صحيفة المثقف

أهل الكهف

أيّها السّائل عنّي لم أشقى

بين خلاني و أهلي؟…

كيف لا أشقى ، و آلامي تزيد…؟

كيف لا أشقى

و من حولي رفاق

كلّهم غدر نفاق و جحود.

كيف لا أشقى ، و دود الموت يرعى

في ثنايا الحلم

تغريه الورود…

و حنايا الصّدر منّي

سجنها للقلب قضبان حديد…

 

ليس عندي ما أزيد …

قد مضى عهد البطولة

و بدا عصر جديد…

أي صلاح الدّين

قم و اشهد جنينا…

و اسأل الأطفال من عنّا يذود…

من يذود اليوم عن أوطان عرب

غير أطفال الحجارة

و صبايا قد رفضن العيش

في حضن القذارة…

و سراة القوم في دور الدّعارة

همّهم خصر و جيد…

 

ليس عندي ما أزيد…

قد مضى عهد الشّهامه

و أتى عصر جديد…

في ديار القدس " قد قامت قيامه "

و شعوب العرب في أحلى منامه

همّنا في العيش كأس ، قينة ، دفّ و عود

و سلاح في خبايا الأرض يعلوه الصّديد…

 

ليس عندي ما أزيد…

زمن الأشعار ولّى وأتى عهد جديد…

رسل بالأمس مرّوا من هنا

نادوا بوادي الموت:

يا أهل المقابر

انفضوا عنكم تراب الموت ، غنّوا للحياة…

فأبيتم…

و بقيتم مثل أهل الكهف نوما

لم يحرّككم غناء أو نشيد…

لم تحرّككم وعود أو وعيد…

بعد هذا …هل سيحييكم قصيد…؟

 

ليس عندي ما أزيد …

كلّنا في الهمّ شرق همّنا همّ وحيد.

 

27/11/2002

محمد الصالح الغريسي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1418 السبت 05/06/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم