صحيفة المثقف

الألوان .. والمزاج

افراد العائلة قد تكون لها علاقة بألوان البيت؟!

جرّب أن تدخل حديقة مزروعة بورد الجوري فقط، وأخرى مزروعة بالقرنفل الأحمر والبنفسجي، والياسمين الأبيض، والجوري الرمّاني، والكردينيا الأبيض ..ولاحظ مزاجك في الحالين .اكيد سيكون مزاجك رائقا في الحديقة المتعددة الألوان  . وهذا يعني أن اللون يؤثر في مزاجك او حالتك النفسية .والدليل على ذلك أننا اذا صنفنا الألوان الى حارة مثل : الأحمر والبرتقالي، وباردة مثل : الأزرق والأخضر، فان اختلاف الناس في تفضيلهم للون معين له علاقة بنوع مزاجهم، اذ تبين أن الانبساطيين ..يعني المرحين، يفضلون اللوحات الزاهية الملونة فيما يفضل الانطوائيون اللوحات المعتمة وألوان البني والزيتوني والبيج. والسبب، أن الجهاز العصبي عند الانطوائي يكون حساسا ونشطا وعليه فانه يتجنب الألوان الصارخة مثل الأحمر فيما يكون عند الانبساطي اقل تحسسا للاستثارة فيسعى لمشاهدة الألوان الزاهية والبراقة بهدف تنشيطه .

ويبدو أن الاناث يختلفن عن الذكور في تفضيلهن للألوان :فهن يفضلن الخفيفة منها مثل الوردي والأزرق الفاتح فيما يفضل الذكور الألوان الأكثر كثافة مثل الأزرق النيلي والجوزي.

وهنالك اعتقاد بأن لكل لون دلالة خاصة به . فالأحمر مثلا يدل على (الثورة) ولهذا اتخذته بعض الحركات الثورية رمزا لها .او قد يعبر عن غضب شديد او الحاجة الى الدفء والمحبة ..وقد يرمز الى القلب بدليل انك تهدي من تحب وردة حمراء!.

واذا اعتبرنا اللون هو في الأصل ضوء (وهو كذلك فعلا) فان هناك غددا معينة في جسم الإنسان يؤثر عليها الضوء الذي يعد مصدر الألوان ويحفزها على إفراز هرمونات معينة . ولذلك نجد الإنسان يميل إلى الحيوية والنشاط في النهار ويميل إلى الهدوء والسكون في الليل.

ومعلومة جديدة قيد الدراسة تقول : إن كل عضو او عظمة او عضلة في جسدنا له ذبذبة محددة تتوافق في ترددها مع أحد الألوان . وعليه فان المرض يحدث عندما يتغير التردد أو الذبذبة في أي جزء من أجزاء الجسم، ويتم علاج المرض ببساطة عن طريق إمداد ذلك الجزء بلونه المناسب له . فالذي يشكو من مرض القلب قد يعالجوه باللون البرتقالي لأنه منشط للقلب !. ولا تستبعد حضرتك يأتي يوم نعالج مزاجك (ضايج مثلا) بلون معين . واحتمال أن مزاجك سيدتي (المضوجك) سببه لون ملابسك !. او اذا كان (أبو الجهال قالب خلقته)..فقد يكون السبب لون غرفة النوم مثلا . فاللون الأحمر هو  أعلى الألوان طاقة ً ولذلك لا يناسب غرف النوم وأماكن الراحة والاسترخاء لأنه يصدر ذبذبات عالية قد تؤدي الى زيادة في حركة ونشاط الخلايا وتسارع دقات القلب، وبالتالي فان النوم في غرفة مطلية باللون الأحمر قد تؤدي الى الأرق والكوابيس والأحلام المزعجة .. بينما اللون الأزرق السمائي يقلل من الشعور بالغضب ويجعلك تميل للهدوء. واللون الأزرق الغامق يناسب  الأشخاص  العصبيين  ويقلل من سلوكهم العدواني ويلطف الجو ويبرّد الأعصاب وبالأخص الذين يعيشون في  اجواء حارة ورطبة ..مثل البصرة !(ولوكل أهل البصرة خفيفي الدم).

ونصيحه أخرى لك سيدتي: لا تجعلي ستائر الغرف بلون واحد، حاولي تشكيلها بلونين منسجمين. (بس مو تلحّين عالرجّال يبدّل الستائر وتذبيها براسي وتقوليله: ابو علم النفس قال!.).

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1300 الخميس 28/01/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم