صحيفة المثقف

بَهجةٌ تتمطى على جناح الفجيعة ..

اليوم أريد أن أكذّب ظنونَ قَلمي  ووشاية عمره الغاطس في حِبر الشبهات .

أريد  أن أقف عاريا،  أصرخ  بجملة  ترنّ في أذنيّ  ...جملة واحدة .. كعزيز أمه ووحيد قومه وفارس حبيبته .

... الأقلام إستطالت، َبريْتَها واحدا إثر فجيعة، أغمست روؤسها في التيه،أرضعتها من حليب شكيّ . ومن سكون ليلي الى مآلِ قلقي،  شَحَذتها بمراعي الخيال ..

......

إسرحي  أيتها الأقلام  في حضرة بهجتي.... ويا بهجتي لا تشحيّ  على أقلامي  بنعمة  الجنون .

دعني أيها الألم  أتنفس غار الحب، أو فضاء الخردل ..

أنا في  الكوّة ...،  أنظر الى بهجتي  َتتطوح... خجولة، لاتعرف  ِسرَ مدادها ، لا سر الأقلام، لا زئبق النوايا، ولا الحبر الذي تخمّر في الذاكرة.َ

َمنْ َأقام لأحلامنا  أسوارا ؟،  منْ غفا  في جفوننا ؟، منْ إستباح  ربيع الكلمات.؟؟

...........

دعني  أيها اليوم  أتمطّى على  ظنوني ..،

لن أتوب منكَ، فلا تدعْ  أقلامي  تنام  في يقين مآربكَ،

لنذهب الى أكليل الشك والشوك  والحبر السري...

......

أقلام وفيرة  لترّتيق جرح واحد، لكتابة حكاية واحدة !!

محبرة واحدة  لهبوب عاصفة الألم .

.......

 قَبيلةُ أقلامٍ، من رصاص القلب وشمع الذاكرة،

 أقلام  ومحبرة واحدة . أعناق تتأرجح..

 أقلام  ووهم واحد ... شكٌّ مديد .. وظنون تدلّت على مائدتي .

.........

أقلام لفرحة وحيدة،

مَنْ يرقصُ  لمنْ؟

..........

أردتُ أن  أكتري ساعة  ..

الساعة نائمة في الوقت، الوقت رقّاصٌ  َيلدغ نبض البهجة وحائط الإنتظار.

المحبرة الناشفة من: الصوت....  من الحلم،  تذهب الى مسائها الثقيل  كحبر مُعتّق.

وأنا.... كما أنا ....

أرقصُ لأُعيد لبهجتي رشاقتها، أرحلُ كي لا ألعق  جروحي.

أنا السائر الى ساعة  لا يلمُّها مِعصم، وبهجتي  بيدي .

انا الذي أقايض العالم  بمسراتي .

إلملّم  جراحي وأطرز هوائي  وأعقد ضفيرة نافذتي بالشمس .

أصفرٌ حقلي  وسنابلي خضراء

............

يومي  غزال أرعن .

أكدس خساراتي على  ِقوامه،  وأكتري ساعة !.

ساعة حرون  وزمن من نحاس!!

وأنا الذي  يريد إنتزاع  البهجة  من أقلامه الفارعة بالرصاص والمكائد !

...........

لو نَدري أن المحبةَ قارب مثقوب  ..، لوندري أن  رمال السواحل مُحرِقة،

  لَتركنا  أقدامنا  هناك ....،

حيث الألمُ   َيعصر أخر قميص للفتنة، و يَطوي أشرعته  وأقنعته ومراكبه.

هناك .. حيث  الجرح  بقدر إحتمالنا،

 نحاول الضحك على جراحنا .، ُنلملّم الدرس من أقصى الموج الى يمين الآهات ......

ِسفرٌ  من  التراجيديا  وفصول من الكوميديا .

..........

نحن ننسى

 والحب ُيذكّرنا  ويعلّمنا" ألآه "...،  ننسى ويذكّرنا الطريق بالمحطات ..

.. نحن هنا.... نقرفص على ماتبقى، وننحني على الذي يريد الهروب منا.

نسافر في الحلم والسواحل تكوي جلودنا،  والشمس  تُبخّر أسئلتنا .

على المدى والأفق يزرّق ويتكور.

 نحمل بعضنا إشارة ورمزا، نطوف بنا على أرواحنا .

 عاشقون  من أزل الكلمة ..عاشقون  من أول  البدء.

كيف تكون الكلمة  حِصانا تتعبه النوايا ؟

كيف يكون الجسد مقبرة للإشارة ؟

.......

قالوا لنا  يوما: إن الحب مرّة  واحدة، ضحكنا من سذاجة أسلافنا، إستلقينا على قََفانا..

 فشعرنا بحرارة الوصية  ووجع النسيان .

........

.. لو أدري أن أقلامي التي َبريتها ستكون رماحا في خاصرتي،

لو أدري أن الاقلام التي  أَرضعتها حبر روحي، تنازعني  الساعة على قلقي!

لو أدري أن  المحبرة التي ملأتها بهوسي وجنوني تناكدني على شكوكي  .

..........

هارب  ببهجتي الى أقصى الموج ..

هارب بفجيعتي .. كي أعيد للشمس  خضرتها، لقميصي المعروق  جفافه الأكيد ...لقلبي بياضه ..لوهمي براءته ...

 لكن الدنيا  ََسفَرٌ، والأيام  مائدة ، والزمن  َنهِم  أكول .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1077  السبت  13/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم