تقارير وتحقيقات

عـمـر الـصـالـح: رصيف الكتب في الموصل بعيون الثقافة والمثقفين

شهدت مدينة الموصل، بعد تحريرها في نهاية العام سبعة عشر، العديد من المبادرات لخروج من ركام الدمار ولعنة الحروب،وكان لمثقفيها وشبابها الواعي مبادرة "رصيف الكتب"، الذي يعد رصيفاً ثقافياً يحتض الثقافة والمثقفين، الذي يطل على أرصفة جامعة الموصل في منطقة المجموعة الثقافية.

لهذا الرصيف دلالات كثيرة فهو المسحة الرقيقة على جبين الثقافة في الموصل، تدلت عبره معانٍ لخصت بأنه المتنفس الحر في مدينة اختنقت يوماً بزحام الظلام.

وتراه بروين حميد، كاتبة وصحفية إنه ملتقى المحبين للثقافة من كبار الأدباء والشعراء وعشاق الكتب، واجهة مشرفة لمدينة وجامعة كانت مكتبتها المركزية إحدى اكبر مكتبات العالم تترجم إصرار الإنسان الموصلي على العودة والنهوض بمفردات الوجود من جديد وتأكيد هويته وجذره الحضاري الممتد لآلاف السنين.

وتجزم إن الرصيف أصبح إضافة مثلى لجوانب مميزة تعرف بها مدينة الموصل تجتمع فبها الأصالة والثقافة والزوايا المضيئة واللحمة المجتمعية القافزة على طنين التفرق، حق للموصل الفخر بهذا الرصيف الذي تلاقت فيه أرواح تعبق بالتطلع والاستزادة.

ويعده إسلام المشهداني، كاتب وباحث، أنه منذ تأسيسه كان البودقة الفكرية لمثقفي الموصل حيث أثمرت الجهود التطوعية للشباب عن ولادة جيل محب للكتب، فضلا عن إعادة تجمع نخب المدينة الذين تفرقوا منذ اربع سنوات ليجمع هذا الرصيف المتواضع أجيال الماضي و الحاضر في آن واحد.

ويرجح إنه من المتأمل في تاريخ مدينة الموصل الثقافي يلاحظ انها مرت بالعديد من النكبات لكنها نهضت من بين الركام مستعيدة عافيتها من جديد في وقت قياسي.

ويشيد مثنى النهار، اعلامي،بالرصيف ويقول أنه استطاع أن يحتضن الكتّاب ورواد الثقافة لعدم وجود مكان مثل ماكان في السابق الشارع النجفي في الجانب الغربي من الموصل و ان رصيف الكتب لم يكن فقط سوقا للكتب انما كان صالون ثقافي يشهد الكثير من الفعاليات الثقافية اسبوعيا.

تعتبره فرح العساف، شاعرة، أنه مجمع حر للشخوص ومكان لعرض الكتب والأعمال اليدوية اي انه باب رزق للناس، يشجع اليافعين عبر التجمعات لأنهم يميلون إلى إيجاد مكان لقضاء الوقت.

إن بداياته كانت ناجحة لأنه انطلق بروح التعاون الجمعي وحقق للمدينة ظاهرة ثقافية جديدة لم تكن موجودة وخاصة وقف العمليات العسكرية،هكذا قاله المؤرخ والكاتب "مسير ذنون الحاصود" عن بدايات الرصيف.

فيما ينفرد لأمر لاحظه هو أنه عندما دخلت احدى المنظمات وأجرت مسابقة وأصبحت المادة ضمن هذا العمل التطوعي اختلف القائمون على تأسيسه لان المال يفرق ولا يجمع ، فبعد حادثة التكريم خارج العراق انفض عقد الرصيف وأصبح الرصيف مجرد حضور واصطفاف لأخذ صور السيلفي وامور أخرى ليست لها بالثقافة، وغابت عنه الغاية التي تأسس من أجلها .

 

تقرير: عـمـر الـصـالـح

 

 

في المثقف اليوم