صحيفة المثقف

"المجلس التربوي"للتعليم ..مبادرة طليعية مباركة / شاكر فريد حسن

وهذا المشروع الوطني يهدف بالاساس الى النهوض والارتقاء بالمسيرة التعليمية والتربوية وغرس القيم التربوية وتذويتها بين اجيال المستقبل، وصيانة هويتنا الثقافية والوطنية وترسيخ انتمائنا الوطني والقومي.كما ان "المجلس التربوي" الذي يضم (30)مختصاً من حملة اللقب الثالث، يجسد حق شعبنا المتجذر في وطنه، بادارة شؤونه الثقافية بذاته وباستقلالية كاملة، وحقه في التعليم والمساواة القومية والمدنية .وكما قال البروفيسور محمد امارة فان هذا المشروع هو "بمثابة خطوة نوعية في مأسسة المرجعيات المهنية للمجتمع العربي الفلسطيني في البلاد، وسيكون لها اثرها الواضح على رفد النضال السياسي والجماهيري المهني بالعمق الاكاديمي والاختصاصي الضروري لطرح الرؤى وبلورة السياسات التربوية".

ويمكن القول، ان هذا المجلس هو حاجة ضرورية وتحقيق لحلم طالم راود اكاديميينا ونخبنا المثقفة منذ زمن بعيد، وهو مبادرة تربوية طليعية وريادية هامة تستحق الدعم والتقدير والتشجيع من جميع القوى والأوساط الشعبية والأهلية والسياسية والتربوية والعاملين في السلك التعليمي، وكلنا امل ان يكون هذا المجلس فوق الحزبية وبعيداً عن الحساسيات والمماحكات والمزايدات والمهاترات السياسية الفئوية، لكي ينجح في مواصلة الحياة وتأدية رسالته التربوية الحضارية، في خدمة مجتمعنا واجيال الحاضر والمستقبل .

 

قوانين عنصرية بامتياز

يوماً بعد يوم تتصاعد الهجمة الفاشية ويشتد السعار العنصري ضد جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل وضد القيادات الوطنية والتمثيلية . فالمؤسسة الاسرائيلية لم تكتف بسحب مواطنة المفكر وعضو الكنيست السابق عن التجمع الوطني الديمقراطي عزمي بشارة، وانما اقرت في الأسبوع الماضي بالقراءة التمهيدية مشروع القانون الذي قدمه يسرائيل حسون من حزب "كاديما"، والقاضي بمصادرة صندوق التقاعد الخاص ببشارة .وقبل ذلك صادقت الكنيست على سحب حقوق النائبة حنين الزعبي بسبب مشاركتها في اسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة،وكشفها زيف الرواية الاسرائيلية بشأن الاعتداء على هذا الاسطول.

كذلك قضت المحكمة بسجن الشيخ رائد صلاح خمسة شهور بتهمة ضرب شرطي . وهناك ثلاث محاكمات اخرى تنتظر "شيخ الاقصى" الذي حاول الشباك التخلص منه اكثر من مرة.هذا بالاضافة الى سجن الناشط والمحلل السياسي وصاحب الفكر التقدمي العلمي المتنور_ د. عمر سعيد من كفر كنا،مدة سبعة شهور، وغير ذلك من الممارسات والمحاكمات السياسية المنافية للديمقراطية وحقوق الانسان.

وهذه القوانين العنصرية التي تشرع تباعاً لا تستهدف النواب العرب وحسب، بل تستهدف جماهيرنا الفلسطينية في الداخل برمتها، وهدفها بالاساس النيل من صمود هذه الجماهير ومصادرة حقوقها وهويتها وذاكرتها الجماعية واجهاض نضالها السياسي والشعبي المشروع دفاعاً عن حقها في البقاء والمساواة والتطور والتقدم الانساني العصري.

