حوارات عامة

حوار مع القاص الذي صنع بطلات قصصه من جمال ثم وقع في حبهن

3609 علي حسين عبيدعلي حسين عبيد:

* نعم لي وجه مكروه لكنه الاستثناء

* إذا فرغت المعدة، لم يعد هناك مكان للإيمان

* هناك حيوانات تجبرك على التعاطف معها، والتقرّب منها

* انتهى عصر الأنبياء منذ زمن بعيد، لهذا نحن نعيش عصر الفناء.

* تعلمت الحب على يد شابة في الخامسة والعشرين أسمها (زهيّة)

* أشد الحرائق ضررا حرائق الحب لأنها لا يمكن أن تُطفَأ بالماء،

* سعيد من يستطيع أن يجعل من الحب بضاعته الوحيدة

* كانت خسائري واضحة للعيان، تمزيق قميصي وسقوط كل الأزرار وأورام لاتعد

***

الصائغ يتعامل مع معدن نفيس هو (الذهب) ليحوله إلى حلى كالقلائد والاساور وغيرها ومعلوم انه يتعامل مع الذهب بعد تنقيته من كل الشوائب وتحويله إلى سبيكة يقتطع منها ما يريد ليصنع ما يريد على عكس جليسي اليوم الذي يغرف من بحر اللغة المفردات بشكل عام ثم يقوم بالفرز والتصفية بعدها يبدأ بصياغة المفردات على شكل جمل وقصائد وقصص مثل حلى الصائغ بل ينافس الصائغ هنا تحديدا إذ يقرر هذه تصلح لوجه عجوز متصابية وتلك القصيدة تلائم جيد عاشقة وهذه القصة تطوق عنق صبية متمردة وهكذا أمضى عقودا من عمره حتى تميزت مصوغاته الأدبية وتهادها المحبين رجالا ونساء في مناسباتهم مع علمهم انها أصبحت ماركة مسجلة باسم صاحبها حتى لو رفعوا اسمه عنها عند التهادي .. تعالوا معي في دردشة ولا الذ مع صانع الجمال وكاتب اجمل قصص الحب الأديب علي حسين عبيد ..

* كيف تعلمت لغة الأرض؟

* في حياة كل إنسان مجموعة من المعلمين يبدأون معه من أول لحظة في ولادته وينتهون معه حين يلفظ آخر أنفاسه، لكن من بين كل هؤلاء المعلمين، يوجد معلم واحد يتفوق عليهم جميعا بالمنزلة والتأثير، لأنه يترك أثرا عظيما في حياتك، ومعلمي الأعظم والأول هو الذي علمني (لغة الأرض)، إنه الفلاح الإنسان الذي لم أجد له مثيلا، إنه أبي له الرحمة والجنان.

* متى يكون الكذب مباحا؟

* يكون الكذب مباحا حين يكون صادقا، وهذا النوع من الكذب تجده مثلا في الروايات، فنحن كما يقول ماركيز نكتب الأكاذيب (أكاذيبنا) التي يصدّقها الناس، وبهذا يتحول الكذب إلى صدق حقيقي.

* هل لك وجه مكروه ولمن تظهره؟

* لكل كائن عدة وجوه، أبرزها نوعان، وجه محبَّب وآخر مكروه، ولا يوجد بشر على الأرض مُستثنى من هذه القاعدة، قاعدة الوجه المحبوب والمكروه، وأنا بالطبع مشمول بهذه القاعدة، نعم لي وجه مكروه، لكنه الوجه الاستثناء، بمعنى هو وجه يفرض نفسه عليَّ، يقتحم وجودي وحياتي وجسدي بالقوة أو الإكراه أو الفرض دون أن أستدعيه طوعًا.

* الجائع ناقص ايمان او إنسانية؟

* إذا فرغت المعدة، لم يعد هناك مكان للإيمان، أليس كذلك؟، وكل إنسان لا يجد اللقمة التي تسد رمقه، لأي سبب كان، يكون خاليا من الإنسانية غصبا عنه، وبذلك فإن ما يبدر منه من (أعمال عنف) قد يكون مبرَّرا.

* متى يؤنبك ضميرك؟

* عندما أخون نفسي، عندما يبكي طفل، عندما يتم التجاوز على امرأة، عندما أخشى من تصحيح خطأ مديري، عندما أحابي الآخرين خوفا على مصلحتي أو مداراة لها، عندما أفشل، عندما يتمرد شخصيات رواية أو قصة أكتبها، ويقولون ما لا أريد قوله، وعندما لا أستطيع منعهم من مواقف يتخذونها غصبا عني... كل هذه تُشعرني بتأنيب الضمير.

* هل تحسن تربية الحيوانات؟

* هناك حيوانات تجبرك على التعاطف معها، والتقرّب منها ، ومراعاتها، حتى لو لم تطلب ذلك، منها على سبيل المثال، القطط الصغيرة، وكما تعلم شوارعنا ومزابلنا تمتلئ بالقطط السائبة، وغالبا ما أرى (جثث قطط مسحوقة في الشوارع) بعجلات السيارات، فأشعر بالألم لأنني أعيش في بيئة لا تسطيع حماية الإنسان فكيف بالقطط؟، وحين تزور قطط صغيرة حديقتي أرعاها كما أرعى أطفالي، إلى أن يقوى عودها وتتعلم العيش في عالم الأقوياء لا أراها بعد ذلك.

* هل أنقذت حياة أحد؟

* وهل أنا المسيح مثلا؟؟، ما أنا بنبيّ، ولا أظن أنني سأكون كذلك، فأن تنقذ حياة إنسان، هذا يعني إنك نبي، وقد انتهى عصر الأنبياء منذ زمن بعيد، لهذا نحن نعيش اليوم في عصر الفناء.

* ما هو اول دروس الحب؟

* تعلّمتُ الحب وأنا في السادسة من عمري، كنتُ أسكن في قرية لطيفة هادئة تغفو على كتف نهر جميل متهادٍ صافٍ كالزلال، على شاطئ هذا النهر عرفتُ الحب لأول مرة، على يد شابة في الخامسة والعشرين أو أكثر أسمها (زهيّة)، كنت في السادسة لكن حين كانت تضمني إلى صدرها أشم فيه رائحة الحياة وكل كنوزها، هذه المرأة التي لم تكن متزوجة (وهذا أمر غريب في الريف) حوّلتني من طفل إلى رجل غاطس في الحب من قمة رأسه حتى أخمص قدميه.

* ايهما أحق بالشفقة ظالم نفسه او الجرو؟

* من يظلم نفسه لا يستحق الشفقة مطلقا، هذا ما تعلمته من أبي الذي كان يقول ويردد ما معناه، إذا ظلمت نفسك، فإنك سوف تكون على استعداد لظلم الآخرين، لذلك أنصِفْ نفسك حتى تتعلم كيف تنصف الآخرين، ومن المحال أن تسيء لنفسك وتُحسن لغيرها.

* من اين تأتي بحكاياتك؟

* من حياتي الشخصية، ومن حكايات أبي، جميع ما كتبته من قصص وروايات، عبارة عن أحداث عشتها، أو مررتُ بها، أو سمعتها، وقلّما أختلق شخصية لا وجود لها في الواقع، لذلك يقول لي الأصدقاء أن كتاباتي (واقعية)، ولا أعرف إذا كانت الكتابة الواقعية تمثل نقصا للكاتب أم لا، والحقيقة لم أشغِل نفسي بالمدارس النقدية للأدب أو للسرد، فحين أكتب كل شيء يأتي منسابا كأنه يصنع نفسه بنفسه، لهذا بعض الشخصيات تخرج عن (أُمرتي) وتقول ما لا أقول، وتتصرف بما لا أريد...

* هل تختصر بضاعتك على الحب؟

* سعيد من يستطيع أن يجعل من الحب بضاعته الوحيدة، لكن هذا شبه مستحيل، على الأقل حين يتعلّق الأمر بكتاب الشعوب المرتبكة، نحن نعيش في بيئة ينقصها الحب طبعا، لكنه ليس النقص الوحيد، فحياتنا كلّها نواقص أساسية، لذلك فإن الحاجة للحب أصبحت من الكماليات غير الضرورية، عليك أولا أن تسد النواقص التي تبقيك حيّا ثم تتذكّر الحب، أما نحن الكتّاب فغالبا ما نصنع الحب الحالم المفقود في واقعنا.

* هل اشتبكت بالأيدي مع أحدهم من أجل امرأة؟

* مرة واحدة في شبابي، أي قبل عقود، ولم أكررها بعد ذلك بسبب الضرب المبرح الذي تعرّضت له من شخصين حاولا إذلالي أمام حبيبة الصبا، ولا أعرف حتى الآن كيف تحوّلتُ إلى مارد في لحظات حين حاولا التقرّب من حبيبتي، وألحقت بهما هزيمة محقَّقة جعلتهما يفرّان من ساحة المعركة، ولكن كانت خسائري واضحة للعيان، تمزيق قميصي وسقوط كل الأزرار وأورام لا تُعدّ في الوجنتين والجبين والعينين، ودماء على الأيدي والأرجل، بالنتيجة فرّ الشخصان، لكنني شعرت بالفخر أمام نفسي وإن كانت تلك المرة الأخيرة التي أرى فيها الصبية وإلى الآن.

* كيف تتعرف على المرأة؟

* من الأمور التي أحبها في شخصيتي أنني لا أعاني في مسألة التعرف على المرأة، ولا أشعر بوجود حواجز بيني وبينها، بمعنى يمكنني التحدّث إلى المرأة بتلقائية تامة، وغير مصطنعة، لا أخطط للأمر، هو سهل جدا بالنسبة لي، ولذلك لم أصادف أية مشكلة من هذا النوع.

* هل تفي بالوعود؟

* أحاول ذلك طبعا، فالإيفاء بالوعود دليل على احترام الإنسان لنفسه أولا.

* كيف يتم إطفاء الحرائق؟

* الحرائق أنواع، وأسهلها تلك التي يمكن إطفاءها بالماء، لكن هناك حرائق يزيد الماء من أضرارها كالحرائق الكهربائية التي لا يجوز أن نطفئها بالماء، وأشد الحرائق ضررا هي حرائق الحب لأنها لا يمكن أن تُطفَأ بالماء، وقد جربتها طويلا، لكنني خرجتُ منها أبيض القلب، فحتى المرأة التي أحرق حبها قلبي وصارت لغيري، أقرّت (ولكن بعد فوات الأوان) بأنها أخطأت في تقديريها لحبي.

* هل عشت في القرى والأرياف وبماذا يختلف أبناء الريف عن أبناء المدينة؟

* ولادتي كانت في الريف، وعشت طفولتي حتى السابعة في قرية (أم البط) في الهندية، بالطبع يختلف أبناء الريف عن أبناء المدينة، كما لاحظت من تجربتي الخاصة أن أبن الريف أكثر بساطة وبعيد عن التعقيد ونقي السريرة، والميزة الأهم أنه ذكي في دراسته، ربما بسبب بساطة البيئة ونقائها أيضا، هذا واقع أبناء القرى سابقا أما اليوم فربما تغيّر الأمر مع تغيّر البيئة الريفية وتعقيدها.

* هل انت ممن يطلقون عليهم (محافظات)؟

* نعم أنا عانيت سابقا من هذه التسمية، وأظنها باقية إلى اليوم، على الرغم من أن معظم أدباء العاصمة انتقلوا إليها من المحافظات، ولكن يبقى الأديب بما يُبدع وليس بمكان سكنه، فكبار المبدعين من المحافظات وليس العكس.

* ايهما أقرب إلى طبيعتك السكون او الضجيج؟

* قد يكون العمر له علاقة بذلك، حاليا الهدوء هو الأقرب والأحبّ لي، لكن مرت سنوات صاخبة في حياتي، قد يتذكرها بعض الأصدقاء والزملاء من الأدباء، ويمكن أن أحصر سنوات الضجيج بأربع أو خمس سنوات (1998-2002) حين كنتُ رفقة الشاعر الراحل كزار حنتوش والشاعر حسن النواب والشاعر ماجد موجد والفيلسوف الصعلوك جاسم كماش ، تلك أيام مضت ولم يبق منها سوى آلامها.

* هل التطرف الثقافي ظاهرة عراقية؟

* نعم ظاهرة عراقية، وهي أيضا ظاهرة عربية، وعالمية، وهناك شواهد كثيرة على التطرف والتمييز العالمي في الثقافة، وعالمنا العربي لا يخلو من ذلك وإن حاول الأدباء الأسوياء الحقيقيون تصحيح المسارات، وتهميش التطرف، إلا أن إخفاء ذلك ليس سهلا، إذاً هي ظاهرة عالمية عربية عراقية، أتمنى أن نسعى جميعا لمحاصرتها.

* لماذا بطلات قصصك اغلبهن ارستقراطيات وحسناوات؟

* أظن أن العكس هو الصحيح، فمعظم نساء كتاباتي أما من الريف، أو كادحات، ولا أنفي وجود المرأة الارستقراطية في بعض قصصي، لكنها أقل بكثير من المرأة المهمشة كما في بطلة قصتي (امرأة على الرصيف) واسمها أمّولة، أو بطلة قصتي (نتوء الشيطان) من مجموعتي كائن الفردوس واسمها زكية، أو قصص (أنين متوارث، منحوتة العشق، النافذة) من مجموعتي لغة الأرض.

* ما سبب اهتزاز ثقتك بالمرأة؟

* ربما أنا أكثر رجل بالعالم يثق بالمرأة.....

* عدد أمراض المثقف العراقي؟ وهل هناك فعلا مثقفين؟

* سأبدأ بالإجابة عن الشق الثاني من السؤال، نعم يوجد في العراق مثقفون حقيقيون، تدل عليهم أعمالهم وأفكارهم ومواقفهم، وهم معلمون كبار بالنسبة لنا، ولا أدخل هنا في مصيدة التسميات، فكل أديب ومثقف عراقي يعرف من هم هؤلاء الحقيقيين، ويعرف نقيضهم أيضا، ولا ينفي هذا وجود مثقفين مرضى وهو أمر طبيعي، فالمثقف إنسان يطاله الخطأ، ولا يصل درجة الكمال، ومن أمراض المثقف صعود (الأنا) أكثر من المستحَق، واستصغار الآخر، والأنانية، والدخول في (الشللية، الكروبات الإلكترونية والواقعية)، والمساهمة في صنع (ثقافة أو أدب الإشاعة).

* من هو الحكم الحقيقي على جودة النص النقاد أم القراء؟

* كلاهما له حصة في ذلك، على صعيد القرّاء فإن (شبّاك التذاكر لا يكذب) بمعنى الفلم السينمائي الجيد يجتذب الناس فيكتظ بهم شباك التذاكر وهو دليل على جودة الفلم، ينطبق هذا على العمل الأدبي، كلما زاد عدد القراء دلّ ذلك على جودة العمل، لكن أحيانا ترافق بعض الكتب موجة إعلامية عارمة ترتفع به عاليا، لكنه إذا لم يكن ثقيلا بإبداعه سوف يهبط إلى القاع مجددا، والنقاد لهم القدح المعلى في رفع هذا الكاتب ونصوصه، ويمكنهم منع الضوء عنه وهذا محكوم بالعلاقات مع الأسف، وله ارتباط بأسلوب الشللية والكروبات والتجمعات المصلحية في الأدب وهي معروفة

* كم امرأة اوقعتها في حبائلك؟

* لا أتذكر أنني حاولت أوقِع امرأة، لأنني أنا المتهيّئ دائما للوقوع في حبها....

* هل أحببت فعلا؟

* حب واحد حدث في حياتي، شعرت به هو الحب، ونقلته في قصة قصيرة اسمها (ارسال خاطئ) وهي من ضمن قصص مجموعتي لغة الأرض.

* هناك خمسة أسماء اذكر واحد منهم بخير والآخرين بما يعجبك؟

* سلام البناي؟

* أحبه بصدق.

* حمودي الكناني؟

* من أقرب الأصدقاء لقلبي، بسبب صدقه ونبله وكرمه، يستحق الخير.

* علي الخباز؟

* جمعتني به أيام عسيرة جدا، وأحب فيه مثابرته.

* عباس شهاب؟

* هذا هو المبدع المظلوم فعلا، أعماله الأخيرة لافتة جدا.

* اريان صابر؟

* مبدع جميل، يحمل قلب طفل، وإن لم تربطني به علاقة قوية.

* هل بقي حبك لبائعة الخضرة من طرف واحد؟

* هذه واحدة من النساء الكادحات اللواتي أحببتهن، لا يُشترَط أن تعيش المرأة في بيئة ناعمة لكي تكون جميلة، أو لكي تبرز أنوثتها، فالمرأة الكادحة قد تكون أنعم المخلوقات في أصعب البيئات، نعم ظل من طرف واحد.

* لمن تبعث رسائلك؟

* إلى الذي لن تصل إليه أبدًا .....

* آخر ما كتبت شعرا؟

أقولُ لها لعينيْكِ احتراقـــــــــي .. لــرمشيْكِ فتذبحني دلالا

أقولُ لها تعالي يا هوىً لي ..... هو الدنيا وما بقيَ الحثالا

تواصلني وتهجرني تــــباعا ... وتلعبُ بي يمينا أو شمالا

* أين يقع بيت حبيبتك الشقراء؟

* يقع مقابل بيتنا بالضبط، ولكن قبل أربعين سنة ههههههه

* هل انت دون جوان حقيقي او على الورق فقط؟

* لا في الحقيقة ولا على الورق، لم نصل إلى هذه الدرجة من الترف، ولن نصل....

* كم لبثت فوق سطح البيت؟

* لا أزال فوق السطح إلى الآن ههههههه

* كيف تدخل قلب المرأة؟

* من الباب إذا فتحته لي.......

* لو خُيِّرت بين إنشاء مدرسة لتعليم اللاهوت او مدرسة لتعليم الحب.. من تختار؟ ولماذا؟

* مدرسة لتعليم الحب طبعا، لأنه هو الذي يخرّج جميع أنواع المعلمين الصالحين في الحياة.

* هل شاركت فعليا بحرب؟ وماذا أضافت لك او اخذت منك؟

* مرّ كتبتُ منشورا حقيقيا في حسابي الفيسبوك قلت فيه:

(من سوء الحظ أنني عشت معظم سنوات عمري في الحروب، ومن حسن حظي أنني لم أطلق رصاصة واحدة على كائن حي).

*اذا كان الحب هبة من السماء فماذا عن البغض هل هو هبة أيضا؟

* البغض ليس هبة، وإنما موهبة، هناك أناس موهوبون في الحقد والكراهية، وهذه أكبر مشكلة تواجهها البشرية.

* إلى أين وصلت القصة القصيرة اليوم؟

* مع كل ما يُثار حول الرواية وتربّعها على قمة المشهد القرائي، إلا أن وصيفتها، وأعني القصة القصيرة، لا تزال تواصل اللحاق بها والاصطفاف إلى جانبها، وهذا واضح من الفعاليات القصصية، ندوات أماس مؤتمرات، ومن الإصدارات، وحتى من الجوائز المهمة للقصة القصيرة مثل جائزة الطيب صالح العالمية، وجائزة الملتقى الكويتية، هناك كتاب قصة مصرّون على التفوق، وهو ما يحصل بالفعل كما نشاهد في الساحة، وإن كان الجيد أقل بكثير من الرديء في السرد القصصي.

* هل تذكر الشعر العمودي واين أمسى به الدهر؟

* الشعر العمودي لا يموت كونه الأب الشرعي للأشكال الشعرية كافة، وطالما هو الأساس أو الجذر سوف يبقى، هذا لا يعني أنني أفضّله على سواه من الأشكال الشعرية، فقصيدة النثر لها حضورها، وكذا الحال بالنسبة لقصيدة التفعيلة، ولكل من هذه الأشكال مكانة ودرجة معروفة من القبول والإقبال.

* ماذا تقرأ؟

* أقرأ كتاب نظام التفاهة للكاتب ألان دونو، وإن كنتُ متأخرا في ذلك، وفي برنامجي كتاب الأعراق مجموعة قصص صدرت حديثا للكاتب عبد الأمير المجر، وكتاب الإكليل للشاعر فاضل عزيز فرمان الذي صدر قبل أسابيع.

* كيف تقضي يومك؟

* من المحاسن العظيمة التي أتلمّسها في حياتي، أنني لا أعاني من الفراغ مطلقا، ودائما دائما مشغول في شيء ما، وأغلب هذا الانشغال في الكتابة الإبداعية وفي العمل وفي الاهتمام بأحفادي.

* هل الوسامة ضرورة للكاتب؟

* الوسامة هي نوع من النظام، ومعظم المبدعين يتطيَّرون من شيء اسمه تقييد أو تقليد أو تحديد، فهو يريد أن يكون متحرر من كل شيء حتى من محدّدات وضوابط الوسامة، ولكن شخصيا أرى أن الوسامة بالنسبة للمبدع هي تحصيل حاصل، وهي التي تتبع المبدع، فيجدها معه وفيه دون أن يبحث عنها.

***

حوار / راضي المترفي

في المثقف اليوم