صحيفة المثقف

وماتت "أمل"

و كلّ أنثى حلمها رجلُ

و حلم مثلي دونه رجلُ

أصحو على بلد

تغتاله الأهواء و النّحل

إن كان لا يلقى الوفا وطن

فهل تحظى به " أملُ"

اسمي عراق ... ست أرضى غيره بدلا

حتّى و إن ناديت: يا " أملُ "

****

 

أمّاه ...إنّي خائفهْ...

إذ زارني في النّوم حلم مزعج

قد خلته الأجلُ...

و لقد رأيت كأنّني في روضة فتّانة

فلّ بها و قرنفلُ...

من حولي الأحباب في مرح

و أنا عروس في ثيابي أرفـُلُ...

إذ بي أرى في الأفق نورا باهرا

يمتدّ نحوي دفعة

فوجدتني في جنّة أتجوّلُ

و إذا المشاهد و العباد، تبدّلت في لحظة

و تبدّلوا...

****

 

حسناء كانت مثل نور الفجر في ألق

عطر الخزامى إذا...

مرّت على مهل

جال الربا قد مسّه ثملُ

و الورد من شفة على شفة

لو أنّّها نطقت لانتابه الخجل

تسبي قلوب النّاس من حسن و من أدب

شرقيّة ، أخلاقها حللٌ

هي عند أهل الحيّ زهرته

لكنّها... كانت وحيدة أمّها " أملُ "...

****

 

مضت الأيّام تجري

مثل لمع البرق كانت ترحلُ...

زار قلب البنت حبّ يافع

ملأ الدّنيا عليها، بعد يأس يقتُلُ

 ها رياح السّعد زارت بيتهم

 

ملأت كلّ الزّوايا...

حين زار البيت يوما "باسلُ"

كان يوما مشرقا

كضياء الفجر ...لا بل أجملْ...

أثمر الحبّ اتّفاقا

حول يوم العرس، لا يستبدل...

كان يوم العرس حقّا مهرجانا

رقصت فيه الصّبايا

في ثياب

بعضا خزّ و بعض مخملْ...

و تعالت زغردات في فضاء اللّيل

ظلّت تصهلُ

و أغان من ليالي الشّرق دوّت

لحنها لا يعقلُ

وسط أضواء تحدّت

ظلمة من حولها ، لا تحفلُ...

****

 

أشرقت من عين أمّ البنت

دمعة فرحة

لم تكن تدري بأنّ الدّهر يوما يخذلُ...

رفعت عينين في جوف السّما

فرأت في الأفق ضوءا قادما ...

صرخت في الحين:لا...لا يعقلُ...

هو ذا الموت يحلّ ببيتهم

فإذا البيت دمار

و جحيم قاتلُ

طلقة من قاذفات في السّما

و تلاشت فرحة لم تكتملْ...

كان حلما ...ثمّ ماتت أملُ.

 

10/08/2007

محمد الصالح الغريسي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1383 الجمعة 23/04/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم