تقارير وتحقيقات

صوت العامري صادحا في قاعة اتحاد ادباء كربلاء

ضيف اتحاد ادباء كربلاء يوم السبت 25-6-2022 وعند الساعة السادسة مساء الشاعر العراقي المغترب سامي العامري الذي استوطن بلاد الجرمان منذ عام 1986 وقد افتتحها الشاعر سلام البناي رئيس الاتحاد مرحبا بالشاعر العامري وبالحضور جميعا من ثم طلب مني ان ادير الجلسة وأنادي على الشاعر أن يجلس بجابني واقدمه للحاضرين من الشعراء والكتاب وجمع غفير من المثقفين والشعراء الذين لبوا الدعوة لحضور الامسية حتى امتلأت القاعة بالحاضرين وانا هنا اوجه الشكر الجزيل لكل من حضر من اعضاء اتحاد ادباء كربلاء والاخوة الذين جاءوا من بابل، الشاعر كامل الدليمي والشاعر علي حميد الحمداني، ومن الاسكندرية الشاعر ابراهيم الجنابي والشاعر عمران العبيدي والشاعر سالم سالم حميد ومن الناصرية الباحث والمؤرخ صباح محسن كاظم كما تلقيت عدة رسائل من اصدقاء من الجزائر والمغرب وفلسطين والمانيا وكندا وروسيا ولبنان يباركون هذه المبادرة والاحتفاء بالعامري، وبعد ترحيبي الحار بالشاعر العامري ومرافقيه (ابن عمه كاظم العامري والشاعر علي الزاغيني).3890 سامي العامري

قلت: احبتي واعزائي شعراءنا وكتببنا المحترمين، يسرني ويسعدني ان ادير هذه الامسية التي نحتفي بها بواحد من شعراء العراق المهاجرين المهمين والذي لم يُسلط عليه الاعلام ولم يتناول تجربته الابداعية من النقاد الا ما ندر، سامي العامري هو شاعر عراقي مقيم في ألمانيا، تولُّد بغداد في 27 – 4 - 1960 في قرية أبو غريب غربي بغداد. درس في معهد الإدارة والاقتصاد ولم يتمَّ دراستهُ بسبب ظروف الحرب، سنحت له فرصة عبور الحدود الى إيران عام 1984 واقام في هذا البلد لمدة عامين ثم غادر الى دمشق وبعد ذلك رحل الى المانيا عام 1986 واستقر في هذا البلد منذ ذلك الحين ولحد الان.

من اصداراته:

السكسفون المجنح مجموعة شعرية دار سنابل القاهرة 2004

كما صدرت الطبعة الثانية لنفس المجموعة عام 2010.

في العام نفسه، عام ٢٠١٠ صدرت له ثلاث مجموعات شعرية أخرى كُتبت على مراحل متفرقة وهي كالتالي:

- أعراض حفاوتي بالزنبق - مجموعة شعرية - دار سندباد - القاهرة

- العالَم يحتفل بافتتاح جروحي - مجموعة شعرية - مؤسسة شمس للطباعة والنشر - القاهرة 2010

- أستميحك وردا3895 سامي العامري

وأيضا مجموعة قصصية بعنوان النهر الاول قبل الميلاد. وكذلك رواية مكتوبة بلغة حديثة تحت عنوان : حديث ربة الشفاء صدرت عن دار الحضارة العربية – القاهرة كما أن له مجموعتين شعريتين قادمتين تحملان

1- اوقات من يواقيت

2- آناء الليلك وأطراف الجلنار .......

وكتاب شعري آخر باللغة الالمانية يحمل عنوان:

(قلادة من جزر) Halsketteaus Insln

لم يسبق لي ان التقيت بالعامري من قبل ولكننا كنا نلتقي في كل مساء عبر النت سواء في المواقع الالكترونية المختلفة كالمثقف وغيره او عبر الماسنجر وابدأ كالعادة اسمطه بماء مغلي اهلط به جلده هلطا حتى يصرخ من فوره: كنانويه سأنتف ريشك صدقني، لكنه سرعان ما يتراجع ويقول كنانويه امهلني اصعد الى السطح لأرى النجوم كيف تغمز لي فعندها أعلم أنه حلّق في جنونه واعتلى صهوة القصيدة، فالعامري شاعر سهل العبارة ومفرداته مختارة بعناية حتى لتظن انك تقدر تكتب مثل ما يكتب او تقول مثل ما يقول لكنك لا تستطيع وهذا هو السهل الممتنع، وبينما كنت اتحدث عنه كان هو ينظر الي مبتسما ويتصبب عرقا، فقلتُ ما بك؟ قال شدة سمطك آلمتني ومن جراء ذلك تهرأ جلدي وضحكنا، بعد ذلك طلبت منه ان يسمعنا ما احضر لنا من شعر فاختار ما طاب له من قصائده التي القاها على مسامع الحاضرين بطريقته النعناعية وبحركاته التي كانت تماثل تماما صور القصيدة . فقرأ عدة قصائد نالت اعجاب الحاضرين.3894 سامي العامري

وقد قدم الدكتور عمار الياسري شهادة بحق كتاب العامري الموسوم (النهر الاول قبل الميلاد).

وكذلك قال فيه الشاعر عبد الحسين خلف الدعمي قولا جميلا في مداخلته (سامي العامري شاعر تأملي).

 بينما الشاعر علي حسين الخباز قال عنه: لقد كتبت دراسة مستفيضة عن الشاعر سامي العامري عام 2011 ونشرتها في مركز النور وختم حديثه بالترحيب بالعامري بين اصدقائه في اتحاد ادباء كربلاء.

كما شارك من الناصرية المؤرخ والناقد صباح محسن كاظم بقراءة نقدية عن شاعرية العامري بالقول: مساء الورد لجميع الحضور ونحن نحتفي بصاحب أستميحك وردا ..الشاعر الذي يعبر بنصوصه عن عبق وضوع وأريج الورد رغم الإغتراب، والتشظي بين مكانين (الوطن -الغربة) لكن بقي شاعرنا الذي أسميته الحكيم الصوفي الشفيف وهو يمتح من الألم الرافديني بسبب الهجرة من الدكتاتورية التي جعلت الذاكرة مسكونه بالأمكنة والإرتباط المشيمي، عرفته للوهلة الأولى من مركز النور و موقع المثقف في ٢٠٠٧ حيث كنا نتبارى لرؤية نصوصه ..الحدسية ..العرفانية3891 العامري وصباج كاظم

الصوفية بشفافية قلب ينبض بحبه رغم ألمه وفراقه ..شكل مع حبيبنا يحيى السماوي ونخبة من شعراء الداخل حزمة ثقافية تربطهم أواصر الوعي والحكمة ..شاعر منحاز للمعنى، شاعر منحاز لجدوى الشعر، كتبت عنه بموسوعة فنارات في الثقافة العراقية والعربية -دراسات نقدية صدر في ٢ ٢٠١ نشرت قبلها بسنوات بالنور، وأتيت من الناصرية مدينة الشعر لأهديه نسخته التي إحتفظت بها لسنوات بوعده زيارة العراق ..قراءة وصفية لشعر سامي العامري في إغترابه، بالطبع خلال العشرة أعوام ظهرت عدة مدارس نقدية مابعد الكولونيالية تتمثل بالمنهج التكاملي الإجرائي،أو النظرية الذرائعية بالنقد لعبد الرزاق الغالبي، في ١٢ صفحة إستطعت تلمس شعرية المغترب سامي العامري ولا يمكن قراءة ذلك بالأمسية لفسح المجالات للأوراق النقدية الأخرى.....

اما علي لفته سعيد الذي اطلع على مجموعته الشعرية (استميحكِ وردا) قد قال في مداخلته: يتمتع سامي العامري بخصوبة عالية في كتابة قصيدة التفعيلة.. نعم هو ينبته الى القافية والوزن لكن كمية الشعر فيها كبيرة لأنه يبحث عن فكرة لا يبحث عن مفردات مموسقة.. وهو ايضا يحاول ان يكون فاعلا في غربته من خلال الشعر.. خاصة وان المعرفة الشخصية به كشاعر مغترب تجعل المتلقي يذهب مباشرة الى موضوعة الحنين.. ولهذا فان القصيدة لديه ما بين العرفانية والفلسفة مثلما ما بين اليومي والمباشر.. ولهذا فان الشعر لديه رسالة داخلية بالعامري .3892 علي لفته وسامي العامري

أما الشاعر علي حميد الحمداني فقد كتب قائلا (العامري كان تلقائيا جدا وطفلا مدهشا ومندهشا يجلس ازاء جمهور مثقف بثقافة مشوشة زرعتها ظروفنا الداخلية في قناعاتنا فأصبحنا نعتقد ان الظاهرة الصوتية لا بد أن تكون احدى ادوات الشاعر.. لكن سامي العامري عكس الصورة واعادنا ٤٠ عاما في عمق ذاكرتنا حيث كانت الكلمة هي الاساس..

لقد ابكاني العامري في قصيدته الاخيرة (اوصيك يا جرحي) ولمس عصبا حيويا مؤلما في ذواتنا واعاد الينا بعض انسانيتنا التي اختبأت خائفةً منا ومن جبروت لا مبالاتنا.. سامي العامري فيلسوف يقف بنصوصه على طرف نقيض من فلسفة (تفاهة الشر) التي استشرت فينا كمجتمع لذلك احسسنا به غريبا بيننا رغم ان سامي العامري هو نسختنا البريئة قبل نصف قرن.

شكرا لك لأنك احضرته وحين احضرته أحضرت معك ذواتنا المفقودة منذ عقود).

وفي الختام قدم الشاعر علي حسين الخباز شهادة تقديرية للشاعر العامري.

3893 سامي العامري

حمودي الكناني – قاص وشاعر

 

في المثقف اليوم