صحيفة المثقف

رســــــــــــاله للجميع / عبد الرضا حمد جاسم

قلم ثم ورقه ثم قلب فثلاث علامات تعجب تليها علامة استفهام ثم علامتي تعجب ثم ثلاثة أصفار

ضغطت على الزر وإذا من على الطرف الأخر يقول بدون مقدمات:

ألم أقل لك أن لافا ئده...أنهم كما هم..ناحوا....رثوا....كتبوا...ثم سكروا وتقيئوا فصمتوا فبكوا فناموا ثم قال لقد اتصلت يبعضهم...فكان الخط عند البعض مشغول والبعض الأخر فتح ثم أغلق الخط ولأخر شتمني والثالث شَمَتَ بي

قاطعته..دعنا من كل هذا...وهذه..كيف أنت الآن...أجاب أنا بمنتهى السعادة لأني في قلب الحقيقة ووسط الطهر والرقي والبراءة والسمو وهذا ما كنت أحتاجه وأكمل أنا سعيد....سعيد جداً لسببين

الأول..لأنني اكتشفت زيف من كان من طلاب وزملاء وأصدقاء

الثاني..أنني في حقيقة ومعها فلازيف ولارياء ولاخوف ولا تكفير ولادجل ولاتزلف ولانفاق ولامحاباة ولكل من هنا وجهاً واحداً لاغير

أنا في هذه اللحظه مع طه حسين والمسيري والحكيم وعكاشه والسياب وكان معنا قبل قليل العندليب حيث شنف أسماعنا بما يحب وما نحب مفترشين الأرض قرب ساقية خمرٍ وتحيطنا الحور العين هذا في الجانب الربيعي من المكان حيث الظلال والدلال والنسمات العذبة المنعشة أما في الجانب القائظ من المنطقه نشاهد المعممين والمنقبات والأمراء والمتزلفين والقوادين وأكلي الأثداء..حانقين متذمرين نسمع عذاباتهم وهم يولولون

نحن بنينا المساجد وأقمنا ولائم الإفطار وتصدقنا وأطعمنا المساكين وساهمنا في قوافل الحرية لإطعام المحاصرين...لكنهم علموا هنا وهم يعلمون أن  المال كان مسروقاً من الجياع والجوامع كانت لتغطية الكبائر والعمائم للنفاق والفرقة والولائم كانت للتباهي وللانتخابات وسفن الحرية للسياسة والأعلام وذر الرماد في العيون

قاطعته قائلاً كنت قد سمعت من الأولين أن أهل الجانبين اتفقوا على لازمه صارت معروفه مختصرها(ش...ش)وتعني(من عندكم ِش ومن عندنا ش) فقال أنا لم أسمع بذلك فسرلي أن سمحت فقلت له إن(ش من عندكم ترمز للشرب المتوفر في سواقي الخمر لديكم)و(ش من عندهم ترمز للشواء الذي تكثر مواقده عندهم) فأنتم تجلبون الخمر وهم يعدون ولائم الشواء...وتتسامرون..ضحك من الأعماق وقال هذه جديدة سأنقلها للطرفين لنقيم خلالها مجالس للحوار ولقاء الحضارات وحلقات الدرس والنقاش

ثم قال إن أشد المتذمرين هناك عند (ش المواقد) هم سدنة الديار ألمقدسه وخدمها وخطبائها والأمراء ويقسمون أغلظ الأيمان بأنهم إن عادوا إلى الأرض لهدوا كل ما بنوه من مساجد ومدارس دينيه في باكستان وأفغانستان والصومال وغيرها..حيث كانوا يحسبون ذلك بناء

وأردف قائلاً لكن ما يؤلمني ما يجري على الساقية الشرقية حيث هناك من رفض حتى الحديث معنا أو تبادل الزيارات والتحية ومن بين ساكنيها من نحسب أنفسنا عليهم وهم علينا حيث هناك جيفارا وحبش وهوشي منه والموسوي والخميني ومعهم مجسم ل(كارلوس ونصر الله) ومعهم شخصيات تذكرتهم بعد حين مثل فهد والشفيع وكنفاني والعلي

وقال أشد ما أدهشنا جميعاً هو حفل الاستقبال الرائع الذي أقيم على شرف محمد حسين فضل الله الذي أشترك فيه الجميع من مختلف الأماكن وتخلف عنه من كان يسكن(ش المواقد)

اعتذرت منه لأن الاتصال طال ولو أن الكلام محبب لنا لكنه الوقت وفرق التوقيت فقدر الموقف وقال لقد أخبرتك في رسالتي السابقة أنهم لايفعلون شيء والآن أ نا لا أستغرب ذلك واشعر أن من قتلني هم الذين لاذوا بالصمت وراء التأبين والعزاء أما من هددوني فهم أبرياء من دمي لأنهم يحترمون أنفسهم ولا يغدرون

قلت بروفسور أبو زيد أتمنى أن نتواصل مستقبلاً فقال وأنا كذلك ولنترك ذلك للظروف لأنني مشغول بتأليف كتاب عن الصدق والتسامح والتعدد هنا

عبد الرضا حمد جاسم/فرنسا

28تمـــــــوز2010

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1488 الاحد 15/08/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم