صحيفة المثقف

كلمات تخرق جدار الصّمت...

فتح أبوابه للرّيح...

المحاربون...

 يجلسون على قارعة التّاريخ

يقصّون على لأطفال... بطولات العهود الخالية...

سكت الجميع

ما عدا مذياع قديم....يعربد في المقهى العتيق

صوت " الستّ " يصدح عاليا :

(هل رأى الحبّ سكارى مثلنا)1

قل

هل رأى الدّهر حيارى مثلنا

في متاهات الضّلال

كم بنينا ألف وهم حولنا

و مشينا في طريق مظلم...

قالوا اسكتوا

(سكتنا فما غرّد العندليب

و تبنا فما صفّق الجدول)2

حزنت زنابق الحقول

أصابها الذّبول

قالت وردة أرهقها الصّمت :

كلّمني يا أخي...

ألق عليّ السّلام

قل كلمة في جمالي ...

العن أشواكي...

قلّ أيّ شيء... و السّلام...

سكتّ...

سكتّ... كما سكت العندليب...

خيول الصّمت تاهت في الظّلام

وحدها تعرف ما معنى الكلام

يسأل الحبّ عن عشّاق سكتوا

يسأل العدل عن أبطال سكتوا

يسأل الجمال عن معجبين سكتوا

و أسأل أحياءنا الأموات

أما آن للسّكارى أن يصحوا من سكرهم؟...

أما آن للعندليب أن يغرد؟...

أما آن للجدول أن يصفّق؟...

أما آن للكلام أن يخرق جدار الصّمت؟...

 

 

[email protected]

[email protected]

تحيّاتي

 

....................................

1- من قصيدة الأطلال للشّاعر ابراهيم ناجي.

2- من قصيدة للشاعر الأخطل الصّغير بشارة الخوري 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1374 الاربعاء 14/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم