صحيفة المثقف

عماد زين شعيب: لو يتشبّه السياسيّون بشعراء الزجل

المحلّقة خيالاً والمتجذّرة إنسانيّة مثلما بحساب الجمهور الذي انتشى وصفّق. 

وكان أكثر من لقاء مع الشاعر شعيب، وتنوّعت الحوارات. فيُقال إنّه مثلما يوجد تنافر بين شعراء العربيّة الكلاسيكيّة وشعراء قصيدة النثر يوجد أيضاً تنافر بين شعراء القصيدة الزجليّة وشعراء القصيدة العاميّة الحديثة التي من رموزها الشاعر ميشال طراد والشاعر طلال حيدر على سبيل المثال لا الحصر فيما من وجهة نظر الشاعر عماد شعيب أنّ "هذا التنافر ما له أن يكون خصوصاً وأنّ لكلّ مدرسة شعريّة منهاجها، والقيمة في القصيدة لحساسيّتها الشعريّة بغضّ النظر عن الشكل". 

ويُقال إنّ شعر المنبر لا يتعدّى الشفاه، ويفتقر إلى التجربة والأعماق. وينفي شعيب ذلك من منطلق أن شاعر المنبر "هو شاعر الصورة وشاعر الفكرة والخيال المحلّق، وفي قصيدته عواطف مثلما مراجل. وبالإجمال فإنّ لكلّ مقام مقال".

  وسألتُه إذا كساد في دنيا الزجل، إذا صحّ التعبير، إذا مقارنة بدنياه السالفة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي؟ أجاب أن السنوات الخوالي "كانت سنوات نهوض واستقرار بشكل عام على عكس السنوات التوالي المختنقة بالحروب والمرارات، وغاب كبار أمثال خليل روكز وحنا موسى وزين شعيب وإدوار حرب وبطرس ديب فيما الشاشات تعجّ الآن بفنّانين وفنّانات من عالم آخر، وهذا غيض من فيض".

653-emadوتحدّث شعيب عن تجربته في عالم المسرح مع الفنّان زياد الرحباني، وكيف أنّ الدور في المسرحيّة كان مخصّصاً للشاعر الراحل زين شعيب ولكن بسبب إرتباطات زجليّة لا تقبل التسويف حلّ عماد محلّه. ويضيء الشاعر كلّما ذكر إسم زياد، ويقول إنّ زياداً "شاعر في كل ما يبدر منه، في تمثيله، في خواطره، في موسيقاه الرائعة". وقال إنّه "حاضر للتعاون مع زياد من دون تردّد".

أسألُه عن الشاعر الراحل زين شعيب "أبو علي" وعن تأثير الأب بالإبن وعن الشاعر نديم زين شعيب. ينكسر عماد ويقول إن "الشاعر زين شعيب رحمه الله كان من كبار شعراء الزجل اللبناني بحق، بشهادة كلّ ذوّاقة الشعر الزجلي وكل شاعر زجلي كبير في لبنان". ويضيف عماد أنّ والده كان يصطحبه معه إلى مباريات مع الكبار أمثال السيّد محمّد المصطفى و"القائمة تطول" وأنّه كان يحلم أن يغدو هو أيضاً شاعراً. وبحضور الموهبة، وبإرشادات الراحل سلك ما ابتغى. وقال إن ما انطبق عليه انطبق على أخيه الشاعر نديم زين شعيب الذي أصبح عضواً في جوقة الشاعر طليع حمدان.

وذكرتُ لعماد، وهو الشاعر المولود في "الشرقيّة" الجنوبيّة اللبنانيّة، وأصبح عضواً في جوقة زغلول الدامور وهو إبن عشرين عاماً وغدا جزءاً من عالم الزجل بامتياز، إنّي في مجلس ضمّني إلى الشاعر موسى زغيب سمعته يقرّ بمسؤوليّته ومسؤوليّة معاصريه من الشعراء على قلّة شعراء الزجل الشباب من خلال عدم الإفساح في المجال وعدم التشجيع فضلاً عن الإهمال، وقال إنّه سيعمل على إصلاح هذا الخطأ. اعترفَ الشاعر شعيب وقال إن "أبا ربيع" لم يخلف وعده، وحقّاً رعى العديد من الشعراء الشباب، وكان لعماد ذاته "شرف تسجيل حلقات تلفزيونيّة مع الشاعر الكبير موسى زغيب".

وسألتُه كيف يتواصلون كشعراء زجل في الوطن الأم لبنان مع شعراء الزجل وجمهور الزجل في المغتربات ومن بينها أستراليا؟ قال إن المغتربات إمتداد للبنان في حبّ الزجل وفي قول الزجل وفي أستراليا كان يوجد المرحوم رامز عبيد كما يوجد الآن الشعراء عصام ملكي، جورج منصور، طانيوس القزّي و"القائمة تطول" والتواصل يكون من خلال الحفلات التي "نحييها في الإغتراب، فتنعقد بيننا صداقات. وأوّل رحلة إلى أستراليا كانت بمعيّة والدي والشاعر الكبير زغلول الدامور سنة 1987 ثمّ كانت رحلة مع الشاعرين خضر عزيزي ومحمود أبو إسماعيل. وأنا فخور بصداقاتي".

حدّثتُه عن تعلّقي بالشروقي، وذكرتُ له تعلّق زياد الرحباني بالعتابا، وسألتُه عن شعراء منهم السيّد محمّد المصطفى وأسعد سعيد "فيلسوف شعراء الزجل" وعن أحمد السيّد الذي انقطعت أخباره وهو المنبري. وبدوره أشاد ببحور الزجل السبعة التي أتقنها وهو إبن 17 عاماً اتقاناً متمكّناً، مثلما أشاد بالشعراء "الذين منهم من تقدّم في السن وبقيت عطاءاته الشعريّة ملء آذان وقلوب المحبّين، خالدين خلود الأرز".

وأخيراً تمنّى لو أن السياسيين في لبنان يتمثّلون بشعراء المنبر الذين يصولون ويجولون في كلّ المواضيع وعندما تنتهي المباراة يتصافحون ويتعانقون غير تاركين أي أثر سلبي في عقول ومشاعر الناس.

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1397 السبت 08/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم