صحيفة المثقف

اخلاق الاعلامي

بل ومن الناس كافة، هذا فضلا عن شهرته وبروزه في الاوساط الاعلامية والثقافية حتى يكون له جمهور ومتابع حاله حال الفنان والرياضي، وبالطبع فان الاعلامي قد يكسب -وهو الاكيد- الاخلاق من التربية البيتية، فأذا كان الاعلامي قد تربى تربية صحيحة من قبل ابويه، وكانت تلك التربية مبنية على الاخلاق الحميدة والقيم النبيلة وحب الاخرين، بحيث يحترم الكبير ويعطف على الصغير ويساعد الجار ويعطي المحتاج ويمد يدالعون للملهوف، وغير ذلك مما هو مبسوط ومشروح في كتب التربية والاخلاق، فأن ذلك -لامحالة -ينعكس على سلوك واخلاق الابن الذي هو مشروع اعلامي مثقف يراد منه ان يصبح قدوة صالحة في المجتمع، يخدم وطنه وناسه ويقدس مهنته، فهي بالاضافة الى مصدر رزقه وديمومة حياته، فأنها مهنة شريفة تخدم الناس والمجتمع لاتقل اهمية عن الطبيب والمهندس والمحامي ورجل القانون الذي يدافع عن المتهم ويكشف القضايا تحت ظل القانون حتى لاتضيع حقوق الناس، وهو بذلك اي رجل القانون -قد عمل عملا انسانيا ووطنيا في ان واحد .وكذلك الاعلامي فأن عمله يتطلب منه البحث عن القضايا المسكوت عنها او غير الظاهرة للعيان او حالات الفساد والظواهر المرفوضة من قبل المجتمع والناس، والتي تجري تحت ظل القانون .

والاعلامي الخلوق يتعامل مع كل هذه المسميات بحيادية ومهنيةوبصدر رحب، فلا يميل الى جهة دون اخرى او لايكون ايديولوجيا او مراوغا، لأن واجبه اصلاح المجتمع والقضاء على الحالات الشاذة -بعد رصدها وتقديمها الى الجهات المعنية لاتخاذها مايلزم، وليس من واجبه الاساءة والتشهر والانتقاص من الاخرين، بل انه كالعدسة التي تلتقط الظاهرة ومن ثم تطرحها من خلال الوسيلةالتي يعمل بها، فضائية كانت ام صحفية ام راديوا، والاعلامي ان فعل ذلك فأنه قد حافظ على شرف المهنة واحترم اخلاقه ولم يعرض نفسه ولا الجهة التي يعمل فيها.

والسؤال المطروح هنا هل ان جميع اعلاميينا كانوا على حد سواء، اي محافظين على شرف المهنة ويعملون بحيادية ولهم اخلاق لها ركيزة ومقومات لاتنفصل عن الانسان السوي؟

وان جوابي على هذا السؤال هو النفي، واقول: للاسف الشديد هناك من يلتزم بالقيم والمعايير التي يجب ان يلتزم بها الاعلامي المحايد النزيه الخلوق الذي لايريد ان تؤخذ عليه اي مؤاخذة، او تسجل عليه زلة او مثلبة، وهذا اي يعود الى طبيعة السياسة التي تتبناها الوسيلة التي يعمل بها، ولكن الاجدر بالاعلامي ان يتخلى عن تلك الوسيلة ويرفض العمل معها، فيما اذا وجدها غير حيادية ولانزيهة وتريد ان تطبق اجندة معينة، لانه اذا استمر بالعمل معها فسوف يسقط في الهاوية ويخسر نفسه ولايكون له اي اعتبار.

وبالمقابل هناك من لم يسقط في الهاوية وقد حافظ على شرف مهنته ولم تغريه اي اغراءات، سواء كانت مادية او معنوية وظل ذلك الاعلامي الشريف والموضوعي لهذا نريد من جميع اعلامينا ان يكونون على حد سواء في الحيادية والموضوعية.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1406 الاثنين 17/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم