أخبار ثقافية

افتتاح معرض الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة

الفن سؤال الذات وهي تلمح شيئا من تداعياتها في ليل الأكوان..الفن فكرة القلب المتجول في أمكنة أحاسيسه ..و الفن محض قلق حيث الأشياء تشهد اندثار كلماتها ومعانيها ليكون التلوين عبارات مفتوحة على الدهشة تنطلق ب" لماذا " و" كيف " و" متى "..

الفن بهذه المعاني يفضي الى عوالم فيها من الوعي ما به تبدو الفكرة وهي تنحت عناوينها بكثير من البحث على هيئة من التذكر حفرا في الذاكرة ونبشا في الجواهر بغرض استعادة النظر تجاه ما مضى كي لا يضيع ..انها أهمية الفن في تجديد النظر تجاه الأشياء والأحوال  والعناصر والتفاصيل.

هكذا عن للفنان الكامن في الطفل أن يطرح السؤال تلو الآخر في مدينته الضاربة في أعماق التواريخ بكثير من الحسرة والآه بعد سفر ليلمس شيئا من فراغ الروح والاهمال والضياع..

انه الضياع الحضاري حيث لا أثر يذكر لمدونة تاريخية من الآثار والمواد والأشياء تعكس هذا الزخم الحضاري والتاريخي لمسقط الرأس.

نعني هنا المهدية وابنها الفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة الذي راعه بعد سفر الى مصر التي بها قاهرة المعز ما تشهده معالمها من اهتمام ووعي بالأهمية تجاهها وتعهد في حين يرى عكس ذلك في بلدته التي تروي شيئا من سيرة الفاطميين .

هكذا عاد بوعيه الفني التشكيلي الجمالي منبها هنا الى قيمة استعادة المكان والمعلم من حيث العناية وابراز ما يشير الى العراقة والقيمة..و هكذا جاءت الفكرة المشروع من خلال هذه الحكاية التشكيلية والجمالية وفي أسلوب مرح وبه الكثير من التلقائية والعمق بما يعيد للذاكرة ألقها وحضورها القوي في حاضر الناس وراهن أحوالهم وشؤونهم وشجونهم...  وفواطم عنوان المعرض احالة على حقبة الدولة الفاطمية والرسومات هي عبارة على رحلة بين الماضي والحاضر مع توظيف لوقائع مقتبسة من الحياة اليومية

والأساطير والخرافات والأحداث الواقعية...

تخير الفنان خوجة هذا المعرض لهذه الحكاية حيث توزعت الأعمال الفنية على فضاء العرض برواق البالماريوم ليكون الافتتاح في ليلة رمضانية ليوم السبت 16 أفريل الجاري وذلك بتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وبلدية تونس ووزارة الشؤون الثقافية وفق عنوان لافت هو " فواطم " نسبة للدولة الفاطمية .

لوحات ومجسمات برسوم معبرة في تلوين متناسق وبكثير من الشغف الطفولي للقول بالحكاية الفاطمية بين المهدية والقاهرة حيث السقيفة الكحلة وباب زويلة وشارع المعز والمعالم الدالة هنا وهناك على الجواهر في المسيرة التاريخية..و المتجول بين مختلف الأعمال المقدمة هنا في هذا المعرض للفنان التشكيلي محمد أكرم خوجة يلمس أحساسه الدفين  وعيه الجمالي التاريخي والقيمي تجاه المشترك لأجل أن لا يندثر وتسقط بالتالي جوانب من القيمة..و المجد.

المعرض يتواصل الى غاية يوم 10 ماي المقبل وسيتنقل بعد ذلك بين جهات ومدن تونسية هي سوسة ونابل والقيروان وجربة..

و عن هذه التجربة وهذا المعرض يقول الفنان محمد أكرم خوجة"...هو مشروع لمعرض متنقل بين الجهات تونس سوسة نابل القيروان جربة ...و الفكرة انطلقت من رحلة إلى مصر حين اطلعت على تاريخ الفاطميين من خلال زيارتي لشارع المعز وباب زويلة فوجدت مكانا محافظا على هندسته ورونقه وحضارته التاريخية من خلال المباني وكل شيء وعند ررجوعي الى المهدية أردت فهم لماذا حافظت مصر على القيمة التاريخية ونحن لم نعد قادرين على المحافظة على المكان التاريخي فقمت بزيارة إلى المتحف بالمهدية ومن هنا بدأت أفكر جيدا في الطرح ..قمت بالاستعانة بالمنمنمات والصور الكاريكاتورية وثنائيات الحياة والموت و الإنسان والحيوان والأرض والسماء ... استعملت عدة تقنيات من الرسم على القماش النحت الفيديو والرسم على الأواني الفخارية ..و العمل التشكيلي على لوحات هي مقتبسة من العادات والتقاليد في الحياة اليومية بطابع نقدي وساخر مع الاعتماد على ألوان تدخل البهجة...".

معرض ضمن بحث وفكرة لفنان بحساسية عالية حيث الفن لديه ابداع وشهادة وبحث عن المهدد بالنسيان والاندثار في ظل الصخب والفوضى والتداعيات المربكة.

الفنان خوجة له تجارب فنية وهو الذي تشرب من جمال المهدية وسحر بحرها ليرسمها بقلبه في أشكال متعددة وهو يدير الآن رواق الفنون علي خوجة والده الرسام الشهير الراحل ..و شارك اكرم في عديد الملتقيات الفنية التشكيلية والمعارض الجماعية فضلا عن معارضه الشخصية والخاصة بأعماله والى جانب ذلك هو يدير أيام للفنون التشكيلية ضمن مهرجان عيد البحر بالمهدية.

***

شمس الدين العوني

 

في المثقف اليوم