقى منتديات الليل في المدن الكونكريتية ... هذا ماكنت أقصده في قولي من إحدى قصائدي :

 أنا جرحٌ يسيرُ على دروب ٍ

يتوهُ بها المُصيبُ عن الصّواب ِ

 

ولولا خشيتي من سوء ظن ٍ

وما سيُقال عن فقدي صوابي

 

لقلتُ أحنُّ يابغدادُ حتى

ولو لصدى طنين ٍ من ذباب ِ

 

س7: هيام الفرشيشي: "البكاء على كتف الوطن" يعيدنا هذه العنوان إلى الشعر القديم، إلى البكاء على الأطلال، وإلى تمثل الكاتب للفجيعة، لكنه ما طفق يتمثل الجسد حسيا وجغرافيا، وكأنه يواسي الوطن الجريح في جرحه الذاتي؟ هل ثمة تجاوز للفجيعة نحو مرتكز أو أفق معين برأيك؟

ج : الأطفال حين يبكون من هلع ٍ ورعب فإنهم لايجدون حصنا ً أكثر مناعة من حضن أمهاتهم ... أما الفتية  فإنهم يجدون الأمان حين يتوكأون على أكتاف آبائهم ـ والعراق في قصائد هذه المجموعة هو أب ذلك المرتعب  الذي غادر أباه وهو  فتىً، وعاد إليه وهو  في الخمسين وقد تحوّل ذهب لحيته إلى فضة (الذهب حين يشيخ يصبح فضة كما قلت في نص ذات مرض وجزع ووجع وحشي) ... القصائد تعاتب ذلك الأب المقدس وترجوه أن ينشّ بعصاه ذئاب الظلاميين والمحتلين والإرهابيين واللصوص عن خراف مسرّته التي وُلِدت بعد سقوط الصنم .

 نعم تجاوزتُ الفجيعة لأن العراق تجاوز فجيعة الحرب الأهلية التي راهن عليها أعداء العراق ... والغد العراقي يُنبئ عن مهرجانات فرح ستغسل أحزان الماضي .

 

س8: هيام الفرشيشي: "شاهدة قبر من رخام الكلمات "، وصف هذا الديوان بنزعة الرثاء عند رحيل الأم، هل في رحيل الشاعر بحثا عن الحياة، وفي رحيل الأم ونكبة الوطن، ما يسطر الحزن على مواضيع خارج الذات لكنها محفورة وتاركة آثارها على نفسه ما يجعل الرثاء تمثلا  للحزن المغموس في الشعر؟ وهل الكتابة تعبير عن المأساة في نهاية الأمر؟

 ج : " شاهدة قبر من رخام الكلمات " هو مرثية لي أكثر من كونه مرثية للطيبة أمي التي أشقيتها كثيرا بغربتي (أنا ابنها البكر ... وكنت بعد وفاة والدي رحمه الله بمثابة قنديلها وعكازها ـ ورغم شيخوختها ومرضها فإن " الأشاوس " لم يخجلوا من " رجولتهم " حين هربتُ من العراق  فأرعبوها مرات عدة بزيارتهم بيتها والتحقيق معها واستدعائها للأمن أكثر من مرة ... فقلت:

 يابنتَ سبعين التي عكّازها

صدري .. وأحداقي لها فانوسُ

 

نخرَ الأسى قلبي .. فما لعراقنا

في كلّ يوم ٍ " داحسٌ " و" بسوسُ " ؟

 

" تمّوزهُ " عارٌ على أعوامنا

ويفوح من " نيسانه " التدليسُ

 

آهٍ على زمن ٍ تعثّرَ  فجرُهُ

فاسْتعبدتْ أرضَ الأسودِ تيوسُ

 

فإذا ابنُ طاهرة ِ الثياب ِ مشرَّدٌ

وإذا ابنُ صـائدة الرجال ِ رئيسُ

... كنت على موعد معها لكنها غفت إغفاءتها الأخيرة وتدثرت بالتراب قبل بضعة أيام من موعد لقائي بها ... نعم، كانت نصوص الكتاب تعبيرا عن المأساة ... كنت ـ وهي في الحياة ـ طفلا حتى وأنا أقف على مشارف العقد السادس ... أما حين توفاها الله، فقد  جفّ حليب الرضاعة في فمي فجأة وتحول عشب عمري دغلا ً بريّا ً لايصلح حتى حطبا .. بل وشعرت أنّ عينيّ أصبحتا فائضتين عن الحاجة كما لو أنهما زائدة دودية مادامتا لن ترياها بعد ... 

 

س9: هيام الفرشيشي: لم يتخل الشاعر يحيى السماوي عن الشعر القديم ببنائه وبعض أغراضه في بعض الأحيان، فما الذي لم يتغير في الإنسان العربي وفي الشعر العربي عامة والذي يجعل من الماضي مرايا لبعض معاناته وبناه النفسية الموقعة حسب الايقاع العروضي المتناغم مع وجدانه؟

 

ج : دواويني الصادرة ـ وعددها سبعة عشر ـ تقول عكس ذلك ... فشعر التفعيلة أكثر من الشعر العمودي في تلك المجاميع ... للشعر عندي ثوابته الأساسية، لذا أستخدم العروض .... لكن ذلك لايعني تزمّتا بقدر مايعني شغفي بموسيقى الشعر ... وأصدقك القول إنني أقرأ  قصائد  النثر أكثر من قراءة الشعر الفراهيدي بشقيه العمودي والتفعيلي (حدث يوما أن  أخبرني صديق أنه قرأ قصيدة جديدة للشاعر هادي الناصر  وقصيدة عمودية جديدة لصديق شاعر، فكان جوابي له : أسرع بإرسال قصيدة هادي الناصر) .

 وحدث ذات شغف أن وصلني ديوان "إكليل موسيقى على جثة بيانو " للصديق الشاعر جواد الحطاب ـ وكنت على موعد مع الطبيب، فتفرغت لقراءة الديوان وأهملت موعد الطبيب رغم أن خيول داء الربو كانت تطحن صدري وقتذاك ...

على فكرة أنا من عشاق الموسيقى (رغم كوني لا أجيد العزف حتى ولو على صفيحة فارغة ) .

 

س 10: خلود المطلبي: شاركتَ بالانتفاضة الشعبانية ضد الدكتاتورية والظلم وانتهيت لاجئا في مخيم رفحا بعد قمع النظام السابق لابناء الانتفاضة ثم انتقلت بعدها الى استراليا حيث الطبيعة الخلابة وحيث الامان ووسائل الراحة والاطمئنان غير ان الشعور العميق بالفاجعة ظل يرافقك كما هو واضح في شعرك فهل تعزي ذلك الشعور لمعاناتك الشخصية ام للظروف التي مر ولا يزال يمر بها العراق ام للظروف التي يمر بها الانسان بصورة عامة والعربي بصورة خاصة؟؟

 ج : والله ياسيدتي أنا أعيش في مدينة تبدو كما لو أنها  مفروشة بالخضرة هي مدينة " أديليد " عاصمة جنوب استراليا .. بيتي يقع في حضن سفح جبلي جميل ... المحيط على مبعدة دقائق من بيتي ... والغابة كذلك ... ووضعي المادي جيد، فابنتي تعمل مهندسة في إحدى كبريات الشركات الاسترالية، وابني يعمل في متجر شهير ويواصل دراسته في الهندسة المعمارية، وابنتي الأخرى ستدرس الطب قريبا .. وصغرى بناتي سارة سعيدة في مدرستها ـ ورغم ذلك فإنني أشعر بحزن خرافيّ وبالتعاسة جراء مايتعرض له العراقيون من استباحة لدمائهم بالسيارات المفخخة والقتل الإرهابي والعنت الطائفي ... معاناتي الشخصية انتهت بسقوط الصنم، فلم أعد أخشى على رقبتي من حبل مشنقة أو  زخة رصاص ... لكن الأسى سيبقى مقيما ً في روحي حتى يتعافى العراق من جراحه ويُردم مستنقع المحاصصة فيه، ويصبح خبز فقرائه أكبر من الصحن والمائدة .

 

س11:هيام الفرشيشي: أمام زخم كتبك وفيض شعرك فهل ترى أن روحك التي تفيض على شعرك وتعتقه، وذاكرتك التي تعكس صور الوطن بجماله ومعاناته، ولحظات الفراق المزدوجة : فراق الوطن وفراق الأحبة ما جعل الشعر كالطائر الذي يبحث عن نقاط ارتكاز، فيجدها في بناء معماري من الذاكرة يجعل الشاعر قريبا من ذاكرته الشعرية وتراثه الشعري المتين؟

 ج : الشعر بالنسبة لي منديل .. ودواء   .. وعصا ..

 بهذا المنديل أمسح دموع قلبي ... وبهذا الدواء أقاوم الموت إكراما للمحبة والحياة .. وبهذه العصا أنشّ عني ذئاب الوحشة في براري الغربة .

 

تابع القسم الثاني من الحوار

 

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم