صحيفة المثقف

الجابري ومايكل جاكسون

وشعراء مثل المتنبي والبحتري والسياب والجواهري، وفنانين مثل الغزالي وام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش وداخل حسن، تشكيليين مثل جواد سليم وفتاح الترك وعلماء اجتماع مثل الدكتور علي الوردي ومسرحيين مثل جعفر السعدي، والقائمة تطول ز لكن الذي اريد ان اقوله هنا: لماذا لم نحتفل بمدعينا كما يحتفل الغرب بمبدعيهم، فيغدقون عليه الأموال والهدايا والاوسمة،ونحن نادراً ما نفعل ذلك، الا حين رحيل ذلك المبدع عندها نبكي عليه دموع من دم، فنشيد بإبداعه ونتغنى بمجده ونشير الى أعماله، وهذه ازدواجية واضحة بحسب مفهوم علي الوردي. أسيق هذا الكلام وانا اتابع الفضائيات التي اعلنت نبأ وفاة المفكر العربي الكبير محمد عابد الجابري، حيث اذيع نبأ الوفاة في بعضها على استحياء وعجلة وبعض هذا الفضائيات اكتفت بسطر واحد، والبعض الاخر من الفضائيات أهملته تماماً، وينطبق هذا على معظم الصحف باستثناء (المدى) مشكورة التي اعدت ملفاً كاملاً عن الجابر وسلطت الاضواء عن مسيرة حياته واستعرضت كتبه وبينت مزاياه وفكره. ونفس هذه الفضائيات احتفلت احتفالاً منقطع النظير ولأكثر من عشرة ايام، بمغني البوب مايكل جاكسون، ولم تدع شاردة وواردة عن حياته الا وذكرتها، ولاصفة من صفاته (الحميدة) الا وامتدحتها، حتى شعرنا بالقرف والملل، احدى الفضائيات قد بالغت في ذلك، وهي (العربية) وباعتبار هذه الفضائية اخبارية وافضلها عن غيرها من الفضائيات لاستمع لاخر الاخبار والمستجدات السياسية، الا انني كلما ادير جهاز التلفاز على هذه القناة اجدها تتحدث عن جاسكون وتستعرض سيرته البطولية، وقد سالني ابني مصطفى ذو العشرة اعوام وقال لي (بابا ماعدهم غير جاكسون؟ ومنهو جاكسون هذا ؟) فقلت له انه مخترع جهاز (الايكو) فقال لي وماهو الايكو؟ . فقلت لا تسالوا عن اشياء ان تبدو لكم تسؤكم.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1408 الاربعاء 19/05/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم