صحيفة المثقف

إذا كان الخنزير حراماً (2) .. محمد والنظافه / عبد الرضا حمد جاسم

وعند عودتي يوم الاثنين أول ما قمت به هو زيارته في ألبقاله لالشراء شيء وإنما لتقديم التهنئة والاعتذار حيث بادرني بعد أن أخرج السواك من فمه قائلاً (أين أنت يارجل هل أنت زعلان) فقدمت له التهاني والتمنيات معتذراً لأنني كنت في عيد اللومانتييه ففرح لذلك ...فرح لأنني غير زعلان وفرح لعيد اللومانتييه وقال هذا عرس كبير وعالمي فوجئت بذلك وسألته هل سبق لك المشاركة فيه فقال بفخر نعم...نعم عند وصولي أول مره إلى فرنسا وطلب أن أنقل له بعض مما شاهدت فبينت له بعض من ذلك وما رأيت فيه ومشاركاتي السنوية وتحول الحديث عن ماناقشناه سابقاً وأخبرته أنني نشرته في المواقع بدون أسماء وبالمناسبة لاهو يعرف أسمي ولاأنا ولكن عرف من اللهجة أنني عراقي لم يعترض على النشر

قلت له أحب أن أثير بعض الأمور معك فرحب بذلك وقال مادام الحوار بهدوء واحترام فأنا لا أمانع في ذلك

قلت له ما هذا السواك وما المعاني الرمزية الدينية له..قال بشكل مباشر أنها (سنه نبوية)نقتدي بها... قلت وما تعني (سنه نبوية) وهل من المنطق أن نتبع ممارسه لها أسبابها قبل 1400عام دون أن نفكر بها ونحلل ونستنتج الموجبات لها وقت ذك

قال أكيد عندك تفسير أو شيء تريد أن تقوله فأنا  أستمع قلت له تفسيركم السطحي لهذه الممارسة العلمية الصحية الرائدة التي أبتدعها محمد أساء لها وحرم الملايين منها ومن فوائدها ...قلت أن الطب يوصي اليوم بأهمية تنظيف الأسنان والعناية بها وهذا ما أراده محمد فاختار هذا العود الطيب الزكي لينظف به أسنانه ويدلك اللثة ويعطر الفم وهذا ما فكر به الآخرين بعد أكثر من ألف سنه لكن غباء أتباع محمد حرمه من تسجيل براءة الاختراع هذه ومنع تطويرها مع الوقت لأنهم اعتبروا ذلك من المقدس الذي يجب أن يؤخذ كما هو ودون الاقتراب منه وهذا من أسباب تخلفهم فلوا تحرروا من هذه القدسية لكانوا أول من أخترع فرشاة الأسنان

لقد أرتاح لهذا الطرح واندهش كثيراً وهو في هذه الحالة قلت له وهل من يرتدي الدشداشه القصيرة يتبع ألسنه فقال نعم..وقلت له هل كان محمد يرتدي الجينز تحتها كما يفعل أتباعه اليوم ..أستغرب قائلاً لا

سألته وما ألحكمه من ذلك..أجاب قائلاً أنها قصيرة حتى لاتلامس الأرض وال(نجاسة) التي تبطل الوضوء...قلت أيعقل هذا والطرقات والأرصفة بهذه النظافة ثم ألا تعتقد أن في ذلك أساءه للسنة ومن سنها ...قال كيف...قلت هذا يعني أنهم قوم قذرين يتغوطون في كل مكان حتى أمام بيوتهم ومساجدهم ألم تقرءا أو تسمع أن محمد كان يختلي بعيداً لذلك وكان يتنظف بثلاثة حجارات...قال نعم قلت أذن كيف تقبل هذا التفسير ولما كانت ملامسة الأرض بالدشداشه تبطل الوضوء فأن المسلمين الأوائل كانوا كما قلت يتنظفون بالحجارة وهذه لاتزيل ولا تنظف وهذا يعني أن وضوئهم باطل ...قال هذا كلام منطقي ومقبول وصحيح...قلت له هذا شيء جيد ولكن لي سؤال أخر أرجوا أن تتحملني ...قال تفضل أنك لاتسيء وتتكلم بصراحة ....قلت له هل أطالة أو أطلاق اللحى وشعر ألراس من ألسنه أيضاً...قال نعم وأكيد عندك ما تريد أن تقوله في ذلك تفضل أنا كلي آذان صاغية...قلت له شكرأ وهذا شيء رائع

قلت له ألم تلاحظ أو تقرءا اوتتصور أن كل الرجال كانوا ملتحين باختلاف دياناتهم... المسلم والمسيحي واليهودي والمشرك...قال صحيح ..قلت الملتحين يتبعون من...قال هذا قول معقول ولكن ماذا بعد ذلك ...قلت ببساطه لم يكن متوفر لديهم ما يقصون به لحاهم كما متوفر اليوم ولك أن تتصور لو أن أحدهم فكر أن يحلق ذقنه كما نفعل اليوم ولم يتوفر له مما موجود اليوم ألم تجد في ذلك (أي أطلاق اللحية)عمل جيد من حيث المظهر والنظافة واحتمال التعرض للجروح وتلوثها...قال هذا شرح مقبول

قلت جيد ....هل تعتبر التمسك بما كان يقوم به محمد من الإسلام أو مطابق لواقع اليوم دون دراسة وشرح وتحليل..قال.المعروف هو أن في ذلك ثواب ....فقلت أي ثواب من جمود العقل والغاءه ولوكان الأمر كذلك لماذا تأخذون من ألسنه وتتركون الأخر....قال كيف...قلت هل كان محمد يذهب للصلاة بواسطة السيارة ...وهل عليكم اليوم أن تركبوا البعير والحمار كما كان يفعل محمد أم في ثقافتكم أن محمد نبي ومعصوم ولا ينطق عن الهوى أنما هو وحيٌ يوحى وأن الإسلام والسنة تصلح لكل وقت فلماذا لم يوضح لكم وللتابعين انه سيأتي يوم تصنع فيه وسائل نقل أخرى يجب أن تركبوها وأن قلت هذا موجود إذن لماذا لم تتحولون من السواك والدشداشه القصيرة وإطلاق اللحى بما يتناسب مع العصر

ثم قلت له وهو في دهشة لهذا الطرح...أتعلم أن من أسباب ما يطلق اليوم من فتاوى تسيء لمحمد وعقيدته هو هذا التناقض التي تعيشه العقيدة التي ابتدعها من جاء بعد محمد وهي ليست من طروحات محمد فمحمد لم يكن مقدس للدرجة التي يقدس فيها أتباعه اليوم ما يطلق عليهم أئمة المذاهب أو أولياء الأمر فلم يكتب أو ينقل أن هناك من كان يركع أمام محمد ليقبل يده كما يحصل اليوم...قال أنا أحترم كل ماقلته وهو من المعقول والمقبول...أجبته قائلاً كل ما أريده أن تحترموا ما تؤمنون به ومن أوجد هذا المعتقد وبتصرفاتكم هذه أنتم خارج ما أراده محمد وأنتم تسيؤن له أكثر من الآخرين الذين يريدون مناقشتكم في هذه الأمور

قلت له وهذا ينسحب على ما نراه من بعض رجال الدين في اليمن والصومال من يصبغ لحيته بالحناء على أساس أن ذلك سنه ولم يفكر بأن من أستخدم الحناء لأول مره يستحق براءة اختراع وكان يمكن لو تم دراسة ذلك لأنتجوا الأصباغ قبل الفرنسيين بألف عام

قلت له لنعود إلى عيد اللومانتييه وكيف كان وأخبرته أنني لم أشاهد محجبة سوى سيده فاضلة عراقيه في خيمة طريق الشعب...سألني عن طريق الشعب لأنه لم يسمع بها فشرحت له ذلك وسألته لماذا لم يتواجد الملتحين والمتدينيين المسلمين في هذا التجمع الكبير والعالمي ....قال ..أنه الاختلاط والمحرمات وغيرها من الأمور التي يحرمها الشرع ...قلت له بخصوص الاختلاط تقولون لو أجتمع رجل وأمر أه كان الشيطان ثالثهما....قال نعم ....قلت له كم مره كنت وحدك مع أمراه في هذه ألبقاله ...قال كثير ودائماً  ولوقت ليس بالقليل...قلت له هل كان معكم الشيطان...أن كان لآ...فلماذا هذا القول غير المبرر..وأن كان نعم أذن أين الأيمان والورع وتجنب الفواحش

أما المحرمات فأنتم وهم تعيشون في وسطها وترتزقون منها وما تعتبرونها محرمات يعتبرها الآخرين غير ذلك والمسلمين يعيشون في عالم يحيط بهم خمسة أضعاف من هم على غير ديانتهم

وفي ختامها قلت له ألمعذرة..أنا تكلمت معك بكل ارتياح ووضوح وصراحة حيث وجدت فيك الرغبة للنقاش وتقبل ما أقول والرد الواضح والصريح

قلت له أنا أعتبر محمد رجل ثائر وسياسي عظيم قدم شيء راقي للأنسانيه ..قاد ثورة زمانه التي غيرت وجه التاريخ ولكنه كالآخرين تداخلت عليه الأمور بين قيادة دوله ونشر عقيدة وان أصحابه جعلوا منه مقدس كما يمارس اليوم أصحاب السلاطين والملوك والأمراء وتنكروا له ولعائلته بعد مماته وأختط أتباعه خططاً لهم وحصلت أانشقاقات كما يحصل اليوم في الأحزاب السياسية بعد موت مؤسسيها حتى وصلت الأمور اليوم إلى الأنجرار وراء الرمز الديني وأولياء الأمر المنحرفين الذين أبتدعهم أصحاب المذاهب المنشقين على تراث محمد لتجد اليوم أنك لو تلعن محمد نهاراً جهاراً لن يسألك أحد ولكن لو لعنت الملك أو الأمير أو الزعيم قد ينفذ فيك حكم الإعدام

اعتذرت لصاحبي عن أطلاق اسم محمد دون(ص) أو(الرسول) أو النبي) أو(خير خلق الله)..قال هذا رأيك ولكن أشك أنك تقصد شيء أخر ...قلت بلا...انه رجل عظيم لا أرغب بان أسيء له بهذه الألقاب والمسميات وأحرف ما جاء به وما أراد من شعار(وطن حرٌ وشعبٌ سعيد)

فتحيه لمحمد الثائر مخلص العبيد والمنتصر للفقراء وسيد عصره وما جاء به من أسس بناء دوله ونظام رعاية اجتماعيه وتنظيم الجيش وأسس القيادة والحقوق التي أنتزعها من عتات المتجبرين

 

عبد الرضا حمد جاسم

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1518 الخميس 16/09/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم