صحيفة المثقف

قراءات في المنهج: تأصيل رؤية الناقد عبد الرضا علي

ما أقدم عليه موقع (المثقف) من عملية - التكريم _ عبرفكرة إصدار كتب جامعة وشاملة لمجهودات من وقع عليهم الإختيار؛ ك يحي السماوي والآن الناقد - عبد الرضا علي– حقيقة: منظورفعال وايجابي؛ ثقافيا / تاريخيا/ توثيقيا؛ وبالتالي يستحق الاهتمام والدعم [عربيا]: بدء من الجهات المسؤولة ثقافيا؛ ومن الفعاليات الثقافية والإبداعية ثانيا ؛

بحيث  اسم - عبد الرضا علي- صاحب الدربة والممارسة النقدية والأكاديمية؛ معروف في محيط شرقه (أي) اسمه/ إنتاجه/ لايدرج بشكل علني ومكشوف في الساحة الثقافية والأكاديمية بالمغرب [ تحديدا]لأسباب لاتتعلق بما هوسياسي؛ عقائدي؛ بل بحساسية ثقافية؛ محورها الإعلام العربي والروابط الثقافية المتكونة في الجمعيات والاتحادات الثقافية؛ إذا ما نظرنا للوراء؛ بأن الثقافة المغربية؛ كانت تتغذي من الثقافة العراقية من جميع جوانب فنون القول وخاصة الشعر/ المسرح؛علما أن النقد الشعري لايخرج عن سياق اهتمام ولاسيما أن د/ عبد الرضا علي - اشتغل على متون رصينة؛ ولها قيمتها الإبداعية ؛ وأصحابها لهم صيتهم عربيا/ دوليا : كنازك الملائكة / السياب/ الجواهري/ الربيعي/ السماوي/......ومن خلال هذا الاشتغال تبرزرؤية خاصة؛ وهي جديرة بالاهتمام  والملاحظة الدقيقة (أي) التشبت بالموطن والتربة؛ وذلك من خلال روادها وفعالياتها؛ والأمرطبيعي جدا؛ ليس تعصبا أو تحيزا أو نرجسية؛ بقدرما هو مشروع رؤيوي لتأصيل أصالة القول من محيطه؛ ذي التأثيرات النفسية/ الاجتماعية/ الاقتصادية/ على الفاعل الإبداعي والمتفاعل معه؛ والمعادلة تنتج إلى حد بعيد قراءة موضوعية؛ وهذا ما يلاحظ  في الممارسة النقدية  لدى المحتفى به؛ كأنه يشير بدون تصريح للمثقف العضوي؛ الكامن في دواخله؛ بحيث لايخرج عن نضاليته[ النقدية]عما يجود به وينتجه  موطنه العراق؛ وإن كان الاختلاف قائما باختلاف الظروف  ولاسيما أن الهجرة  والاغتراب الاختياري / القسري{ اليمن/هولندا/ بريطانيا} عن منابعه الأولية في تكوين رؤيا التعامل مع المفردات والمصطلحات النقدية؛ ناهينا عن المنهج؛ الذي يساهم إذا بتكوين ذات متشظية كونها تسعى للتجديد والتعامل مع الواقع المفروض؛ لكن الجذورالقوية تشده دائما إلى الوطن الأصل ، باعتباره خزانا أو جرابا من الذكريات المتراكمة والصورالمتفاعلة؛ والتي تشكل أساسا بنية الوعي الأول ؛ وبنظره بسيطة نلاحظ ؛ موضوعه حول [ سؤال الحداثة عن الشعر في العراق في زمن الريادة] الذي فرض نفسه كاشتغال إلحاحي على ذهنية الناقد/ عبد الرضا علي؛ وفي ظل منظور الحداثة الذي يلائم واقعنا الأدبي وهويتنا الخاصة؛ لخلق المواءمة بين المحلي/ الإقليمي/ الوطني والوافد والذات المبدعة ؛ وهذا الأمر انتبه إليه العديد من النقاد كعبد العزيزحمودة/ كمال الديب /محمد عزام/ فريدة النقاش/....../وبالتالي فالمحتفى به؛ يحاول ضمنيا أن يقبض عليه؛ لكي يفعله في سياق نقد المتون؛ دونما طرح أو إثارة الأسئلة أوالركون للتنظيرمن التنظير ؛ وتأسيس القواعد من أجلها، بل الاشتغال الفعلي و الممارسة بالكاد؛هي السبيل في تأصيل القول في النظرية النقدية برمتها،

و في تقديري؛ تلك قناعة منه أن مجمل ما أنتجه المبدع العراقي هو صدى للماضي وتجديد يفرض أولوياته بحذرشديد؛نظرا للخوف المتوالي من الانسلاخ أو الاغتراب بالمفهوم – الفيورباخي – الذي يشكل الذات في الخارج؛ وهذا ما أراه هاجسا يسكن ذاتية وذهنية – المحتفى به - ويهيمن على كل قراءة أوالتفسيرات وتحليلها؛ من أجل تأصيل رؤية ما يحمله محيطه الأصلي من تراث فكري/ إبداعي زاخر؛ وهذا ما يفسرمحاولة البحث والتنقيب عن( الجوزة) ليس كتراث شعبي؛ في حد ذاته؛ وإن كان السياق يفرض نفسه؛ لكن الأهم لديه تحليل & المقامات & لخلق ترابط أساسي بين السماع والمعرفة والأداء؛ وهذا له أبعاد فكرية/ نقدية؛ مضمونها تحقيق نوع من المقايسة والمقاربة بين الايقاع والوزن والقافية في الشعرالعربي[المحلي/ الوطني] كأني به يسعى إلى خلخلة ما أنتجه النقد العربي القديم حول ذلك؛ من  تصورات وآراءجعفر بن قدامة/حازم القرطاجي/ وخاصة{ طباطبا/ في" عيار الشعر" الذي يشير: للشعر الموزون إيقاع يطرب الفهم لصوابه وما يرد عليه من حسن تركيبه واعتدال أجزائه. فإذا اجتمع الفهم مع صحة وزن الشعر صحة المعنى و عذوبة اللفظ، وهذا التفسيرهو صلب الاشتغال على- المقام – الموسيقي في (الجوزة) وإن كان اشتغالا ينحوبالكاد إلى ماهو جينيالوجيا ؛ والذي يحتاج لمجهود جمعوي مكثف؛ إذ من الصعوبة بمكان أن يحققه فرد واحد؛ وبإمكانيات وإمكانات محدودة جدا، ولكن نلاحظ؛ بأن د. عبد الرضا علي؛ يكابد بشكل سيزيفي؛ من أجل إغناء  تأصيل القول الشعري؛ في سياق الممارسة النقدية؛ فلربما يحمل هاجسا مضمرا؛ بأن الشعر أساسا  مرتبط بالحس و الذوق أكثر من ارتباطه بالعروض وبالتالي فالأوزان قواعد الألحان والأشعار معايير الأوتاركما يعبر عنها{جعفر بن قدامة} وهذا الهاجس لاينفصل عن محاولة الحفرفي{الأسطورة} عند – السياب– وذلك بغية تأصيل الأصالة الإبداعية؛ من منابعها الأساس؛ والغوص في أعماق ذاتية الشاعرلما يضمره ويخفيه أساسا في وعيه (أو) اللاوعيه الاجتماعي/ النفسي، وهذا يتطلب مكابرة وإرادة قوية وصلبة؛ وذلك لتغليب الموضوعية عن الذاتية؛ وبالتالي فالناقد: عبد الرضاعلي؛ يسعى إلى ذلك جاهدا؛ ويؤمن به؛ فعلا وقولا؛ وذلك من خلال ممارسته النقدية؛ وما ورد في كتابه{ نازك الملائكة  الناقدة} وخاصة في ص/9 و 10& أن تتمتع بالموضوعيّة، والأمانة، والحيدة العلمية،  ويكون هدفها الوصول إلى الحقيقة وإذاعتها بين الناس &

 

  نجيب طلال/ فاس – المغرب

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1505 الجمعة 03/09/2010)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم