صحيفة المثقف

كلمة استذكارلارواح شهداءالطائفة والوطن بمناسبة ذكرى 8 شباط عام 63 المشؤوم

صلة بالمصالح العريضة للناس وعندما تصبح القضية في اطار الوطن والحقوق المشروعة فان تلك التضحية تعبر عن فهم ووعي حقيقي بالدور الذي تؤدي الشهادة في تحقيق تلك الاهداف المشروعة مثلما تعزز القدرات الجماهيرية والشعبية وتمدها بالعزيمة والدعم المعنوي المنقطع النظير كيما تسير الدماء في عروق الثورة وتلك هي قضية الانتصار ونقطة الحسم التاريخي في التضحية.

 

 قدم النظام الطاغوتي على جريمة بشعة على طريق جرائمه وسجله المعزز بالخزي والعار حينما اعدم مجموعة من الشباب والشابات من أبناء ألطائفه خلال فترة حكمه التي استمرت أكثر من اثلاثة عقود ودخوله في معارك استمرت ثمان سنوات راح ضحيتها خيرة شباب الطائفه

ونضال هؤلاء المندائيين يأتي ضمن نشاطات شملت الساحة العراقية في موجة تعبئة جماهيرية اذ كانت السلطة المقبورة تعتقد ان حملت الاعدامات هذه تنهي وتصفي الحركة التحررية ومحوها من الوجود اولا و ثانيا لكن نضالات شعبنا بينت ان ما تتصوره السلطة الغاشمة هو مجرد اوهام سرعان ما تتبخر وتنكسر مشاريعها على صخرة الصمود الاسطوري للشعب العراقي وقواه التقدمية وهي مؤشرات اقلقت السلطة التي شرعت بابتكار ابشع وسائل القهر والقمع التي تفننت في صناعتها من اجل مصادرة ارادة الشعب فالمعروف ان كل الاعيب السلطة والبعث والنفح الايديولوجي المنظر بابعاد نفسية ونفعية لم

تنفع مع الشعب وقواه الواعية والمناضلة. لقد سطر اولئك الشهداء صفحات تاريخية ستظل شامخة في ذاكرة المندائيين و الشعب العراقي كونها مشعلا اخر على طريق الحرية وسط محنة صعبة وقاهرة مر بها الشعب العرقي أبان الحكم الصدامي

ان حجم تلك التضحيات في ظل تلك الظروف الحالكة يعطي زخما يخترق في مدياته اعداد الشهداء في سوح النضال وجزء من دولاب الضيم الطاحن للعشرات والمئات والالوف من قوافل المناضلين الذين وهبوا حياتهم من اجل حياة الاخرين اولئك المناضلين هم الذين يمنحون الحياة المواصلة والتعلم على حب الناس وحب الخيروحب الوطن . فتحيةالى شهداء أبناء طائفتنا والى كل شهداء شعبنا العراقي وكل حر شريف يبحث في قضية الوطن والحرية والناس.

 

نحن هنا من هذا المنبر الحر نستحضر ذكرى شهدائنا الميامين، فاننا نتذكرهم في كل يوم بل في كل لحظة , ويجب أن نجتمع في كل عام لنخلدهم جميعا , في محاولة منا نحن ذوي الضحايا البررة لإرساء هذا التقليد كي يبقى عبرة للأجيال القادمة , وعظة لكل الحكام المستبدين , وعلينا جميعا ً امهات وأخوات وآباء وأبناء ’ أحزابا ً ومؤسسات مدنية وإجتماعية واجبا ً ومسؤولية أخلاقية في آن واحد في فضح ما تعرض له شعبنا العراقي بكل تلاوينه بشكل عام ونحن المندائيين بشكل خاص، لاننا تعرضنا لاضطهاد مزدوج بسبب الانتماء الطائفي والسياسي علاوة على مواقفنا السياسية الوطنية الغير مهاد

نة للنظام الفاشي منذ بدايات ظهوره في الساحة السياسية العراقية، واستيلائه على الحكم ، وصنعه حماماته الاولى، من دم الشرفاء من أبناء هذا الوطن.

لا بل ورغم سقوط الصنم .. الا ان يد الارهاب والقتل ما زال ممعناً في سفك دماءنا وانتم وجميع العالم رأى كيف استهدفت مناطقنا في بغداد والبصره وبقية المحافظات بعمليات متعاقبة خلال

الفترة الاخيرة ذهبت ضحيتها عشرات الارواح البريئة

التي كل ذنبها انها تنتمي الى هذا الوطن والطائفة المظلومة. نعم دماءنا ابت سوى ان تشارك وتختلط بشهداء العراق من جنوبه الى شماله من شرقه الى غربه.. وبدماء كافة تلاوين هذا الشعب الابي .

يامن تعز عليكم ذكرى شهدائنا الميامين وانتم في الوطن الذي أبتلي بإرهاب أعمى وحاقد يطال الجميع أن ترفعوا أصواتكم للجم الفتنة الطائفية التي تنخر بشعبنا وتقف حجر عثرة في المطالبة بحقوق الشهداء والتي هي ذمة في رقابنا.

 

ونحن نطالب من هذا المنبر الجهات المختصة والمسؤؤلة بأن تولي عناية فائقة بذوي الشهداء ان تخصص مكانا لائقا لقبور الضحايا وجعلها معلما ً للزيارة لأن الشهداء الذين ذهبوا ضحية الحقد الأعمى والأهوج هم أوسمتنا التي تطرز صدورنا وهم نجوم في سماواتنا ..

وليقف الجميع من أبناء الوطن وبمختلف مكوناتهم وهم يعيدون أستذكار تلك المجازر الفاشية البشعة وتلك الأيام الدامية في 8من شباط عام 63 بوجه أية محاولة للعودة بالوطن من جديد الى دروب الآلام والخسائر البشرية والتضحيات الأليمة التي لاتزال تعصف بالعراقيين على أيدي قوى الأرهاب والجريمة والتطرف الديني وتحت شعارات بائسة لا تختلف في مضامينها عما نادى به الفاشيون في عام 1963 وما يسعون اليه الآن تحت مسميات و دروب جديدة

 

 

المجد والخلود لشهداء أبناء طائفتنا

المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنيه

المجد والخلود لكل شهداء العراق

 

خليل ابراهيم الحلي /سدني 2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1311 الاثنين 08/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم