حوارات عامة

المثقف في حوار مفتوح مع الكاتب والسياسي موسى فرج (4)

 

 س8: سلام كاظم فرج: الديمقراطية التي وفرها الاحتلال كانت اكبر من أن يتحملها الجسد العراقي.. هناك من يرى. أن حكومة انتقالية نزيهة لها بعض مواصفات دكتاتورية كان يمكن أن تنقل البلد بسلام صوب ديمقراطية راكزة .. هل ترون في هذا الرأي وجاهة ما؟؟.. .

 ج8: موسى فرج: الأمريكان بعكس ما أشيع عنهم بأنهم يخططون لكل شئ سلفاً وللمدى البعيد أيضاً، فإنهم وعلى عكس الانكليز يركزون على الجوانب الظرفية وعلى القوة العسكرية الهائلة وهذا ما يجد دليله في حربهم في الفيتنام وموقفهم من ما يسمى بالربيع العربي .. وفيما يتعلق بالعراق فأنهم كانوا يعتمدون ستراتيجية لإسقاط نظام صدام ولم يمتلكوا ستراتيجية لإدارة العراق بعد سقوطه، أما مسالة أنهم كانوا يملكون أو الأقرب يعتمدون ستراتيجية معينة لبناء الديمقراطية في العراق ..؟ فذاك أمر غير موجود ..هم أعتمدوا البديهيات واعتمدوا على المعلومات التي وضعها أمامهم من قربوهم من المعارضة في الخارج .. البديهيات تقول: إن الشعب العراقي من جراء معاناته من الدكتاتورية والاستبداد فانه تواق بل متلهف لبناء الديمقراطية .. وبان الشعب العراقي بمجمله سيكون ممتنا للأمريكان لأنهم يسقطون صدام ..وبديهياتهم تقول: أن ما عاناه الشعب العراقي من انتهاك لحقوقه الإنسانية من جراء الأجهزة القمعية الصدامية وفيها من العرب والمسلمين من غير العراقيون الكثيرون والذين يكرههم الشيعة والأكراد معا ومادام جل الشعب العراقي مكون من هاتين الشريحتين الشيعة والكورد فان الشعب العراقي سيكون خير عون للأمريكان في عملية قتل عناصر القاعدة بعد أن يفتح الأمريكان الأراضي العراقية لهم ليضعهم بين فكي كماشة ..فكها الأول العراقيون الذين يكرهون القاعدة .. أما الفك الثاني للكماشة فهو الآلة الحربية الأمريكية الهائلة .. والبديهيات تقول وطبقا للمعلومات التي استقوها ممن قربوهم بأن صلب المشكلة السياسية في العراق هي اضطهاد صدام للشيعة بوصفهم شيعه مع أنهم الأغلبية في العراق واضطهاده الكورد لأنهم كورد مع أنهم القومية الثانية في العراق من حيث عدد السكان، وفي هذه الحالة فان البديهية تقول: بتسليم الحكم إلى ممثلي الشيعة والكورد مع استمالة تدريجية للسنة بهدف إشراكهم في الحكم ولكن دون أن يستأثروا فيه .. أما موضوع اختيار عدد من السنة المعتدلين في مجلس الحكم فاغلب الظن أنها كانت مبادرة الأحزاب الشيعية ، وبذلك تم إرساء نظام حكم يقوم على الطائفية السياسية والعرقية السياسية ... لكن النتائج جاءت على غير ما توقعه الأمريكان إذ أن البعثيين في سعيهم لاسترداد السلطة وجدوا في الذين فقدوا الاستئثار بالنفوذ منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 من الطائفة السنية ضالتهم وهؤلاء وجدوا في البعث ضالتهم لاسترداد التفرد بالنفوذ .. وهكذا كان الاندماج العضوي بين البعثيين ومن فقدوا نفوذهم من ألسنه .. في حين أن البعث ليس سنيا بالمطلق والسنة ليسوا بعثيين بالمطلق .. لكن الحمق المزدوج للأمريكان والساسة الذين قدموا معهم كان السبب فالبديهية التي فاتت الطرفين تقول أن الحكم على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي لا يصلح للعراق بسبب تكوينه الديموغرافي ..عدا عن الأسباب الأخرى .. فالعراق غير السعودية وغير إيران وغير الباكستان.. ففي تلك الدول كافه يمكن قيام نظام سياسي ديني إسلامي سني في بعضها وشيعي في إيران دون الاضطرار إلى تسمية الإسلام سنياً أو شيعياً .. لأن الآخر المذهبي أقلية مجهرية في تلك الدول سواء كان شيعيا في الدول ذات الأغلبية السنية وسنيا في إيران ويمكن سحق تلك الأقليات المجهرية أو خنقها .. ولكن في لبنان ..؟ الأمر غير ممكن لأن المسلمين والمسيحيين فيه أنداداً لبعضهم والسنة والشيعة في لبنان أنداداً لبعضهم وليس من بدائل متاحة أمامهم عن الديمقراطية إلا الكانتونات .. في العراق انطلاقا من هذا السبب بصرف النظر عن غيره من الأسباب فان الحكم على أساس المذهب غير ممكن لأنك ملزم بان تسميه وان تقول سنيا أم شيعيا..ولا يكفي أن تقول عنه حكما إسلاميا فقط .. بسبب شبه التكافؤ الديموغرافي للسكان، ولذلك فان في العراق ورغم أن كفة النفوذ في الحكم تميل على طول الخط ومنذ عام 1921 لصالح المنتمين للمذهب السني لكنهم لم يصرحوا بأنهم يحكمون باسم المذهب .. من جانب آخر فان الانفصال في دول عده على أساس المذهب في العراق غير ممكن كما هو الحال في الهند عام 1947 إذ أن جغرافيتهم البشرية تساعد فانفصلوا إلى دولتين على أساس الدين دولة هندوسية وأخرى مسلمه، في السودان جغرافيتهم البشرية تساعد فصاروا دولتين مسيحية وأخرى مسلمه ..في العراق إن اعتبرت دجله هو الحدود الدولية بين الدولتين السنية والشعية هل تنقل مرقد الإمام الكاظم إلى الرصافة أم تنقل مرقد ابوحنيفه ومرقد الشيخ عبد القادر إلى الكرخ .. هذا عدا عن البشر فلنقل أنهم يعالجونه من خلال النزوح الجماعي بين الضفتين .. ثم أن الدول تحتاج إلى حدود دوليه تدافع عنها في حين أن الشخص في الكرخ بإمكانه إصابة آخر بالرصافة باستخدام الكسريه .. فإذن لا مناص في ظل حكم الطائفية السياسية في العراق إلا حروب المائة عام التي تتجدد حسب مقتضى الحال ... هذه هي المصيبة التي أدخلنا فيها ساسة العراق وأصدقائهم الأمريكان .. إلى جانب ما تحقق للبعثيين من دمج قسري (للسنة) ضمن أهدافهم في إسقاط النظام الجديد فقد تحقق لهم الاندماج مع تنظيم القاعدة.. فعزت الدوري عرض نفسه كأمير مسلم سني أصولي كستزاني وهابي يطمح بخلافة بن لادن وهو يحارب الكفار كما القاعدة وهو يواجه الشيعة الروافض كما القاعده ويسعى لإقامة الدولة الإسلامية المطعمة بالبعث ، في هذه الحالة فان البعث يصلح أن يكون صلة الوصل بين القاعدة والطامحون لاسترداد الانفراد بالنفوذ من ألسنه .. وهؤلاء يصلحون لأن يكونوا صلة الوصل بين البعث وتنظيم القاعدة .. وهذا ما حصل في العراق ولم يتوقعه الأمريكان فبدلا من أن يكون العراق كماشة لقتل تنظيم القاعدة صار العراق كماشة لقتل العراقيين من قبل القاعده والبعث .. وهم يتبادلون المواقع في نَسب الانجازات فقد قرأت ما يشبه البيان كتبه احد البعثيين غداة مغادرة الجيش الأمريكي للعراق وهو ينسب كل خسائر الأمريكان للبعثيين ..ولا كأن ألزرقاوي قد قتل ولا كأن أبو أيوب المصري قد فعل .. بم عالج الأمريكان هذه المعضلة التي خلقوها هم وشركاءهم ..؟ الجواب: بالفوضى ألخلاقه .. ماذا تعني هذه الفوضى ألخلاقه ..؟ الجواب: تعني البقاء للأقوى ..! تذابحوا ومن يرغم خصمه على الاستسلام ..يفوز .. .

 الصحف الأمريكية في الفترة الأخيرة تمتدح قوة شكيمة المالكي الذي همش وتمكن من خصومه..!. لكن المالكي ليس في موضع جون قرنغ .. وعندها تكون لقوة شكيمته معنى لأنه سينفصل بجنوب السودان .. مطلوب من المالكي أن يحكم العراق من بغداد التي بناها المنصور وخلفها للرشيد وأعزها صدام ..!. والحكم باسم المذهب خط فسفوري يحرق العراق .. وان نجح بعض الصبية في هدم نصب أبي جعفر المنصور .. إنما الحكم باسم المواطنة والوطنية والديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان وكرامته وحقوقه هو الممكن لكنه البعيد المنال في ظل التخندق الطائفي السياسي ..

 

 س9: سلام كاظم فرج: في الانتخابات الأخيرة. رشحتم مع الشيوعيين. وانتم تعلمون أن توجهات الناخب العراقي قد تغيرت كثيرا عما كان عليه في الستينات والسبعينات. ورغم استقلاليتكم. جازفتم وراهنتم على قائمة لا يدعمها احد. عالميا وإقليميا وداخليا؟؟.. .

 ج9: موسى فرج: نعم رشحت ضمن قائمة اتحاد الشعب التي يشكل احد ابرز أطرافها الحزب الشيوعي ..لكني لم أجازف ..لأني لم أرشح سعيا للفوز في تلك الانتخابات ورغم أن ذلك مخالف للمنطق، لأنك ستقول لي لماذا رشحت أذن ..؟ لكني أضع تحت يدك الدليل: لقد كتبت على صورتي التي قدمتها لطلب الترشيح معهم الآتي: (عندما أرشح مع أية قائمة أخرى فإنما أرشح كي أفوز ..ولكن عندما أرشح معكم فإنما أسعى لشئ آخر ..وهو أن أصطف مع عراقيون وطنيون أياديهم غير ملوثة بالفساد، وعقولهم في منأى عن الطائفية والعرقية والتخلف...).. وهكذا كان ..فهو موقف.. جعفر أبو ألتمن السياسي العراقي المعمم قبل 70 سنه عندما قالوا له: أنت شيوعي ..قال لهم: إن كان من يقف إلى جانب الفقراء والمحرومين شيوعيا.. فانا شيوعي.. .

 وهو مبدأ بالنسبة لي ويتقدم على ما سواه: العراقي الذي يدافع عن كرامة الوطن ويذود عن مصالح الشعب ويداه غير ملوثه بالفساد ودم العراقيين، وعقله غير مصاب بلوثة التخلف والتعصب والطائفية والعرقية هو أخي الحميم وهو صديقي الحبيب .. أيا كان عرقه أو نسبه أو معتقده الديني أو معتقده الفكري وانتماءه السياسي ..وفيما عدا ذلك فلكل خصوصياته .. الذود عن الوطن والتفاني من أجل الشعب هو المعيار الوحيد وهو العبره التي يبين فيها (أبو كريوه) كما يقال في المثل الشعبي العراقي .. . . أنا اعرف أن ثقافة وتوجهات الناخب العراقي اليوم غير ما كانت عليه في السبعينات ليس في العراق فحسب بل في كافة الدول العربية ونتائج الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا أمامكم .. لكن المصلح حقا ..هو الذي يواجه التيار .. .

 

س10: سلام كاظم فرج: في الانتخابات القادمة بمن تنصحون رهانا رابحا.. أنا هنا أتحدث عن رهان بناء للشعب لا للفائز؟؟..

ج10: موسى فرج: ضمن المدى المنظور ودون حدوث أمور دراماتيكية في العراق فان زمن الانقلابات لا أقول قد ولى ولكن باتت احتمالاته ضعيفة جدا ..وأيضا زمن الكفاح المسلح انتهى والربيع العربي استحال زمهريرا فمن هو الذي يحقق البناء للشعب ..؟ هم المثقفون .. هو المثقف العراقي الذي إن أفاق من تشظيه وسلبيته وانعزاله وأعادت تصنيعه مرارة الفوضى السياسية الحالية والقادمة فانه حتما سيكون ذو بأس .. وهو الذي يعيد تشكيل الوعي الجمعي للناس فتفيق من خدرها .. وعندها تتجنب سفينة العراق مهاوي الطائفية والتخلف و التحطم .. وتبنى دولة ديمقراطية تقوم على أسس المجتمع المدني تجنب الوطن التمزق وتجنب الشعب الاحتراب .. لكن زمن المثقف العراقي أخشى ان يكون مجرد أمنيه..

 

س11: سلام كاظم فرج: النظام الانتخابي.. أتاح صعود مرشحين لم يحصلوا على أصوات كافية لتجعلهم ممثلين للناخب. وابعد مرشحون نالوا اصواتا أكثر منهم.. هل حلت هذه الإشكالية؟؟ أليس من العدالة أن تكون الأفضلية لمن حاز اصواتا أكثر من زميله بغض النظر عن القائمة؟؟ هل أن معادلة التمثيل النسبي وفق القائمة صالح للمجتمع العراقي؟؟ .. .

ج11: موسى فرج: و..أليس من العدالة أن يحكم العراق حكاما نزيهون، (يفتهمون)، وغير أنانيون وغير طائفيون وغير حزبويون وغير طائفيون وغير فاسدون ..؟ العدالة ليست نظرية في الهندسة المجسمة فتحتاج إلى برهان .. العدالة معروفه و(تسطر سطر) ..ولكن أن تكون في الميدان..؟ ففي حالتين: وصول حكام عادلون إلى الحكم.. أو شعب واعي و(يسطر بالباب..) .. .

 هذه الإشكالية لم يتم حلها يا صديقي ..ومن الظريف ذكره في هذا المنحي أني كنت ألقي كلمة قبل أسبوعين في مؤتمر نظمه التيار الديمقراطي في السماوه وكانت كلمتي عن الفساد فنهض احد الحضور وهو تربوي قديم وجليل .. فقال لي حول هذا الجانب بالذات: أرجو منك أن تنقل هذا للبرلمانيين (كوني مسؤول رسمي سابق) فقلت له: لن انقل ما تقول إلى البرلمانيين بل انقله إليك أنت وأنقله للحاضرين في هذه القاعة فانقلوه إلى الناس وثقفوا الناس به.. عسى أن يمارسوا الضغط من خلال التحول عن من انتخبوهم كقوائم وخذلوهم ..عندما عين رؤوساء تلك القوائم من قبلهم نوابا يمثلون مصالحهم هم ولا يمثلون مصالح من انتخب رؤوساء قوائمهم .. ويجب أن لا تعتقد يا أيها التربوي الجليل أن المشكلة في ضعف المعلومات حول هذا الجانب عند البرلمانيين ..لأنهم هم من فصلوه على مقاساتهم بدراية كاملة وإصرار ولن يتنازلوا عن قوانين انتخابية تبيض لهم ذهبا ومصفحات .. ومليونات ..دون أن يضغطهم الشارع على الجدار حتى يقولوا: إن الله حق .. اعتماد العراق كمنطقة انتخابية واحده والترشيح الفردي ومواجهة الفساد في الانتخابات قوانيناً وإجراءات ومال سياسي واستغلال للمشاعر الدينية والعرقية والعشائرية هو الكفيل بتغيير النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات المتكرره في العراق .. .

 

س12: سلام كاظم فرج: في الكوتة النسوية.. هل توفر تمثيلا حقيقيا للمرأة؟؟ أم أن النساء لم يصلن إلى مستوى الطموح في منافسة الرجل ..؟ ...

ج12: موسى فرج:  إحداث الإصلاحات في العملية الانتخابية بالمفردات التي ذكرت وإعادة تشكيل الوعي الجمعي للناس من خلال المثقف بعد عبوره المرحلة المشار إليها هو الكفيل بتوفير التمثيل الحقيقي للمرأة العراقية وإلا فانك بين أمرين: إما ألكوته وهي ضحك على ذقون النساء والمجتمع برمته لأنه يستجلب من تصدر تعليمات ضد المرأة وتعيدها إلى عصور ما قبل النهضة أو برلمان ذكوري 100./. وفي هذه الحالة فأنت تقبل ألكوته على مضض : فـ .. (ظل امرأة ولا ظل حيط ..)..

 

س13: سلام كاظم فرج: أراك أستاذنا العزيز.. تكيل النقد الجارح لرفاق درب شاركتهم محنة النضال.. وكتاباتك أحيانا رغم رصانتها تصيبنا بالإحباط.. فهل هو الواقع محبط.. أم انك تريد نشر ثقافة النقد البناء. وتعزيز الديمقراطية؟؟.. .

ج13: موسى فرج: أستاذي وصديقي سلام .. هل تتكلم عن التغييرات الجيولوجية التي ستحصل للأرض أم التغيرات في الثقوب السوداء في الفضاء إن كنت تتكلم عن تلك فان فعل الإنسان فيها محدود للغاية إن لم يكن معدوما ..ولكن عندما يتعلق الأمر بإحداث التغييرات في بنية الوعي الجمعي للناس باتجاه تبني مصالحه والدفاع عن حقوقه فتلك مهمة الإنسان والإنسان المثقف على وجه التحديد، المتسم بنمط عالي من الخلق والمتمسك بنمط راق من القيم ..أليس هذا صحيح ..؟ أم لا..؟.. في هذه الحالة فاني عندما أوجه النقد للمثقف فان ذلك يشكل اعترافا مسبقا من قبلي بمواصفاته التي أشرت أليها ..وإقرار كامل من قبلي به وبالتعويل عليه دون سواه .. ولكن أن يبقى المثقف محجما ومنعزلا أو تتوزعه الأحزاب المتنفذة ليشكل مجرد إحدى أدواتها فأمر مؤسف .. فالفردية سمة المعجزات ولسنا في عصر المعجزات وتبعا لذلك فا ن المعضلات الجمعية لا يمكن مواجهتها بغير الفعل الجمعي وإذن إن سعيت للتغير فان الأمر الحاسم فيه هو الوصول إلى الناس ومن اجل هذه الغاية تفحص عدتك أنت قبل أن تتفحص الناس .. عدتك ضمن دائرة ما يمكن أن يسمى ما هو ضمن التحكم .. وكلما ابتعدت عن دائرتك الشخصية بات الأمر خارج التحكم وخارج إرادتك .. انتقادي ينصب على ثلاثة أطراف لأنهم ناسي ومحيطي وعليهم بالذات تتوقف إمكانات التغيير في هذا العراق .. هم المثقفون وهم المهاجرون،وهم اليسار .. أنت أخي اليساري أنت تعرف بوضوح أن الثقافة السائدة باتت غير ثقافتك وتريد الوصول إلى الناس وفي نفس الوقت ترفض إجراء أية مراجعه في أيدلوجيتك أو أسمك أو شخوصك .. ماذا تتوقع ..؟ .. أنت يا أخي المثقف: والله الشعر منجز أنساني رائع والموسيقى والرسم والنحت ..ولكن ..للاستخدام الذاتي ..؟ أم انك تسعى من وراءها إنقاذ الإنسان من الجهل والتخلف ليتولى هو مهمة التغيير ..؟ إذا كنت تسعى لهذه الغاية فاقترب من الناس وابتداء تراصف مع المثقف الآخر لأنه الأقرب منك .. أنتم أحبتي المهاجرون العراقيون في الخارج والذين ما إن تقول لأحدهم: لم لا تعود إلى العراق ..؟ حتى يواجهك بلهجة غريبة: والله .. الأولاد في الجامعات والخدمات عندكم ليست على ما يرام .. في حين أن الجامعات في العراق باتت اليوم في القرى ..حتى .. رغم أن ذلك على حساب مستواها العلمي والخدمات التي تنقص العراق من غير الأخلاقي أنها تشكل عائق في طريق عودة المحارب إذا كان محاربا كي يواصل حياة المحارب ..إما إن كان العراق في مخيلته مجرد مصيف فلا كان العراق مصيفا ولن يكون .. ويقول لك جئت ولم يعطونني فرصتي ..! وكأنه نسي أن العراق لم يكن فنلندة ولا السويد وان الحقوق لا يجدها أصحابها في العراق في صناديق البريد المعلقة قرب الأبواب الخارجية لمساكنهم فلا توجد مثل تلك الصناديق في العراق ..إنما تؤخذ الحقوق غلابا .. ومن لا يجد في نفسه القدرة على ذلك فحري به أن يراجع نفسه فيما إذا كان في بدايته ..محارب ؟... في حين أن عودة المغتربون العراقيون بعد سقوط صدام لا تشكل فصلا من حمى البحث عن الذهب إنما مهمة كفاحية ووطنية وأخلاقيه .. فالبلد يحتاجهم اليوم أكثر من حاجته لهم في عهد صدام ..ليس لكي يعمروا ويبنوا بلدهم فحسب إنما كي يعدلوا الكفة المجتمعية ويقودوا الناس .. هذا ما كتبته عنكم وقلبي ينقط مراره .. وانتبهوا للأمر .. فقد كنا عندما نعيب على مجتمعنا وأنظمتنا السياسية نقول أنهم لا يعتمدون المواطنة إنما يرجعون على عرق المواطن ومنبت أهله وافدون أم تعود أصولهم لعدنان وقحطان ؟؟..في أوربا اليوم بات الأمر قريبا من الحال عندنا فهم لا يعتمدون عيشك بينهم والتزامك بدفع الضرائب مثلهم بل أنهم إن جد الجد يقولون لك أن أصلك ليس من سكان البلد الأصليين، وانك لم تتأقلم مع المجتمع .. وانظروا فرنسا موئل الحرية والإخاء والمساواة ..يحصل فيها هذا حاليا..

 

 س14: سلام كاظم فرج: معادلة إيران والسعودية. دخلت عليها تركيا... العامل الأميركي معروف.. هل تعتقدون أن هناك إمكانية للتخلص من شرنقة التدخل الأجنبي في الشأن العراقي؟؟ وما هي السبل المتاحة. لا سبل الأمنيات؟؟.. .

 ج14: موسى فرج: موقف إيران من السعودية يمكن هضمه ولكن موقف العراق من السعودية عصي على الفهم ..وموقف العراق من إيران عصي على الفهم .. .

 إيران مدفوعة بإرث الإمبراطورية الفارسية وبحاضر الجمهورية الإسلامية الشيعية التي يحكمها الفقيه تسعى لإتعاب السعودية ونشر القلاقل فيها لإضعافها وخير وسيلة لذلك دعم الشيعة في السعودية والخليج.. والسعودية ليست على حدود إيران فتخشى من وهابييها ، والسعودية ليست ندا لإيران وفي أحسن حالاتها نداً ضعيفاً فإذن التضييق الإيراني على السعودية يمكن هضمه .. لكن العراق هل يريد تحويل الوهابية السعودية إلى شيعه اثني عشريه ..؟ أم هل أن العراق بوضعه السياسي والاجتماعي والأمني الحالي ندا قويا للسعودية ..؟ هل يريد من الوهابية السعودية تقبيل وجنات حكام شيعه على حدودها ..وهم يعيبون على أم المؤمنين وبعض الخلفاء الراشدين ..؟ ويسيرون المسيرات المليونية إلى ضريح الحسين ..؟ إذن ورقة السعودية في اللعبة العراقية محروقه .. والأسلم للعراق أن لا يتوقع تطبيعا من قبل حكام السعودية معه أو قبولا منهم به.. وفي هذه الحالة: (يا جاري أنت بدارك وآنا أبداري..).. .

 هل أن العراق يكون تابعا لفارس خالع أكتاف العراقيين والله لأن بعض ساسة ألشيعه يحبون الفقيه الذي يصفه مواطنوهم بالمجوسي العنصري الشعوبي ألصفوي الريح الصفراء ذو الحروب ألطاحنه مع العراقيين ..؟ في هذه الحالة فان ألشيعه العراقيون قبل السنة العراقيون يرفضون الخضوع لإيران .. إذن ما هو الحل ..؟ أن يقول ساسة العراق: نحن العراق ..بلد سومر وأكد ..نحن العراق بلد آشور وبابل .. العراق الذي لا تستطيع إيران أن تمسك بالشمس فتمنعها من الشروق عليه ولا تستطيع السعودية أن ترتهن الشمس بعد مغيبها عنه فتمنع دورانها لتشرق عليه .. إن أردتم علاقات متكافئة مع العراق فهذا العراق وان أردتم علاقة التابع الذليل ..شيلوا سفاراتكم ...هل يوجد ساسه في العراق حاليا بهذا المستوى ..؟ لا ..ف على م الأمنيات .. ؟.. .

 

 س15: سلام كاظم فرج: ظهرت في الآونة الأخيرة صراعات مؤثرة في الشارع الجنوبي.. حول الاعلمية.. واحتكارها.. هل هي ظاهرة راكزة أم مفتعلة ؟؟.. .

ج15: موسى فرج: أستاذ سلام .. آنا قبل فتره نشرت في المثقف أكثر من مقالة كانت تنصب على مناقشة أفكار أستاذي وأخي عادل عبد المهدي المتمحورة حول الـ سي بايه ..والتي تقول أن العراق يقف على ثلاث ركائز هي: شيعه وسنه وكورد .. واعتراضي على ذلك ليس لأني بارد الود مع أستاذي وأخي عادل عبد المهدي ..أبداً ..ولكن لأني أقول بالمواطنة بديلا عن المكونات ..وأقول: إن المكونات وأولها المكون الشيعي في العراق مكونات هلامية لأن الناس ضمن المكون موزعة بين خانات شتى، وأول مناهضي المكون عمليا هم الداعين باسمه وهم رجال الدين ألشيعه ..وإلا بالله عليكم ..اسألوهم: ألا يصلح علي بن أبي طالب أن يكون قاسما مشتركا عند أتباعه ..؟ على الأقل عند المتفرغين للفقه ويفترض أن يكونوا جميعهم مرؤوسين لمنهج علي وهو منهج واحد وليس قطعة قماش هذا يفصلها زبون وهذاك يصنع منها عمامه.. وسبق إن قلت لبعضهم: وحقكم لو كان أبا الحسن بينكم لتفرقتم عنه تفرق الحمر عن الأسد .. والسبب بسيط وهو: انه لو كان بينكم فحتما سيقول: هذا: نعم .. وذاك: لا .. وانتم تريدونه أن يقول لكم على طول الخط: نعم ..! في حين انه أبا الحسن الذي ألبس ابن عمه الباب وهو حبر الأمه .. وكوى يد أخيه وهو ابن أمه وأبيه .. إما عن استمرار الصراع على الأعلمية أو توقفه فـ مرهون بأمر واحد ..قطع الجسر بين المرجعيات الدينية وبين تعاطي العمل السياسي ..وإلا فان الحال سيتطور نوعيا باتجاه الصراعات والفرقه .. .

 

س16: سلام كاظم فرج: هل ترون أن هناك إمكانية لحل مشكلة الكهرباء قريبا.. .

ج16: موسى فرج: عندما تتم مواجهة الفساد يتم حل معضلة الكهرباء .. والفساد ليس الرشوة في حافات الجهاز الحكومي لكنه المحاصصة وفشل الأداء الحكومي من جراء التصرف مع المناصب الوزارية والحكومية بوصفها مغانم وليست وسائل وأدوات تتحقق من خلالها النتائج .. فاستيزار خريج الدراسات الإسلامية وزيرا للعلوم والتكنولوجيا واستيزار خريج العلوم السياسية وزيرا للزراعة لن يؤدي إلا إلى التدهور المستمر والمتزايد في الأداء الحكومي .. ويتم حل معضلة الكهرباء عندما تكون الحكومة حكومة خبراء (تكنوقراط) وتتم محاسبتهم على النتائج وليس على أساس الانتماء لقائمة علاوي أو قائمة المالكي .. وقد استعرت عنوانا لمقالة من بيت شعر في قصيدة قالها شاعر نجفي قبل 70 سنة أو يزيد مع التصرف فيه من قبلي فجاءكما يلي : يارب نوري وعلاوي بحقهما ...خلص عبادك من نوري وعلاوي ..وهو في الأصل كما يلي: (يارب طه وياسين بحقهما ..خلص عبادك من طه وياسين ...).. .

 

 س17: سلام كاظم فرج: ليس من طبيعتي أن أكون داعية لفرد مهما كانت نزاهته.. بل أنا أتابع برامج الكتل والتيارات.. . لكني هنا اطمح لمعرفة برنامج شخصية مرموقة كالأستاذ موسى فرج. ما هو برنامجكم للدورة القادمة من الانتخابات؟والله..

ج17: موسى فرج:  أستاذ سلام .. (آنا كلت ذيج المرّه ..رحت عوّان ويا ألجماعه ما قاصد الفوز ..ف هسا إذا عدكم مثلهم يستحقون ألعونه آنا حاضر وكروتي من جيسي ..)، وبعض من مفردات برنامجي الانتخابي صارت تحصيل حاصل مع أني خارج البرلمان .. من خلال ما أنادي به قولا أو كتابة.. فقد كانت إحدى مفرداته: تخفيض رواتب المسؤولين من رئيس ألجمهوريه إلى مدير عام بنسبة 50 ./. وفي اليوم التالي لمناداتي بذلك ظهر قادة ومرشحوا التحالف الوطني في مؤتمر صحفي وهم يحلفون بأغلظ الأيمان بأنهم لن يبرحوا قاعة البرلمان في اليوم التالي دون أن يحققوا هذه الغاية ..لكن في اليوم التالي خفضوا سقف مطلبهم من 50 ./. إلى 10 ./. وفي الأشهر الثلاث الأخيرة قام مجلس النواب بتخفيض الرواتب للمسؤولين من غير البرلمانيين، رئيس الوزراء قام بحجب الإجراء عن الموجودين في ألخدمه من الوزراء .. طلع تنفيذه على المتقاعدين ..فأنا أردته علي وعلى أعدائي ..الذي حصل انه تجنب أعدائي وأصابني وحدي..! ناديت بإلغاء الحصه التموينيه على ذوي الرواتب والدخول العالية وصرف الحصيلة إما نقدا أو من خلال زيادة مفردات الحصة التموينية لذوي الدخول ألقليله ..الذي حصل إنهم قطعوا الحصة على ذوي الدخول العالية وذهب الفرق لوزارة المالية ..لكن الفقراء منذ 4 أشهر بعضهم لم يستلم غير مفردة أو اثنتين .. ! ناديت بإلغاء المنافع الاجتماعية .. قاموا بالغاها لكنهم يصرفون لـ 6 أيام إيفاد ..مليونين دولار ..! ناديت بتأسيس مجلس أعلى مستقل للاقتصاد العراقي ..بات مطلبا تنادي به الكتل بس رشحوا جماعتهم ..! .

 

س18: سلام كاظم فرج: هل ستدخلون بشكل فردي.. أم ضمن كتل معينة..؟ .. .

 ج18: موسى فرج: عندما ينتظم المثقفون في تجمع ديمقراطي تجمع خارج حالة التبعثر بين الكتل والأحزاب القائمة فاني أرتهن نفسي لمثل هذا سواء كنت مرشحا أو ناخبا ..لكن أن تتكرر غلطة المثقفون ويندمون ندامة الكسعي .. فان سهم الكسعي قد خرق حشا الظبي ومن ثم اصطدم بالصخره .. في حين أن سهم جماعتنا ذهب بالمباشر إلى الصخرة دون أن يمر بحشاشة الظبي .. .

 

س19: سلام كاظم فرج: المثقف مازال مهمشا. وصوته غير مسموع حتى من قبل زملائه.. فكيف بمن لا يقرأ ولا يكتب؟؟ ومهما كانت كتاباتنا مؤثرة فلن تفلح بحصد ما يكفي لمقعد واحد ؟؟ كيف السبيل.. لنهضة المثقف.. وعبور ضفة الديماغوجية. والخيارات المتعسفة. إلى ضفة الاختيار الرصين البناء؟؟

 ج19: موسى فرج: لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ... المثقف هو الأمل المرتجى ولكن فاته الكثير الكثير .. وان لم يصحوا على ذاته فان الأوضاع تتجه من قاتم إلى أقتم ..ومن سيئ إلى أسوأ .. إذا كان المثقف لا يريد التهميش لنفسه ويسعى لاستعادة مكانته الشخصية على الأقل ..عليه أن يتخلى عن سلبيته وانغلاقه وتبعيته وليبادر إلى تأسيس كيانه المستقل رابطة المثقفين العراقيين .. دون أن يدخل في سقيفة بني ساعده ولا سقيفة بني احجيم ولا سقيفة بني وائل ..ولينهض المثقف فقد طالت كبوته.. أنا لا اقصد التقريع إنما تذكرت قول احد المهاويل (الذين يقولون الأهازيج الشعبية) في أيام ثورة العشرين لأحد المعروفين بالشجاعة : (أشلون أتدحلب وانت آفه ..! أشلون أتدحلب وانت آفه ..!) وتعني: كيف تنحني متسللا وأنت مخلوق خرافي مثل التنين أو الديناصور .. .

 

 س20: سلام كاظم فرج: أجد في كتاباتكم نفسا روائيا سلسا متاحا فهمه لشريحة واسعة من القراء. وكما ذكرت في المقدمة أن جنابكم الكريم يذكرني بشمران الياسري وروايته الرباعية الزناد.. هل تفكرون بكتابة عمل أدبي يتناول المجتمع العراقي برؤية أدبية إبداعية صرفة؟؟

ج20: موسى فرج: شرف عظيم لسحنتي أن تحمل بعض من ملامح شمران الياسري، ولذة باذخة أن تعلق بلساني ويدي وقلمي بعض من شمرة شمران الياسري، وزهو أن يتذكرني أحبتي وأصدقائي قراء المثقف وأساتذتي وزملائي كتاب المثقف من خلال تقربي من شمران الياسري .. فشمران الياسري اسما وكفاحا وقيما ليس موضوعا للنسيان فاذكّر الناس أنا به ولكن العمل الروائي له أدواته وحرفيته والمران الطويل عليه وقد ألازم ابن مدينتي زيد الشهيد من اجل التتلمذ على يديه أو أصحوا في أحد الصباحات نابغة في هذا المجال فأبز زيدا .. .

 

س21: سلام كاظم فرج: كتابة المذكرات.. مهمة عسيرة لكنها ضرورية لمن واكب الأحداث التي كنتم في صميم إتونها.. هل هناك مشروع لكتابة مذكراتكم.؟

ج21: موسى فرج: نعم هذا هو الأقرب وربما في هذا الحوار قد بدأت بذلك فعلا .. مغتنما قربي من الأحداث .. وسأواصل بما يفيد باتجاه ممارسة التأثير وان كان محدود وضئيل في الوعي الجمعي للناس، ولكن دون أن تكون للشخصنة وحب الذات دورا في ذلك فما أنا إلا مجرد تلميذ بدأ على يد سيد خلف ولحد قبل سنتين تمكن من فك رموز الـ دوبش أون ..ولغاية هذه اللحظة فان عنوان المهنة في هوية الأحوال المدنية.. راعي، وبنيه طفله ضحكت عليّ وهي تحب 6 غيري ...

 

س22: سلام كاظم فرج: مطالب الشعب وفق رؤيتي بسيطة. أمن. كهرباء.. خدمات.. لماذا تعسرت ولادة هذه المطالب البسيطة.. نجيب محفوظ يقول.. أحلام الفقراء متواضعة.. لكنها مستحيلة.. لماذا هي مستحيلة؟؟؟؟؟

ج22: موسى فرج: الروائي الكبير نجيب محفوظ بمقولته هذه يفسر المعضلة التي واجهت الإنسان منذ طرده من الجنة .. أعني المشكلة الاقتصادية المتمثلة بقصور الموارد المتاحة عن إشباع الحاجات.. وأحلام الفقراء رغم أنها لا تتعدى فرشة أو قاعدة الهرم في تسلسل حاجات الإنسان المكونة وفقا لماسلو من ثلاث طبقات هي: الحاجات الحياتية المتمثلة بالغذاء والكساء والسكن والأمن والخدمات .. والطبقة الثانية هي الحاجة للقبول الاجتماعي للفرد ..في حين تشكل الحاجة لتأكيد الذات قمة هرم الحاجات .. وبالرغم من تواضع حاجات البسطاء والفقراء فأحلامهم لا تتعدى فرشة الطبقة الأولى من الهرم فان تحقيقها مستحيل بسبب محدودية مواردهم هم وليس بسبب محدودية الموارد بشكل عام.. لكن برنادشو يكمل الناقص في الصورة عند نجيب محفوظ فيبين إن السبب ليس نقصا في الموارد إنما ممارسة الظلم والتعسف والاستحواذ فتتكدس عند البرلمانيين والمتنفذين وتنحسر عن الفقراء مثل شعر برنادشو الذي يتكدس تحت الإبط وفي أماكن مشابهه في حين تبقى الهامة صلعاء ... وموازنات العراق التي عبرت المائة مليار دولار خير دليل فإنها في الوقت الذي تتجاوز فيه موازنات 4 دول مجاوره فان الفقر في العراق يفوق حاصل جمع معدلاته في تلك الدول .. . .

تقبلوا وافر احترامنا..

 

 

يمكن توجيه الاسئلة عبر الاميل الاتي

 

[email protected]">[email protected]

 

 

 

للاطلاع

 

حوار مفتوح مع الاستاذ موسى فرج

 

 

 

 

 

خاص بالمثقف

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

 

............................

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2063الأحد 18 / 03 / 2012)

 

في المثقف اليوم