صحيفة المثقف

منبطحون

لو أنّ "أبا توفيق" لا يزال على قيد الحياة ويرى كيف يُحاصَر شعب فلسطين، وكيف يُجوَّع، ويعقد قادته ووزراؤه ونوّابه اجتماعاتهم وجلساتهم في المعتقلات الإسرائيليّة مع أكثر من أحد عشر ألفاً من أبنائه وفيهم أطفال!...  

 

لو كان لا يزال حيّاً، تراه ماذا كان سيكتب؟ ماذا كان يمكن أن يكون عنوان القصيدة؟ خصوصاً وزعماء العرب، ومثقّفون في بلاد العرب لا هم للنفير ولا هم للعير، وأكثر من ذلك هم يوجّهون أصابع الإتّهام للضحيّة!. 

 

المقاوم في موازينهم يشاكس ويعاكس التيّار!. 

هل كان أبو توفيق سيسمّي قصيدته الجديدة" "منبطحون" على سبيل المثال لا الحصر "حتى الرمق الأخير"؟. 

 

ماذا كان سيكتب أبو توفيق لو قيِّض له أن يعاين معنا هذا البلاء الذي فيه شعب العراق حيث أُعيدَ قروناً إلى الوراء وتفرّق أيدي سبأ ذلك تحت سمع وبصر عرب؟. 

 

ماذا كان يمكن أن يكون عنوان قصيدته الجديدة؟ "عبيد"؟ "صديد"؟ "هواء أصفر"؟. 

ماذا كان سيكتب لو كان لا يزال على قيد الحياة ويرى معنا حال السودان؟. 

ماذا كان سيكون عنوان القصيدة الجديدة؟ "ليت دربك يا نفط لم تكن علينا"؟.  

 

ماذا كان سيكتب لو كان حيّاً ويرى كيف بضعة آلاف من المقاومين في لبنان يضطّرون لمواجهة 40 ألف جندي إسرائيلي بطائراتهم وبوارجهم الحربيّة ومدرّعاتهم وصواريخهم وقنابلهم العنقوديّة ومواجهة مثلّث الشرّ الدولي "أميركا، بريطانيا وفرنسا" و"مجلس الأمن الدولي"! وهو بات بالحقيقة مجلس للعهر الدولي! وبالقدر ذاته مضطرّ لمواجهة زعماء عرب! وهوامش محليين هم محلّ إملاءات الآخرين حتى ولو كان من هؤلاء الآخرين جون بولتن ذاته "الدبلوماسي الإسرائيلي السادس" في هيئة الأمم المتّحدة و"أحد أكثر الرجالات في العالم دفاعاً عن إسرائيل" واحتضاناً لها؟!.

 

ماذا كان سيكون عنوان قصيدة أبي توفيق الجديدة؟ "متعاملون"؟ مثالاً لا حصراً أو "إسرائيليّون"؟.

 

ـ شوقي مسلماني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1404 السبت 15/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم