أخبار ثقافية

أنشطة وأعمال الفنانة التشكيلية ايناس الأزرق

- تعددت مشاركاتها بين المعارض الخاصة والجماعية وفق خصوصية عملها الفني ..

- مشهديات تشكيلية فيها الكثير من الصدق والرغبة في الافصاح عن عالم به شؤون وشجون..

من شرفة القلب يمكن للكائن أن يطل على حيز من تفاصيل وعناصر تقول بالنظر وهو يشهد تجليات الحال في حكائية تنهل من ينابيع شتى..ها هي المشاهد التي ظلت على سحرها الدفين قي شاعرية الوجد والدواخل حيث الألوان والتفاصيل كون رقص عظيم زمن الانحدار والسقوط والتداعيات المريبة..

ثمة هيام وبهاء وامرأة بحالاتها تضيء كل الجهات..ثمة شجن جميل يملأ الأمكنة..كيف للقلب عندئذ أن يقول شجونه والطفلة ترفع أصواتها في نواح  خافت يجرح سكينة الأشياء وهدوء الأرجاء .

بالتلوين تبرز مكانة ما تعودته العين الباحثة عن الألق الخفي والمبثوث في الشواسع كالسحر..الألق الذي يهمله الآخرون في ليل نظرهو وغفلة خواسهم حيث ضجيج عارم يغطي جواهر أشياء كثيرة..

انها فكرة التلوين حين تستجيب لها أحاسيس ضتى داخل كائن لا يرتجي غير القول بالقيمة والجوهر والحميمي والجميل الذي رافق ذاكرتنا طيلة أزمنة شتى فلا مجال اذن لغير القول بالنشيد يحرك الكامن في الذات من مواويل وحكايات من ذهب الأزمنة .. وهل للأزمنة من نشيد غير البهاء اللوني يعانق بياض الحال يعلي من القيمة ويذهب سريعا تجاه العناوين العالية..عناوين ما بقي من مجد القلب وهو ينحت تمثال نبضاته بجميل اللون ورقصاته على هيئة سمفونية نسميها حينا الحنين .. وأحيانا أخرى نسميها الوجد في سفره المفتوح ..

تعددت مشاركات الفنانة التشكيلية ايناس الأزرق ومنها المعارض الخاصة والجماعية واشتغلت على المرأة وحالاتها والتراث والمدينة وجمال المشاهد في تلوين به الكثير من حميمية الأشياء وجمالية التعاطي وفق تعبيرية بينة تقول بالشغف الكامن في ذات الفنانة  بالرسم وعوالمه ..هي المرأة في مشهدية لونية حيث الزخارف وجمال النقوش والاطلالة البهية على موسيقى وايقاع مدينة تونس الجميلة بأزقتها وقبابها وناسها وصخبها القديم الهادئ كموسيقى الأرجاء الناعمة..4010 ايناس الازرق

".. من شرفة بالقلب..يعلي اللون من شأن دهشاته

حيث مدينة ونساء وقباب وحالات شتى لنشيد ملون ندعوه مرارا..

لنسميه الحنين .. وفسحة هذا القلب المكلل بالأغاني..و الشجن المبين.." .

نعم ..هي فكرة التلوين عندما همت الطفلة بالجمال الكامن في المشاهد ..فمن شباك تنعم هي بالنظر لترى المرأة وهي تحكي خيزا من سيرتها التونسية وقد أمسكت بخيوط اللعبة..لعبة القول بجمال التفاصيل ..و هي تفعل كل ذلك فانها تفصح عن وجيعتها وحزنها المخفي وشجنها المبين ..هكذا هي الألوان لديها ..نظر وتأمل قتلا للبشاعة والكامن فينا من فوضى وضجيج.

الفنانة هذه ..ايناس الأزرق ونحن نمضي معها في فسحتها التلوينية نلمس حرصها ودأبها منذ سنوات تجاه القول الملون للتعبير عن ذاتها في مشهديات تشكيلية فيها الكثير من الصدق والرغبة..الرغبة في الافصاح عن كل ما يعتمل في عالمها من شؤون وشجون.

و الرسامة ايناس الأزرق أصيلة مدينة منزل النور متحصلة على الاستاذية في المالية من المعهد الاعلى للتصرف وشهادة في المرحلة الثالثة من المدرسة الوطنية للديوانة. فنانة تشكيلية عصامية  تقول ".. عشقي الرسم بالفطرة. وبدأ دخولي عالم الفن التشكيلي من خلال انضمامي لنادي الرسم بالمعهد الثانوي الذي كنت أدرس فيه فمارست مختلف التقنيات ورسمت وفق مختلف المدارس وشاركت بعدة معارض. وبسبب دخولي الجامعة ثم التزاماتي المهنية انقطعت عن ممارسة الرسم ولسنوات طويلة وكانت العودة حين زرت صدفة الرسام التونسي الكبير محمد الرصايصي في مرسمه فاعادني الى عالمي وكان من اكبر المشجعين لي. وبما ان المبدع لا بد له من حصيلة علمية تاريخية وتراثية وبيئية وهو عامل أساسي في منتجه تأثرت لا اراديا بالمشهد التونسي فتجدني ارسم التراث الحديث في معظم لوحاتي . كما تحتل المرأة مساحة حقيقية وحضرت بقوة في أعمالي فالمراة تشكل عنصر القوة التعبيرية والقوة الشعورية وهي ابهج ما في الحياة. ويتناول فني الطابع التعبيري فأنا لا أبحث عن التجديد بل قوة التعبير ..".

هذا شيء من دفتر الرغبات لفنانة تعلي من قيمة الأشياء تحمل في ذاتها كونا من الحلم والنشيد بوجه الصخب والسقوط والفراغ..الرسم فكرتها لتجميل العالم وترميم ما تداعى بدواخلها من البهاء ..و الحلم..

***

شمس الدين العوني

في المثقف اليوم