اننا نعتز ونقدر كل الأصوات العقلانية الديمقراطية في المجتمع الاسرائيلي، التي تحذر من خطر تفاقم مظاهر الفاشية والعنصرية على خلفية استمرار الاحتلال للمناطق الفلسطينية وقمع الشعب الفلسطيني .وكل القوى المناضلة من اجل السلام والديمقراطية والمساواة مطالبة، اكثر من اي وقت مضى، بان تشكل بنضالها المثابر العنيد سداً منيعاً امام خطر الفاشية وضربها من جذورها .

وهذه هي مهمة تاريخية تقع على كاهل وعاتق هذه القوى، فلتتعزز وحدة هذه القوى لمنع الكوارث وتصفية كل اشكال ومظاهر العنصرية، كالتي تظهر في البرلمان (الكنيست) او في الشارع او في اي موقع آخر.و"يا جبل ما تهزك ريح" .

 

رفقاً بالقراء يا ...!!

المواكب والمطلع على الصحف الأسبوعية، التي لا تعد ولا تحصى، يجد الكثير من الكتابات الفجة الضحلة التي لا ترقى الى مستوى الكتابة، ذات المضامين التافهة والديباجة السخيفة واللغة الفارغة، فلا تفيد ولا تخدم الصالح العام ولا تشبع نهم القارئ.

وفي الحقيقة ان كل "كويتب" بدأ يرى اسمه "يلمع" و"يتلألأ" بين الأسماء على صفحات هذه الصحيفة او تلك، يدخل الغرور في ذاته ويعتقد او يتوهم انه اصبح بمنزلة محمد حسنين هيكل،أو عباس محمود العقاد، أو عبد القادر المازني. فيأخذ بتدبيج مقال اسبوعي،حتى لو كان هذا المقال مجرد صف كلام ويعالج موضوعاً شخصياً او مسألة ذاتية بحتة،رغبة منه في ملأ المساحة المخصصة له في الصحيفة.

وهذه الكتابات والفقاعات التافهة التي تقذفها وتذروها في وجوهنا العديد من الأسبوعيات، تعكس بؤس حالتنا الثقافية الراهنة، حالة تردي المقاييس الثقافية والنقدية،وغياب الذائقة الأدبية، ومهازل التهريج الثقافي، وسهولة النشر، ومهرجانات التبجيل والتكريم والتتويج و"صناعة النجوم".

مأساة ثقافتنا انها غارقة في الدجل والنفاق والرياء والزيف والاطراء الكاذب، وانها تفتقد للمصداقية الأدبية وتئن متوجعة لما أصابها من جرب وتخمة. والتلميع الاعلامي والحزبي المتواصل جعل الكثيرين من حملة الأقلام يصلون بسرعة فائقة وهائلة،اوليس من العار ان مبدعين كثراً مجهولين في زمن التجاهل والتغييب !!.

ان الكتابة قبل كل شيء فن ومسؤولية  ورسالة تعبوية بالدرجة الأولى . انها معاناة وفعل ابداعي وحالة شبق، وليس كل من سطر بعض الكلمات والسطور اصبح كاتباً يضاف الى قائمة "المبدعين"و"الكوكبة الادبية".والكاتب هو شاهد على العصر ومحرض على الثورة وضمير الأمة وعراف مستقبلها، وفي زمن الجاهلية كانت القبيلة التي يولد فيها شاعر او كاتب تحتفل وتفتخر وتقيم الولائم، ظناً منها ان هذا الشاعر او الكاتب قادر على ترجمة مشاعرها ومدافع عن حياضها وحافظ لتقاليدها وتراثها.

فرفقاً بالقراء، يا سادة يا كرام، ممن تتصنعون الكلام، ولنرتق بكتاباتنا الى المستوى الأدبي اللائق، وليس بالضرورة الكتابة اسبوعياً، فنحن بحاجة للكلمة الأدبية الفنية الجمالية الواعية والهادفة والناجعة ذات المضامين الانسانية الرفيعة، وللثقافة الحضارية والحداثوية الجديدة المناهضة لموروثات التخلف والجهل والزعامة التقليدية والبطون المتخمة باموال البترودولار...!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1466 الجمعة 23/07/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم