صحيفة المثقف

كش ملك

لكن تلك الدول لاتكتفي بالجغرفة وحدها، ولست مهتمة حتى بصنع تاريخ جديد مع العراق، انها جميعا تتناقفس فيما بينها من جهة، ومع امريكا من جهة اخرى، في ايهما ستكون سقفاً لذلك الصندوق، بعد ان حاولت تدمير قاعدته

ب(القاعدة) وانتحارييها . 

لاشك انه وضع مثالي، فاذا كانت الدكتاتورية العراقية قد الحقت اضراراً بتلك الدول، فإن الديمقراطية قد اصبحت بالنسبة لها استثماراً مربحاً على اكثر من صعيد، فخارطة الوضع السياسي العراقي تشير بما يشبه المؤكد ان اي طرف لن يستطيع الاكتساح في مستوى الاصوات، وبالتالي فجميع  الفائزين محكومون  بالتفاهمات المسبقة والمحاصصة الداخلية التي تعني ترجمتها محاصصة خارجية كذلك .

لاشيء معقد في حسابات من هذا النوع، فما تدفعه تلك الدول من مال، ستجنيه مضاعفا في اتجاهين : نفوذ اً سياسياعلى مستوى القرار العراقي، وربحا مالياً صافياً يأتي من استثمارات تحققها شركات وتجار تلك الدول،بدفع ومساعدة من

 (الحلفاء) الذين سبق مساعدتهم .

كان الخطر العراقي يأتي اساسا من (فايروس) الديمقراطية كما اطلق عليه – بتبعيته الفيدرالية كذلك - لكن هذا الخطر شهد تراجعاً تأثيرياً ملحوظاً بعد ان استطاعت الانظمة التي كانت تخشى ان يطالها من العراق، التعامل معه وحصره ضمن المساحة العراقية، بل والتلاعب بمقداره ونتاجه حتى داخل مصدره ذاته – اي العراق - .

لكن هناك خطراً مازال قائماً : انطلاق الروح العراقية التي قد تجعل العراقيين يلتفون حول برنامج وطني يلفظ اولئك المراهنين على دول الجوار والذين يشكلون

(دفرسوارا) في الوضع العراقي يعيق بدوره التطورالوطني، ثم استقرار الوضع العراقي امنياً وسياسيا مما يهدد بجعل العراق (عملاقاً) اقليمياً في المجال الاقتصادي، ليس بإمكانه ان يستغني عّما تنتجه دوال الجوار وحسب، بل يصبح منافسأ قوياً لها، خاصة بعد ان اشارت التقارير انه سيكون البلد الاول المصدر للنفط .

لذا واستباقاً لما سيحصل، تتسابق دول الجوار من اجل ضخ المزيد من (الاصدقاء) في مفاصل العملية السياسية العراقية، كي تكون حصتها مجزية في التقسيمات القادمة .

لكن المشكلة فيما لو سجل طرف محسوب على  احد اضلاع الصندوق انتصارا ً حاسماً قد يهدد بتضاؤل أو حرمان الاضلاع الاخرى من حصصها المنتظرة، عندها سيلجأ الطرف الاقليمي الخاسر الى رفع وتيرة الصراخ – السياسي أو العملياتي – بحناجر حلفائه من الكتل السياسية .

وعلى هذه  الوليمة (ركض) احد قادة الكتل السياسية (الكبرى) الى ملك الضلع الجنوبي ليضع معه اللمسات الأخيرة قبيل (ركضة طويريج) الانتخابية - مع بعد الدافع والتشبيه - وطبعا لن ينسى المرور أو الاتصال بضلعنا الغربي للغاية ذاتها .

أما نحن العراقيين، ساكني قلب الصندوق ومانحيه اهميته وقوته وسبب التنافس عليه، فليس هناك الكثير من بيننا قد يرضى أن تأتينا المباركة ممن تسببوا بكسر ضلوع اطفالنا وتمزيق اشلائنا بما ارسلوه من مفخخاتهم، وسنتسبب حتما بكسر تلك الاضلاع لنجعل من الصندوق العراقي  بلاداً شاسعة  يدخلها ضياء الحرية من كل جهة، أما من يريد بيعنا فسنقول له: كش--  انت و ملوكك .

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1326 الثلاثاء 23/02/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم