ثقافة صحية

تأثير تغير المناخ على صحة السائح

كثيرة هي الاخطار الصحية التي يتعرض لها عموم البشر تحت تأثير ظاهرة تغير المناخ والاحترار العالمي، ومنهم السياح طبعا. إذ ينسب إلى هذه الظاهرة الكثير من التغيرات التي تطرأ على ديناميكية الامراض المعدية والاوبئة مع ازدياد عدوانيتها وشراستها على نحو ملحوظ، وأيضا توسع النطاق الجغرافي للأمراض المنقولة بالنواقل (البعوض، القراد، الذباب...) وإطالة مواسم انتقالها (الملاريا، حمى الضنك، التشيكونغونيا، مرض النوم، الحمى الصفراء، الكوليرا....) مع حدوث تطورات وراثية في بعض أنواع البكتريا والفيروسات لتزداد ضراوة ووحشية، ولتصبح أكثر مقاومة للأدوية، وأكثر بقاء في الطبيعة، وبالنتيجة يتفاقم عدد الضحايا بين صفوف البشر، ومنهم السياح أثناء سفرهم وحلهم وترحالهم وإقامتهم واختلاطهم بمختلف الناس. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتوفى بحدود ربع مليون إنسان سنويا على نحو إضافي خلال الفترة الممتدة من عام 2030 إلى 2050 بسبب الاجهاد الحراري (التعرض لحرارة عالية) والملاريا والاسهال وسوء التغذية. ومن آثار ظاهرة تغير المناخ والاحتباس الحراري: حصول اختلالات في الظروف المناخية المتعلقة بأنماط الرياح وهطول الامطار والثلوج والحرارة التي شهدت موجات شديدة، وحدوث الفيضانات العارمة والجفاف الشديد، وتآكل الشواطئ وتبييض الشعاب المرجانية، وتدمير الحياة البرية، وارتفاع منسوب مياه البحر، وانهيار النظم البيئية. وعليه ازدادت احتمالات إصابة السياح بالجفاف وضربات الشمس نتيجة لأرتفاع وتيرة موجات الحر، وأيضا حروق الشمس وتلف الجلد وظهور التصبغات الجلدية وغيرها نتيجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس لفترات طويلة، بالإضافة إلى الامراض التنفسية والقلبية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض والجو، وارتفاع احتمالات الإصابة بالأمراض المنتقلة عن طريق الأغذية والاشربة (أمراض العدوى الغذائية) بسبب التلوث وارتفاع درجة الحرارة وتراجع السلامة الغذائية، وما تصاحبها من أعراض مزعجة في ظروف السفر مثل القيء والاسهال والمغص المعوي والغثيان وارتفاع درجة الحرارة.

***

بنيامين يوخنا دانيال

في المثقف اليوم