صحيفة المثقف

رد على مقال الأستاذ سامان كريم .. العراق ما بعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية

يقول السيد الكاتب ما نصه:

ليس القاعدة ولا البعث هو من فرض الانسحاب الأمريكي بل فشل الأستراتيجيه الأمريكية على الصعيد العالمي وسقوطها في العراق

كيف فشلت أمريكا عالمياً لم يوضح الكاتب لذلك سأهمل الموضوع مؤقتاً وأتساءل كيف سقطت في العراق من أسقطها هذا ما سأبينه لاحقاً حسب اجتهادي المتواضع

ثم يقول الكاتب مقطع غريب حيرني وهو:

قضية الانسحاب ليست مشكلة المواطنين في العراق ولا للتحرريين العلمانيين والثوريين !!!!!!! بل أن خروج القوات الأمريكية من العراق (هي) مطلب جماهيري عارم!!!!!!

هذا الطرح ذو شقين ألغى به الكاتب أي رغبه ولو لجزء بسيط من عامة الشعب في ذلك وهذا شيء ملفت وألغى رغبة المتنورين والثوريين في ذلك ثم يعود وفي نفس المقطع ليؤكد انه مطلب جماهيري عارم!!!!!

الحقيقة لم استوعب مثل هذا الطرح ولم أتمكن من تفسيره أو تحليله وأتركه للسادة القراء عسى من يبينه لي مشكوراً

وحسماً للأمور وبدون مقدمات أو أستطاله وبكل وضوح وصراحة وتجرد قد تزعج البعض من يغلب العاطفة على الموضوعية أقول أن من طرد الأمريكان بهذا الانسحاب المخجل الهروب الليلي هم:

البعث والقاعدة ومن ساندهما ومن أحتضنهما والمرجعيات الدينية السنية والشيعية وبالأصح والدقة أن من هزم الأمريكان ومشروعهم وأحلامهم هو عميلهم السابق صدام حسين وسنوضح ذلك ولغير العارفين والبعيدين عن العراق في السنوات ألخمسه قبل 2003 أن صدام حسين أستدعى وهويشعر بقرب المواجهة كل من يتلذذ بالقتل ومن يتمنى قتل الأمريكان من بقاع الأرض عرب ومسلمين وملحدين وأقام لهم معسكرات تدريب وتوجيه ثم أقام ما أسماه وبمساعدة غزة الدوري والتكية الكزكزانيه تكايا في كل مناطق بغداد وأقام لهم دورات في التكايا الرئيسية في نفق ألشرطه و قرب علوة ألدوره وأنتسب لها الكثير من تم تسريحه من الحرس الجمهوري والمخابرات والأمن الخاص من أهالي تكريت وضواحيها والموصل والأنبار ومنها تكية حي الجهاد الذي يشرف عليها من يدعى بالحاج(مؤيد ياسين) شقيق مرافق صدام (أرشد ياسين)

وكانت فكرته السطحية إنهم يتدربون دينياً ليرسلهم إلى بنكَلادش وباكستان وافغانستان وأندنوسيا لنشر الطريق الكزكزانيه

الذي أخرج الأمريكان من قاومهم عسكرياً وهومن تصدى لمشروع المتحجرين المتصهينين الجدد ولمن لا يعرف الأمريكان فهم الوحيدين في التاريخ الذين بنوا بلدهم على إبادة الآخرين وهم من أستعمل كل أنواع الأسلحة المحرمة لتنفيذ ذلك وهم ألدوله الوحيدة في العالم على مدى تاريخها الذي تزداد فيها شعبية الرئيس عندما يقدم على الحرب وتكون هذه الزيادة طرديه مع كمية الدماء التي تسيل من الشعوب الأخرى بفعل أجرام القوات الأمريكية ولكن عندما تنعكس ألصوره وينهزمون وتزداد أعداد جنودهم العائدين ملفوفين بأقذر علم والأكثر احتقارا في الكون وتزداد مصاريفهم على تلك الحروب يتحرك هذا الشعب ليرفض ذلك وتقل شعبية الرئيس ويخسر الانتخابات

من طرد الأمريكان من العراق من قتل منهم الآلاف ومن جعل مصاريف كل جندي منهم السنوية مليون دولار

أن من حطم العنجهية الأمريكية ومشروعها الخبيث في المنطقه والمراد تعميمه عالمياً كما بشر به الغلام بوش هم:

1.مقاومة بقايا لجيش العراقي وحزب البعث الذي أستطاع صدام تأمين الاتصال بهم لتنطلق في نهاية نيسان 2003لتصل خلال أيام ألي أكثر من 25 عمليه مؤثره يومياً خلال الشهرين الحقين

وتمكنت هذه المقاومة من حرمان الأمريكان من استغلال عائدات بيع النفط لتسديد تكاليف الحرب كما وعد بذلك رامسفيلد و ولفويتز حيث قال رامسفيلد إن تكاليف الحرب لا تتجاوز الخمسين مليار دولار والباقي تسدده عائدات النفط وهذا ما يفسر تركيز المقاومة على تدمير المشاريع النفطية وطرق نقلها وقد نجحت في ذلك نجاح كبير

2.الاحتضان المبرر لعناصر المقاومة وغيرهم من قبل الشعب في الأنبار وتكريت والموصل وديالى وبغداد الذي مكنهم من فرض سيطرتها على تلك المدن لفترة زمنيه طويلة عجزت خلالها القوات الأمريكية ومن تحالف معها ومن ساندها من دخول أحياء صغيره ومطوقه من بغداد

2.التخبط الأمريكي وتصرفات الجيش الأمريكي والشركات الأمنية والغباء الإداري المتمثل بالمنحرف بريمر والعسكري المتمثل با المرتزق سانشيز وكذلك من جاء معهم من عناصر ألمعارضه الذين شكلوا مجلس الحكم فالشعب الذي تعود على واحد رأى مجموعه غير مؤهله يتميزون بالخوف والجبن وعدم المصداقية والخيانة وعدم معرفتهم بواقع العراق خلال الفترة لابتعادهم عن الشعب وهمومه ورفض الداخل لهم وتمسك أمريكا بهم والكل يتذكر دخول أحمد الجلبي وهو يعتمر(شفقة) الكاوبوي ويحيط به الحرس الأمريكي وهو يسير بمشيته المميزة التي تندر عليه بها العراقيين واصفينه (بال..خ.....) وبالمناسبة تشبه(مشية بريمر)

3. من طرد الأمريكان وحطم هيبتهم وجعلهم يدفعون الثمن الغالي مواقف ســــــوريا وإيــــــــــران والسعودية حيث بعد أعلن(المنحرف)بوش من على حاملة الطائرات في شهر أيار2003 انتهاء العمليات العسكرية ووعد بنشر ما أسماها الديمقراطية وهدد كلٍ من سوريا وإيران والسعودية الخائفة من الديمقراطية بدأت هذه الدول بالدفاع عن الأنظمة فيها  ففتحت حدودها لكل من يريد محاربة الأمريكان وقدمت كل الدعم ألازم والمبرر بالنسبة لها للمقاومة ضد المشروع الأمريكي الذي يستهدفها وبرعت بذلك واستطاعت أن تلقن الأمريكان دروس لن يستنتجوا عبرها حتى بعد عشرات السنين

أما أكثر من ساهم بطرد الأمريكان وحملهم الخسائر المالية والبشرية هي السعودية حيث سمحت بتوجه الآلاف ممن تريد أن تتخلص منهم من المتعاطفين مع القاعدة والراغبين بمحاربة الأمريكان حيث سمحت بدخولهم عن طريق حدودها مع العراق وعن طريق الأردن وسوريا وأنشأت لذلك من يدير هذه العملية ويمولها وعندما ركعت أمريكا وأثخنت بالجراح استنجدت بالسعودية وقررت عدم دعم نشر الديمقراطية في المنطقه حينها استدعت السعودية  سفيرها في أمريكا ليتسلم معالجة الموقف وتم تشكيل ما أطلق عليه بالصحوات الذين كانوا يحاربون الأمريكان نيابةً عن السعودية وذلك بمساعدة الأردن

4. القاعدة ومن تعاطف معها وكان دورها إفشال الحالة التي أرادة أمريكا ترسيخها في العراق من خلال الأعمال الأجراميه التي استهدفت الشعب العراقي وزعزعت الأمن وشتتت الجهد الأمريكي من خلال إثارتها للحرب الطائفية

مما جعل المشهد العراقي والفشل الأمريكي يتصدر نشرات الأخبار العالمية وصار ماده دسمه للتقارير الصحفية وتقارير المنظمات العالمية التي حملت أمريكا مسؤولية الوضع الإنساني للشعب العراقي بصفتها دولة احتلال ودوله تجاوزت القانون والعرف الدوليين

5.موقف المرجعيات الدينية السنية والشيعية

السنية كانت واضحة في رفضها للاحتلال ومتصدية له لعدة أسباب دينيه شرعيه وطائفيه وسياسيه ومصلحيه بحته فكانت الداعم الشرعي لكل الفعل المسلح وبالذات الموجه ضد الاحتلال ولمن يتذكر كانت ألخطبه الفصل في خطبة ألجمعه التي رافقت حصار الفلوجه ونزوح الكثير من أهاليها وفي جامع أم القرى حيث خاطب الشيخ حارث الضاري المصلين بأن نساء الفلوجه يبحثن عن مأوى وتهدج صوته ونزلت دموعه فتعالى التكبير والوعيد الذي كلف الأمريكان الكثير جداً

أما المرجعية الشيعية فكان لموقفها القوي غير المعن والمبلغ للأمريكان من أنكم جئتم وسترحلون الذي حدد وشل تصرفات وأطماع الأمريكان وجعلهم غير مؤثرين في الوضع وكل ما حاولوا وفجروا ودعموا اصطدموا بموقف صلب صامت من السيستاني الذي كان يدير عن بعد كل الحوارات مع أمريكا ألي أن أوصلها لحالة الشلل التي تعاني منه الآن وعدم إمكانيتها من التدخل لتشكيل الحكومة وكان هذا الموقف هومن يستند إليه ألشيعه في وجه الأمريكان والذي أرعبهم من خلال تحسبهم من احتمال هيجانا ا لمرجعيه عليهم الذي يعني مع الموقف الديني السني المتصدي عسكرياً النهاية لكل ما يمكن أن يسمى أمريكي في العراق

لقد عاب الكثير مثل هذا الموقف ولكنه كان عند الأمريكان لايفل تأثيرا عن المواجهة المسلحة للمقاومة والعناصر الأخرى

حيث أن الجلبي وعلاوي والحكيم صوروا للأمريكان بأن الغالبية الشيعية سيستقبلونهم بالورود ولكن ألضربه التي وجهت لهم بقتل مجيد الخوئي وموقف الصدريين الذي أججه رعونة رعاة البقر وخدمهم عندما فكروا من دون سابق معرفه بمحاولة تحجيم دور الصدر والصدريين

هذه العوامل والظروف والأفعال هي من حطمت العنجهية الأمبرياليه وجعلتها ألدوله الأكثر كرهاً في التاريخ والأكثر مديونية حيث بلغ أجمالي الدين ثلاثة عشر تريليون دولار وهذا يعني أن كل أمريكي بالغ مطلوب 120الف دولار

فكان الانهيار المالي والأخلاقي والسياسي الذي تعيشه اليوم أمريكا

هذا الطرح المتجرد من العاطفة والطائفية والحزبية والقومية قد وأنا على يقين لايعجب الكثيرين وهذا أتقبله ولو إنني لا ارتاح له ولكنها الموضوعية والعلمية في تحليل الأمور وهذا الذي يجب أن يسود وتترك العاطفة والأمنيات خارج التحليل لتكون المنفعة

 

عبد الرضا حمد جاسم

01/09/2010

.........

المقال سامان كريم منشور في الحوار المتمدن

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1505 الجمعة 03/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم